معتمديتا مطماطة ومطماطة الجديدة تعدّان قرابة الثلاثين ألف نسمة مشتتين في عدّة قرى جبلية مسالكها وعرة وشديدة الخطورة، يفتقدون لمؤسسة استشفائية تتوفر بها أهمّ الخدمات. فهل تكون الحماية المدنية المنقذ الأوّل لهم؟ شهدت المنطقة خلال السنوات القليلة الماضية عدّة حوادث طرقات شديدة الخطورة خارج مناطق العمران وفي قرى نائية ولم تتمكن سيارات الحماية المدنية من الوصول إليها في أكثر الأحيان إلا بعد فوات الأوان وكذلك عند حدوث حرائق من ذلك الحريق الذي جدّ سنة 2011 بمنزل بحي النور بمطماطةالجديدة و أتت النيران على كلّ ما فيه ولم تتمكّن الحماية المدنية من الوصول إلى عين المكان إلا بعد ساعة تقريبا وذلك لوجودها في مدينة بوشمة التي تبعد أكثر من 32 كم و تشقّ وسط مدينة قابس، لذا بات من الأكيد دعوة ديوان الدّفاع المدني لتركيز وحدة بمطماطةالجديدة خاصّة وأنه يتوفّر فضاء غير مستغل خلف البلدية تابع لها وأمام مقر المعتمدية يمكن أن يفي بالغرض وزيادة، حيث يتسع لتركيز عدّة مؤسسات أخرى تفتقر لها المنطقة كفرع للكنام أو مركز للشرطة، كما أنه من غير المقبول أن لا يتوفر مركز للحماية المدنية بمعتمديتين سياحيتين وخاصّة بمطماطة التي بها عدّة فنادق ومحطّات سياحية كما تعتبر نقطة عبور للسياحة الجبلية والصحراوية نحو كلّ من دوز وتطاوين. في السّنة الماضية زار مسؤولون من الادارة الجهوية للدّفاع المدني بقابس مقر المعتمدية وعاينوا عدّة فضاءات قريبة من المستشفى المحلي غير أن هذه الزّيارة لم تؤت ثمارها إلى حد الآن وطال انتظار الأهالي لهذه الخدمة الهامّة .السّيد عادل بلعزي تحدّث إلينا في الموضوع وطلب توجيه نداء عاجل إلى والي قابس للتدخّل في أقرب وقت وتركيز فرع للحماية المدنية إما بمطماطة أو بمطماطةالجديدة، المهم أن يكون قريبا من المواطن شأننا في ذلك شأن كلّ المعتمديات في ظلّ غياب مستشفى محلي عصري يستجيب للحاجيات الصحية المتزايدة للمتساكنين علما وأنّ المستشفى الحالي الذي هو عبارة عن عدّة قاعات صغيرة وضيّقة مبنية بطريقة فوضوية لا يملك إلا سيارتيْ إسعاف فقط.