اثر عودة الابن من مقر عمله إلى محل سكناه، في وقت مبكر عن الوقت المعتاد، ضبط جاره بصدد الاعتداء على شرف والدته الطاعنة في السن والمريضة (!). وما إن شاهده الجار حتى أطلق ساقيه للريح، خوفا من رد فعله. هذا ملخص جريمة، جدت أطوارها بضواحي احدى مدن الشمال، وتورط فيها شاب من ذوي السوابق العدلية، يبلع من العمر نحو 32 عاما، فيما تضررت منها عجوز تبلغ من العمر 80 عاما. وحسبما ورد في محاضر البحث الابتدائي، فإن المظنون فيه احتسى، في يوم الواقعة كمية هائلة من المشروبات الكحولية في احدى الحانات. ولما أصبح في حالة سكر، غادر الحانة، عائدا إلى محل سكناه المجاور لبيت المتضررة. وعند الوصول أمام منزلها، عنت له فكرة شيطانية، وهي النيل من شرف جارته العجوز المريضة التي كان يعرف بحكم الجيرة، ان ابنها الوحيد الذي يقيم معها ويسهر على راحتها، متواجد انذاك في مقر عمله. وزادت حالة السكر التي كان عليها فزينت له الفكرة الدنيئة، فإذا هو يتسلل إلى بيتها، ويقتحم عليها غرفتها ويعتدي على شرفها، دون مراعاة لسنها المتقدمة، ولمقتضيات وآداب الجوار. «صنيع الشيطان» وكان المظنون فيه (وهو عاطل عن العمل) يعتقد أن أمره لن ينكشف لأنه لا أحد شاهده وهو يتسلل إلى بيتها، ولا أحد يمكن أن يصدّقها، إذا اتهمته بالاعتداء على شرفها لأنها مريضة. ولكن العناية الالهية أبت إلا أن تكشف عن جريمته الشنيعة. ذلك ان ابن المتضررة عاد إلى البيت في وقت مبكر، فألفاه بصدد الاعتداء على أمه، لكنه لم يتمكن من القبض عليه لأنه راوغه ولاذ بالفرار. وهكذا تحول الابن إلى مركز الأمن وقدّم شكاية، أصر في أعقابها على تتبع المظنون فيه قضائيا. وتبعا لذلك انطلقت الأبحاث والتحريات على قدم وساق، وتم جلب المظنون فيه فزعم في البداية ان التهمة كيدية، وأصر على الانكار التام. إلا أنه بمزيد تضييق الخناق عليه ومكافحته بابن المتضررة تراجع في أقواله الأولى، وأصدع بالحقيقة، ملقيا المسؤولية على الشيطان الذي حضر حسب قوله ساعة الواقعة، وحضّه على ارتكاب الجريمة، فختمت الأبحاث الأولية في شأنه، وأحيل على أنظار السلط القضائية بالمحكمة الابتدائية، مرجع النظر، فأحالته بدورها على قاضي التحقيق، لاستكمال البحث.