ألقى أعوان الشرطة العدلية بقصر هلال مؤخرا القبض على مراهق بعد اشتباههم في علاقته بمقتل جارته المسنة. وبدا الموقوف (17 سنة) في البداية بعيدا عن الشبهة نظرا لعلاقته الطيبة بالقتيلة البالغ عمرها 70 سنة تقريبا بالاضافة إلى ما أبداه من حسرة على فقدانها لكن جهود الأعوان أفضت إلى حصر الشبهة فيه. وحسب ما جمعناه من المعلومات فإن الهالكة وهي حاجة معروفة بطيبتها ودماثة أخلاقها كانت تقيم بمفردها في منزلها الكائن بمدينة قصر هلال من ولاية المنستير. ولم تنقطع علاقتها بأبنائها المقيمين بالخارج بل ظلوا يتصلون بها ويرسلون إليها الأموال والهدايا. ووجدت القتيلة في جارها (المشبوه فيه) خير معين على قضاء حاجياتها سيما وقد تقدم بها العمر. فدأب على زيارتها بين الفينة والأخرى لكنه ذعر كبقية الجيران عندما لمح النيران تشتعل في مسكنها فهب معهم لاخمادها قبل العثور على جثة العجوز. وقد باشر أعوان الشرطة العدلية أبحاثهم لكن معطى مهما غير وجهة البحث فقد اتضح أن الهالكة تعرضت للعنف سيما وقد لاحت أعراضه على جمجمتها. ولهذا اقتنع المحققون بأن اشتعال النيران كان مجرد محاولة للتمويه والتظليل عن جريمة القتل فدققوا أبحاثهم حتى حصروا الشبهة في الجار المراهق. وحسب هذه الشبهة فإن المراهق طمع في سرقة القتيلة فلما استقبلته ساعة الواقعة على عادتها فاجأها في الوقت الذي رآه مناسبا فخنقها بكلتا يديه. وعندما خارت قواها ضربها بيد مهراس على رأسها حتى أسلمت روحها. وقد يكون فتش المسكن واستولى على هاتف جوال على ملك الهالكة وقبل انصرافه أضرم النار في مكان الجريمة في محاولة لطمس معالمها. وتبقى هذه المعلومات في إطار الشبهة فحسب في انتظار أن يؤكدها قاضي التحقيق أو يدحضها.