بلغت نسبة الولادات من امهات دون سنّ العشرين 7 بالألف في تونس، وهي نسبة تعنى بالامهات العازبات بدرجة أكبر بناء على حد القانون التونسي من استفحال ظاهرة الزواج في مثل هذه السن بتحديد سن الزواج ب 18 سنة.ولهذه الظاهرة انعكاسات سلبية على الأم والطفل تم تناولها خلال منتدى الصحة الانجابية الذي نظمه ديوان الاسرة والعمران البشري مؤخرا تحت عنوان: «الأمومة قبل العشرين». وحسب اخصائي في الطب النفسي تعتبر ظاهرة الانجاب قبل العشرين في تونس غير مستفحلة طالما انها تحتل نسبة 7 بالألف بينما هي في الولاياتالمتحدة الاريكية تبلغ 54 بالألف لكن رغم هذا العدد المحدود نسبيا فإن الظاهرة تحتاج الى الدراسة والطرح خاصة وان تحوّلات الحياة قلّلت من نسبة زواج الفتاة في هذه لفترة ليفتح باب للانجاب غير الشرعي. للأمومة قبل العشرين انعكاسات سلبية متعددة وتتمثل في قلة الموارد المتاحة بالنسبة للمتزوجة وغير المتزوجة كما يكون لهذه الأم حظوظ متواضعة في مواصلة الدراسة ومن الناحية النفسية تعيش نوعا من العزلة الاجتماعية خاصة في ظل انجاب طفل غير شرعي يكون عرضة للانحراف. ويتسبب وضعها الخاص في تعرضها للاكتئاب والقلق. وذكر نفس المختص ان المرأة في هذه السن تختلط لديها العوامل النفسية المتعلقة بالحمل والعوامل النفسية الخاصة بالمراهقة فيسبب اضطرابا اكثر لدى هذه الشريحة من الأمهات. وتنعكس الامومة قبل العشرين من جهة أخرى على الاطفال الذين يولدون عادة بوزن ناقص او بولادة مبكرة. ويتعرض الاطفال الذين يعيشون خارج اطار الزواج الى اشكالية اكبر نظرا لتحويلهم عادة للتبني حيث يفقد الطفل الأم الحقيقية ولئن كان الطفل في مثل هذه الحالة افضل بكثير من نظيره الذي يعيش مع امه في ظل صعوبات اجتماعية كبيرة افرزها الوضع الخاص للأم العزباء. وتتسبب هذه الاوضاع في حرمان عاطفي وتربوي ينجرّ عنه تأخّر في النموّ وصعوبات سلوكية او يتعرض الى النضج المفرط. ولاجتناب هذه الانعكاسات السلبية التي تهمّ الأم والطفل نصح المختصون بضرورة تأطير المراهقات بالتوعية والتحسيس خاصة في مجال التربية الجنسية وتبليغ اكثر ما يمكن معطى استعمال موانع الحمل، اضافة الى الحدّ من النظرة الدونية للأم العزباء والاحاطة النفسية والاجتماعية. كما يجب متابعة حالات الاكتئاب والقلق بالعلاج وأحالتهم على الهياكل المعنية بالرعاية والإحاطة.