أحيل على أنظار احدى الدوائر الجنائية بمحكمة المنستير مؤخرا شاب في مقتبل العمر كان قد أدين بتهمة سرقة سيارة من صاحبها الذي نزل منها لاغلاق باب المستودع. المتضرّر في قضيّة الحال شيخ تجاوز العقد السادس ببضع سنوات. غادر منزله الكائن بإحدى جهات الساحل في صبيحة أحد أيام فصل الربيع المنصرم لقضاء بعض الشؤون العائلية. فامتطى سيارته وخرج بها من مستودع منزله ثمّ أوقفها بجانب الرصيف وترك محرّكها يشتغل وبه المفتاح وتوجه نحو باب المستودع المفتوح قصد إغلاقه. مفاجأة غير سارة لم يكن الشيخ يدري حين نزل من سيارته أنه سيكون أمام مفاجأة غير سارة. وما إن شرع في اغلاق باب المستودع حتى أحسّ بوقع خطى تقترب منه وبسرعة البرق توجّه نحوه شاب ودفعه بكلتا يديه بقوة فسقط على الأرض. وتتالت الأحداث بعد ذلك بسرعة فائقة لم يعد قادرا على استيعابها. فقد هرول الشاب نحو سيارة الشيخ الرابضة بجانب منزله وامتطاها وأوصد بابها. وهنا اندفع الشيخ بكل ما أوتي من قوة وهبّ واقفا وحاول اللحاق بالشاب لثنيه عن سرقة سيارته فأمسك بباب السيارة لفتحه لكن الشاب لم يمكّنه من ذلك وانطلق بها مسرعا نحو وجهة مجهولة. فضحته ملامحه تحامل المتضرّر على نفسه وتحوّل نحو أقرب مركز أمن حيث رفع شكوى ضد مجهول وصرّح أنه تمكن من رؤية ملامحه حين تشبّث بباب السيارة لثنيه عن سرقتها. لم تكن الأوصاف التي قدمها كافية لتحديد هويّة المعتدي ولكن رجال الأمن اعتبروها خيطا يمكن أن يقودهم للفاعل. فكثّفوا من تحرّياتهم الى أن حصروا الشبهة في شاب لم يتجاوز الرابعة والعشرين من عمره وهو من ذوي السوابق العدلية في مجال السرقة فألقوا عليه القبض وبعرضه على المتضرّر أكّد أنه هو الذي اعتدى عليه وسلبه سيارته. وبختم الأبحاث معه أحيل الشاب على أنظار المحكمة، لكنه تمسّك بالانكار يوم المحاكمة زاعما أنه نزل ضيفا على أحد أصدقائه يوم الحادثة وقضى الليل عنده. وفي الصباح تحوّل معه الى احدى الأسواق الأسبوعية للانتصاب بها. كما أكّد أنه لا يحسن السياقة ولا يملك رخصة قيادة أصلا وهو ما سانده فيه لسان دفاعه. وأمام عدم تطابق الأوصاف التي قدّمها المتضرّر على المتهم وإزاء ضعف الأدلّة قرّرت المحكمة عدم سماع الدعوى.