وقد عاد الشابين إلى التراب التونسي ليتركا صديقيهما صابر ومروان يعملان في المقهى. ثم غادرا التراب التونسي في اتجاه ليبيا للمرة الأخيرة منذ شهر. وآنذاك عثرا على عمل اخر عن طريق أحد السماسرة كطباخين لعمال إحدى الشركات البترولية في سبها بالصحراء الليبية ولما كانا في طريقيهما إلى سبها في سيارة صحبة مواطن ليبي جرت مكالمة هاتفية بينهما وبين أحد المصريين التابع للشركة ليفيدهما بأن الشركة لم تعد في حاجة إليهما للعمل. وبعد أن تعذرت عليهما العودة في ساعة متأخرة من النهار تمكنا من المبيت رفقة صاحب السيارة عند أحد الليبيين الذي تعرف إلى هويتهما بالكامل باعتبار معرفته بابن عمه صاحب السيارة. وعلى إثر مغادرتهم إياه في اتجاه طرابلس بلغ الى صاحب المنزل وقوع حادث مرور ناتج عن اصطدام شاحنة بسيارة خفيفة توفي على إثره ركاب السيارة حرقا فتوجه على عين المكان وتعرف إلى جثة السائق وهو ابن عمه الذي تم دفنه على الفور وبقي يبحث عن صابر و مروان ليخبرهما بوفاة صديقيهما فؤاد و إبراهيم.
ودرءا لكل الإشاعات التي راجت حول أسباب الوفاة بالجهة فقد حاورت «الشروق» السيد : رضا الحرباوي عم الهالك فؤاد الذي توجه إلى ليبيا على إثر تلقيه الخبر صحبة والد الهالك و أخ الهالك إبراهيم. فسرد لنا الأحداث تباعا مبينا أنه عاد إلى تونس بعد أن تأكد من الخبر وعاين الجثتين في علبة بلاستيكية من بين جثث أخرى في بيت الأموات. إلا أنهم لم يتمكنوا من جلبهما إلى حد الآن بسبب الاجراءات القانونية المعقدة التي عمدت إليها السلطات الليبية وعرضهما على التحاليل الطبية التي تعطلت بسبب غياب المسحوق المستخدم في العملية .
وقد تأسف لممارسات قنصل تونس الذي لم يتعاون معهم كما لم يتعاون مع صديقيهما صابر ومروان في العثور على الجثث وغياب مرافقين لتمكينهم من الوصول إلى الحقيقة في أقرب وقت ممكن و التدخل لتسهيل عملية جلب الجثث. وقد بين أحد الجيران أن فؤاد هو فلذة كبد والدته التي تعاني من أمراض مزمنة وهو المتكفل بعملية علاجها. مضيفا أن طول فترة الانتظار رغم مرور شهر على الوفاة قد تسبب في عناء كبير لعائلات الشابين فمنهم من هو الان في ليبيا ينتظر بفارغ الصبر تسليم الجثث ومنهم من دخل في غيبوبة وخاصة جدة فؤاد مما تسبب في هلع كبير لدى الأهل والجيران.