يواجه إجراء استبدال الأدوية الأصلية بأخرى جنيسة أقل سعرا والذي تقرر الشروع في العمل به في الصيدليات خلا العام الحالي تحفظات من طرف المهنيين وخصوصا الأطباء والصيادلة أنفسهم. فبالنسبة الى الأطباء فانهم يرون ان الشروط الضرورية لتطبيق هذا الاجراء ليست متوفرة بالقدر الكافي حاليا ذلك ان عملية الاستبدال لا يمكن ان تعود بفائدتها الا اذا كانت الادوية الجنيسة ناجعة من حيث مفعولها العلاجي مثل الادوية الاصلية ويرى الاطباء ايضا انه لابد من توفر شرط الفارق الهام وليس الزهيد في الاسعار كما هو الحال في الدول المتقدمة والتي لها تجارب ناجحة في المجال فالفارق الزهيد بين سعر الدواء الجنيسي والدواء الأصلي لا يشجع المواطن على الاستبدال ويجعل العملية غير ذات جدوى من الناحية الحسابية والاقتصادية. ويقول الدكتور رابح الشايبي كاتب عام نقابة أطباء الممارسة الحرة «للشروق» في هذا الخصوص ان موقف الاطباء من هذه المسألة واضح فنحن لا نرفض الدواء الجنيسي ولا نعارض عملية الاستبدال بالمطلق ولكننا نرى أن هذه العملية يجب ان تتم بقرار من الطبيب وليس في مستوى توزيع الدواء أي أن يكون الطبيب هو مصدر الاستبدال لانه هو الذي يحدد الدواء للمرضى حسب الحالات بالكميات والنوعيات اللازمة ولا يمكن لاي طرف آخر ان يقرر في هذه المسألة فالطبيب هو الطرف الوحيد الذي يمكنه ان يحدد قيمة الدواء من حيث النجاعة والمفعول العلاجي سواء كان الدواء أصليا او جنيسا وبالتالي فهو الوحيد المخول للحسم في مسألة الاستبدال بحسب كل حالة مرضية يباشرها. وأضاف الدكتور الشايبي قوله ان أي حياد على هذا المبدأ (مبدأ ان يكون الطبيب هو مصدر عملية الاستبدال) سيفرز انزلاقات وتجاوزات خطيرة تعود بالمضرة على صحة المواطن بالأساس. ولم يستثن كاتب عام نقابة الاطباء في الاستبدال شرط نجاعة الدواء الجنيسي وتوفره في السوق بكميات كافية وبأسعار زهيدة حتى يمكن استبداله بالدواء الأصلي. ويرى الأطباء أيضا أن نجاح عملية الاستبدال تقتضي حضور الصيادلة الاكفاء القادرين على قراءة الوصفات الطبية بدقة في الصيدليات كامل الوقت حتى لا تقع الأخطاء. أما بالنسبة الى الصيادلة فمسألة الاستبدال تستوجب مراجعة نسب هامش الربح فاما ان تمنحهم الدولة تعويضات عن الفارق بين هامش الربح الذي يحصلون عليه والموظف على الأدوية الاصلية وعلى الأدوية الجنيسة او ان يتم اقرار هوامش ربح خاصة بالادوية الجنيسة لفائدتهم. ويرى الصيادلة ان تطبيق اجراء الاستبدال بهوامش الربح الحالية سيكلفهم خسارة وتراجعا في المداخيل. وعموما تؤكد المصادر انه لم تجر اتصالات بين وزارة الصحة العمومية والمهنيين بشأن تنفيذ اجراء استبدال الادوية بأخرى جنيسة الى حدّ الآن رغم ان هذا الاجراء تقرر الشروع في تطبيقه بداية من العام الحالي، لكن وفي كل الحالات يبدو ان المسألة ستحتاج الى فترة من التفاوض والتشاور بين الطرفين قبل التوصل الى صيغة تنفيذية ترضي الجميع. يذكر ان اجراء استبدال الدواء يدخل في اطار البرنامج الذي اقرته الحكومة ممثلة في وزارة الصحة بشأن ترشيد استهلاك الادوية والتحكم في كلفة الدواء.