قضى أجمل سنوات عمره في المهجر يؤسس لغد أفضل في ربوع وطنه الجميل.. عمل كثيرا واجتهد وثابر وجنى مالا وفيرا عمل على توظيفه في الاعداد للعودة الى أرض الوطن من خلال الاعتماد على شقيقه الاكبر فحول له 440 ألف دينار لكن الأخ خان الامانة واستباح لنفسه الاستيلاء على تلك الاموال والهروب الى وجهة مجهولة. وقد باشرت فرقة الابحاث والتفتيش للحرس الوطني ببن عروس مؤخرا بحثها في الموضوع اعتمادا على المعلومات التالية : اعتاد المهاجر ان يعوّل على أخيه في قضاء شؤونه في تونس فلم يتردد لحظة واحدة حين قرر منذ سنوات بناء منزل أن يوكل المهمة الى أقرب الناس اليه أخيه، الذي أبدى استعداده وموافقته وتسلم دفعة أولى على الحساب (حوّلها له شقيقه) بقيمة 25 ألف دينار اشترى بها مقسم أرض لبناء منزل ذي طابقين، ثم بدأ البناء وتوالت التحويلات مع تقدم الاشغال فكان «الأصغر» يرسل المال و»الاكبر» يدير أعمال البناء حتى بلغت قيمة المصاريف مع نهاية التشييد 115 ألف دينار. أصبح المنزل جاهزا وبدأ المهاجر يفكر في العودة رفقة عائلته الى بلاده، فانتقل الى مرحلة الاعداد والاستعداد وكلّف شقيقه مجددا بتجهيز المنزل بجميع مرافق الحياة المرفهة وتأثيث بالضروريات والكماليات، وللقيام بالمهمة حوّل له دفعة واحدة مبلغا ضخما قيمته 300 ألف دينار، رأى المهاجر انها تكفي لتوفير أسباب الراحة له ولعائلته بعد عشرات السنين من الغربة والتضحية. ... وتبخّر الحلم جاء اليوم الموعود وعاد المغترب الى بلاده واستقبلته العائلة والأحباب وكان طبيعيا ان يتحول مباشرة الى سكنه الجديد بإحدى جهات ولاية نابل غير ان الشقيق الاكبر استمهله عدة أيام حتى يفرغ له المنزل وطلب منه الاقامة في نزل، فاستجاب الاخ لطلب أخيه وحوّل وجهة عائلته الى فندق مكث به أياما اكتشف خلالها ان شقيقه بنى المنزل باسمه ثم باعه واختفى عن الانظار. البحث عن الحقيقة ... وتمر الصدمة فيلملم المهاجر العائد شتات قواه ويتوجه نحو المحكمة ذات مرجع النظر ويتقدم بشكوى ضمنها رواية ضياع محاصيل شقاء العمر جراء غدر الاخ بأخيه، فتولت المحكمة احالة القضية الى فرقة الابحاث والتفتيش للحرس الوطني ببن عروس للتحري في المسألة وقد باشر رجال الفرقة أبحاثهم باستدعاء عدد من الشهود الذين أيدوا أقوال المتضرر، ويواصل المحققون تحرياتهم وأبحاثهم قبل إحالة الملف مجددا الى المحكمة.