كنا نتمنى ان تكون الجلسة العامة الانتخابية للجنة الوطنية الاولمبية خير تتويج للمسار الديمقراطي الذي انتهجته الهياكل الرياضية من أندية وجامعات رياضية وفق ارادة سياسية ثورية منذ انتفاضة 14 جانفي 2011. كان من المفروض انتهاز هذه المناسبة التاريخية لنبذ سياسة الاقصاء وتكريس المبادئ الأولمبية التي يدعو اليها الميثاق الاولمبي والحركة الاولمبية العالمية عامة والمتمثلة في نشر قيم التسامح والتحابب والسلم.
الا ان ما وقع خلال الجلسة العامة التنقيحية للنصوص القانونية للجنة وما تواصل الى حد آخر اجتماع لمكتبها التنفيذي في غضون هذا الاسبوع جعلنا نصاب بخيبة أمل كبرى بل بالاحباط لما لمسناه من سعي واضح الى تضييق دائرة الترشح لعضوية اللجنة واستنكار صارخ لرياضة العاب القوى، الرياضة الام للألعاب الاولمبية.
منع الرموز
بتمرير اللجنة لفصل يجبر المترشحين على ان تكون لهم أقدمية في التسيير الرياضي من خلال عضوية احد المكاتب الجامعية، تكون قد أقصت عشرات بل مئات الكفاءات الرياضية التي سخّرت حياتها خدمة للرياضة. فكم من خبير قضى حياته بين الملاعب والمخابر وقاعات التدريس وكم من مدرب او مدير فني حقق مكاسب عدة للوطن.. كلهم وجدوا أنفسهم خارج دائرة الحركة الأولمبية من جراء هذا الفصل الذي يعطي الاولوية الى من خدمته الصدف بل الحسابات الضيقة بالانتماء الى مكتب جامعي وإن لم يسد أية خدمة للرياضة على حساب من تقمّص الزي الوطني وأحرز الألقاب قبل ان يوظف خبرته في التدريب ثم في الادارة الفنية والتدريس الجامعي وحتى الوظيفة العمومية ودائرة القرار وأمثاله كثيرون في مختلف الرياضات ويكفي ذكر البشير جباس ومصطفى بوشناق ورضا العبيدي ومصدّق لحمر والهاشمي رزق ا& وعبد العزيز سيالة وعبد العزيز بلخوجة ومحمد الزواوي وعشرات مناضلي الرياضات الفردية وأساتذة المعاهد العليا للرياضة حتى ندرك خطورة هذا المنحى.
57 صوتا و42 مترشحا
نرجو بالرغم من هذه الاختلافات وغيرها كأن يتقدم المترشحون دون برنامج وكأن يقع اعتماد الاقتراع على الأفراد بأن تفرز الانتخابات مجموعة متشبعة بالمبادئ الاولمبية وان تعمل فعلا على فتح صفحة جديدة في مسيرة الحركة الوطنية الاولمبية التي كانت ولا تزال شبه غائبة عن الحراك الرياضي على الصعيدين الوطني والدولي. والجدير بالذكر ان عدد المترشحين بلغ 42 شخصا من ضمن 103 عناصر نسائية و3 أبطال أولمبيين علما ان التصويت سيفرز 17 عضوا يجب ان يكون من بينهم 3 نساء على الأقل وواحد من الأبطال الاولمبيين و2 ممثلين عن الرياضات غير الأولمبية و11 عضوا عن الرياضات الأولمبية. أما عن مجموع الاصوات فيبلغ 57 صوتا من بينها 48 عن جامعات الرياضات الاولمبية.
اثنان للرئاسة
وبعد انتخاب 17 عضوا يدعى هؤلاء الى انتخاب رئيس اللجنة من بينهم. وتفيد الأخبار بأن السيد محمد الهمامي الكاتب العام الحالي للجنة ومحرز بوصيان رئيس جامعة التنس سيترشحان للرئاسة.