شاع في مدينة الزهراء والمناطق المجاورة لها خبر تربص شابين في مقتبل العمر بالمارة من النساء والرجال وغيرهم ثم الانقضاض عليهم وسلبهم ما يملكون قبل الهروب والاحتماء بغابة جبل بوقرنين... لكن الفرقة العدلية بحمام الانف وضعت مؤخرا حدا لهما وكشفت النقاب عن تطوّرات مثيرة. فقد تلقت مختلف مراكز الامن بالجهة شكاوى من طرف عديد المواطنين الذين تعرضوا للسلب تحت التهديد او اقتحام محلاتهم التجارية واجبارهم على تسليم اموالهم وقد اجمع المتضررون على تقديم اوصاف شابين عنيفين لا يترددان اطلاقا في اشهار السكاكين في وجه اي كان لتجريده من امواله وجهاز الهاتف الجوال وقطع المصوغ قبل الفرار نحو الغابة في الجبل المجاور حيث يختفيان ولا يعثر لهما على اثر... وقد ازدادت حدة جرائمهما في المدة الاخيرة حتى بات جميع سكان المنطقة يعلمون المصير المشؤوم الذي ينتظر من تضعه الاقدار في طريقهما. يسقطان جانب الحذر في الطرف المقابل تزايد تحرك مصالح الامن وتكثف حتى تمكنوا من حصر الشبهة في شابين سبق لهما ان مرّا عبر غرف مراكز الامن نحو السجن وبالتالي خلفا وراءهما صورا ساعدت المحققين في مواصلة رحلة البحث عنهما... وهي رحلة شاقة فعلا لان المظنون فيهما خبرا جيدا المنطقة وتمرّسا كثيرا على الضرب بسرعة والاختفاء بصورة اسرع مما دفع المحققين الى تغيير الطريقة واستبدالها بتكتيك جديد اعتمد على فرضية بل ضرورة مغادرة الشابين لمخبئهما للتزود بالمؤونة وخاصة بالمخدرات التي ثبت انها الدافع الرئيسي لارتكابهما هذا العدد الكبير من الجرائم نظرا لادمانهما وبالتالي حاجتهما الماسة اليها تجعلهما يسقطان جانب الحيطة والحذر من اجل الحصول عليها ويجازفان بالخروج والالتحاق بالمدينة. صدق حدس المحققين اذ حصلوا على معلومات تؤكد تردد احد المظنون فيهما على منزل كائن باحد احياء حمام الانف من حين لآخر وتوصلوا الى معرفة تاريخ وتوقيت الزيارة اللاحقة للمظنون فيه فسارعوا بالتحول الى الحي واخضعوا المكان الى مراقبة مركزة استمرت الى حدود السابعة والنصف صباحا حين خرج المشبوه فيه برفقة شابين من المنزل، فحاصرهم الاعوان والقوا القبض عليهم واقتادوهم الى مقرهم. قاسم مشترك عاد المحققون من مهتهم بثلاثة شبان بدل الواحد، وفرض سؤال نفسه ماذا كانوا يفعلون؟ وماهي الاسباب التي جمعتهم؟ فأفادت التحريات ان القاسم المشترك لديهم جميعا هو الادمان وبالتوسع في الابحاث اعترف الشبان الثلاثة انهم يتزودون بالمواد المخدرة من كهل يبلغ من العمر 40 سنة تقريبا ويقيم عادة خارج ارض الوطن.وقد اتضح ان المظنون فيه الاول مفتش عنه رفقة صديقه الذي غادر الغابة ولاذ بالفرار الى احدى ولايات الشمال الغربي. اما الثنائي الثاني (اللذان نزلا ضيفين في نفس المنزل) فمطلوبان للعدالة ايضا لتورطهما في قضايا مخدرات. وقد تم الاحتفاظ بالمشبوه فيهم في انتظار احالتهم على العدالة.