دخل أساتذة الثانوي في اضراب عام يوم أمس على خلفية رفض وزارة التربية الاستجابة لمطالبهم المهنية مما جعل جل المعاهد والاعداديات تغلق أبوابها منذ الساعة التاسعة صباحا. تونس الشروق : «الشروق» انتقلت الى بعض المعاهد لمتابعة مدى نجاح الاضراب والملفت للنظر أن عددا كبيرا من هذه المؤسسات التربوية أغلقت أبوابها لأن الأساتذة التحقوا بساحة محمد علي ليجتمعوا أمام مقر الاتحاد العام التونسي للشغل.
معاهد مغلقة
عديد المعاهد الثانوية والاعدادية أغلقت أبوابها أمس بسبب الاضراب العام على غرار معاهد نهج مرسيليا وباب الخضراء ونهج روسيا وحي الخضراء وغيرهم من المؤسسات التربوية الأخرى، ورغم الاعلان المسبق عن الاضراب الا أن عددا من تلاميذ الباكالوريا خاصة حضروا رغبة في الدراسة ولكن الأساتذة تمسكوا بموقفهم ولم يستجيبوا لهذا المطلب، حيث قال «أحمد يدبس» تلميذ بالباكالوريا آداب إن هذه الفترة حساسة جدا بالنسبة الى تلاميذ السنوات الأخيرة، وهنا تدخل ايهاب الجلاصي تلميذ بالسنة الثالثة اقتصاد وتصرف ليضيف أن السنة الدراسية توشك على النهاية ويجب أن تتواصل الدراسة بصفة عادية لكي لا ندفع الفاتورة غالية.
أكد أسامة الميموني تلميذ بالسنة الثانية ثانوي أنه فضّل أن يدرس عوض هذا الاضراب لأنه مهدّد بالرسوب بسبب ضعف معدّله في السداسية الاولى، ومن جهتها قالت سارة إنها تؤيد حق الاساتذة في تحسين مستواهم المهني ولكن يجب دوما اعطاء الأولوية للتلاميذ الذين يحتاجون الى ساعات اضافية لتحسين مستواهم العلمي وأضافت صديقتها ليلى المدبي تلميذة بالسنة أولى ثانوي أن التلميذ يدفع دوما ثمن التجاذبات السياسية والنقابيةمؤكدة أن يوم اضراب لن يؤثر كثيرا على الدراسة ولكن ان تكرّر قرار دخول الاساتذة في خطوة نقابية أخرى فستكون النتائج سلبية على التلاميذ بجميع مستوياتهم.
الأولياء غاضبون
أثار الاضراب العام الذي نفذه أساتذة المعاهد الثانوية والاعدادية غضب عدد من الأولياء الذين اعتبروه خطوة متسرعة من النقابة واتهموها بعدم الاكتراث بمستقبل أبنائهم حيث قالت سلوى المحمدي أم لتلميذين أحدهما يدرس بالباكالوريا إنه من حق الاساتذة أن يدافعوا عن مطالبهم المشروعة ولكن كان عليهم أن يغلّبوا المصلحة العامة وخاصة أن السنة الدراسية أوشكت على النهاية، أما محمد الزيادي فقد أكد على مشروعية هذا الاضراب معتبرا إياه خطوة نضالية قام بها المربون ليحصلوا على حق مشروع ترفض وزارة التربية مدّهم به.
كما إتهم عدد آخر من الأولياء وزارة التربية بتقصيرها في إيجاد حلول جذرية لمشاكل عشرات الآلاف من الأساتذة مؤكدين انه تجب محاسبة المسؤولين الذين تسببوا في هذه القطيعة بين النقابة والوزارة حسب ما جاء على لسان حمد الزيتي ولي ثلاثة تلاميذ وأضافت زوجته أنها أصبحت تخاف على مستقبل أبنائها بسبب الفوضى الحاصلة في المؤسسات التربوية.