وصف الأمين العام لهيئة علماء المسلمين في العراق حارث الضاري قرار التوقيف الذي أصدرته ضده وزارة الداخلية بأنه غير شرعي وغير قانوني متهما حكومة المالكي بالسعي الى افتعال أزمة معه لتغطية على عجزها وفشلها في حفظ الاستقرار بالعراق. وفي الأثناء تواصلت أعمال العنف متصاعدة وأدّت الى مقتل وإصابة عدد من العراقيين والأمريكيين في عمليات مسلحة وحوادث اختطاف بمناطق مختلفة من العراق. وكانت وزارة الداخلية العراقية قد أصدرت مساء أمس الاول مذكرة توقيف بحق الشيخ حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين، أكبر المرجعيات السنية في العراق بتهمة التحريض على العنف الطائفي. وبعد عاصفة من الاحتجاجات أثارها هذا القرار حاولت السلطات العراقية التهدئة واحتواء الغضب معلنة على لسان المتحدث باسم الحكومة العراقية علي الدباغ أن ما صدر بحق الضاري ليس مذكرة اعتقال وإنما «مذكرة تحقيق». * الضاري يهاجم وردّ الشيخ حارث الضاري أمس على هذا القرار قائلا إنه كان متوقّعا منذ أكثر من عام. ووصف الضاري في مقابلة مع «الجزيرة» القطرية من العاصمة الاردنية عمان حيث يوجد حاليا بأنها صادرة عن فئة مهزومة غير قادرة على فهم التطورات الدولية وأن من شأنها أن تباعد أكثر بين الحكومة والشعب مشددا على أن هذه المذكرة غير شرعية وغير قانونية. ونفى الضاري في هذا الصدد تهم الحكومة له بإضفاء شرعية على تنظيم القاعدة بالعراق وأكّد أنه لا يمكن أن يضفي شرعية على من يقتل العراقيين ويلحق الأذى بهم تحت أي شعار أو مسمّى. وقال أمين عام هيئة علماء المسلمين إن الحكومة أرادت في حقيقة الامر من هذه المذكرة افتعال أزمة معه بهدف التغطية على فشلها في تأمين الاستقرار للعراقيين. وأضاف أن الحكومة تريد إيقافه لانه كشف المستور عندما تحدث عن الهجمات التي تتعرض لها المساجد وعمليات قتل الأئمة والمذابح التي تجري في الشوارع كما أنها الحكومة ثارت حفيظتها من قيامه بجولة لعدة دول عربية وبناء علاقات معها في الوقت الذي تسعى فيه الى الاستئثار بهذه العلاقات. وفي ما يتعلق بعودته الى العراق بعد مذكرة الجلب التي صدرت ضده أكّد الضاري أنه سيعود عندما يكون الوقت مناسبا «ورغم أنف من يعارض وعندما تقتضي مصلحة العراق ذلك». وبدورها طالبت هيئة علماء المسلمين في بيان لها الشعب العراقي بضبط النفس داعية في الوقت ذاته الى الانسحاب من الحكومة والبرلمان... وقد أثار الإجراء الحكومي أيضا ردود فعل غاضبة لدى أوساط سياسية عراقية واسعة. فمن جانبه اعتبر المرجع الشيعي العراقي الشيخ حسين المؤيد أن القرار ينمّ عن عدم نضج سياسي للحكومة وعن تخبّط وتجاوز لكل الخطوط الحمراء. وأكّد المؤيد أن قرار كهذا بحق شخصية تحارب الاحتلال وتدافع عن استقرار العراق ووحدته لكن يكون في مصلحة العراق. كما طالب رئيس جبهة التوافق عدنان الدليمي الحكومة بالاعتذار للشيخ حارث الضاري وإلغاء قرار التوقيف... ودعا رئيس الجبهة العراقية للحوار الوطني صالح المطلك أعضاء البرلمان لتعليق عضويتهم فيه الى حين إلغاء المذكرة مطالبا الحكومة بالاستقالة... * ضربات جديدة ميدانيا أعلن الجيش الأمريكي أمس مصرع أحد جنوده أمس الأول بنيران أسلحة خفيفة في محافظة ديالي. وفي تطور آخر اختطف أمس الأول 14 شخصا بينهم أربعة أمريكيين ونمساوي يعملون في شركة أمنية في كمين نصبه مسلحون لقافلتهم على الحدود العراقية الكويتية. وقد قتل في الكمين بريطاني وأصيب آخر. وقد أكدت مصادر أمنية عراقية أمس مقتل الرهينة النمساوي الذي اختطفه مسلحون بجنوب العراق فيما أصيب أحد الرهائن الأمريكيين الاربعة بإصابات بالغة. وقال مسؤول عسكري في الشرطة العراقية طلب عدم ذكر اسمه إنه تم العثور على جثة المقاول النمساوي بعد نقلها الى مشرحة البصرة فيما تمّ نقل الرهينة الأمريكي الجريح الى المستشفى البريطاني بالمدينة. وذكر مصدر عراقي مساء أمس أن قوة عراقية أطلق اثنين من الغربيين الذين اختطفوا.