نظمت جمعية «التفاؤل» للأطفال والمراهقين المرضى بالصرّع مؤخرا احتفالية نهاية الثلاثي الثاني من العام الدراسي لفائدة تلاميذ مركز الإحاطة بالأطفال والمراهقين من مرضى الصرع. وكانت جمعية «التفاؤل» منذ تأسيسها قبل سنة تقريبا قد أنشأت هذا المركز، ووفرت له الإطارات التربوية والطبية لكي يواصل الأطفال من مرضى الصرّع تعليمهم ومتابعتهم صحيا (الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 8 سنوات و 16 سنة).
حفلة نهاية الثلاثي الثاني من العام الدراسي الحالي، حضرها عدد هام من أولياء التلاميذ وعائلاتهم، وقد وجدوا ضالتهم حين بعث أبناؤهم البسمة على وجوههم من خلال الأعمال المسرحية التي قدموها والأناشيد التي حفظوها، والرقصات التي تدربوا عليها وإطلع الأولياء بالمناسبة على التمارين التي ينجزها أبناؤهم (التلاميذ من الأطفال مرضى الصرّع) أثناء دراستهم وعلى الأنشطة الموازية زيارات ميدانية كانت أو إبداعات حرفية ورسوم وهو ما بعث الإرتياح في نفوسهم على فلذات أكبادهم.
ومن جهة أخرى نجحت جمعية «التفاؤل» في زرع البهجة والتفاؤل لدى الأطفال مرضى الصرّع بتنظيمها لهذا الحفل وأثبتت أنه لا شيء مستحيل إذا توفرت الإرادة والعمل التطوعي.
مركز الإحاطة بالأطفال مرضى الصرّع
جمعية التفاؤل للأطفال والمراهقين المرضى بالصرع تحدت كل الصعوبات وخاصة منها المادية لتؤسس مشروعها الخيري الأول من نوعه في البلاد التونسية والمتمثل في «مركز الإحاطة بالأطفال مرضى الصرّع» في هذا المركز يجد الطفل المريض بالصرّع كل الرعاية الطبية والتربوية والتثقيفية فبإستثناء الإطار التربوي الذي يتقاضى أجره فإن المتابعة الطبية تطوعية.
وتجدر الإشارة إلى أن جمعية التفاؤل تترأسها الدكتورة سنية بليبش (أستاذة بكلية الطب بتونس) وفي لقاء جمعنا بها أكدت أن «المركز» يتكفل بمجموعة من الأطفال مرضى الصرع من خلال توفير التوازن النفسي والعاطفي والتربوي ويسعى إضافة إلى ذلك إلى إعادة إدماجهم في الوسط الاجتماعي والدراسي.
إشكالية المقر
أما إشكالية هذه الجمعية فهي مقرها الذي هو حاليا على وجه الكراء، من عائلة تونسية بمدينة أريانة بقيمة تقدر بثماني مئة دينار شهريا ويقع دفع معلوم الكراء من عائدات التبرعات ومن المال الخاص لمؤسسي الجمعية وأعضائها هيأتها الحالية والحال أن هذا المشروع الذي يمكن أن يعود بالفائدة على 20 ألف حالة في تونس من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 16 سنة من المرضى بالصرع يحتاج إلى دعم الدولة على أقل تقدير بمساهمتها في توفير مقر قار للجمعية والمركز مجانا أو بسعر رمزي.
الصرّع
ويذكر أن جمعية التفاؤل للأطفال والمراهقين المرضى بالصرّع تأسست وفق بيانات ملموسة وحالات من بعض أبناء مؤسسي الجمعية لكن أبرز ما يشدّ الإنتباه في البيانات والمعطيات الموجودة، الأرقام التي تضمنتها.
فمرض الصرع هو إختلال عصبي داخلي ينتج عن عدم التوازن أو اضطراب وقتي في عمل خلايا أعصاب المخ، ونوبات الصرع واردة في أي وقت مهما كان عمر الشخص.
وفي العالم مرض الصرّع هو المرض العصبي الأكثر إنتشارا ويصيب ما يقارب 50 مليون شخص، كما جاء في إحصائيات المنظمة العالمية للصحة. وأما في تونس، حسب آخر الدراسات، فإن عدد المصابين بمرض الصرّع يقدر ب 40 ألف حالة، نصفهم من الأطفال الذين لا تتجاوز أعمارهم 16 سنة. وبما أن عددا هاما من الأطفال المصابين بهذا المرض يجدون صعوبات في التعلم والتأقلم والإدماج في الوسط الدراسي العام وفي مختلف الأنشطة الشبابية الأخرى إختارت جمعية التفاؤل أخذ المبادرة لتأسيس مركز التفاؤل للإحاطة بهذه الفئة من الأطفال خاصة أن التأثيرات النفسية والاجتماعية لهذا المرض أشدّ وطأة من المرض نفسه.