يشهد العراق الشقيق هذه الايام حمام دم جراء المجازر والمذابح التي يقترفها اعداء الامة من الامريكيين في حق الشعب العراقي في كل المدن العراقية، وخصوصا في الفلوجة الباسلة... آلة الدمار الامريكية لم تستثن لا الاطفال ولا النساء ولا الشيوخ... عائلات بأكملها راحت ضحية القصف الوحشي للمعتدين، وبيوت الله هدّمت بالكامل، ومرافق الحياة من ماء وكهرباء دمّرت على آخرها... سيارات الاسعاف منعت من نقل الجرحى، واسعافهم، وقوافل المؤونة والادوية احتجزت في مداخل الفلوجة... وضع مأساوي، وعملية ابادة جماعية يتعرض لها الأهل في العراق، تهز كيان كل محبّي الخير والسلام... ولا تسعد الا الاشرار والمتربصين بالأمة...الفنانون، وكما كل المواطنين العرب، يتفاعلون مع ما يجري في العراق، ويتابعون اطواء الجريمة التي ترتكب في حق الشعب العراقي... فماذا يقولون عن المشاهد المأساوية التي تصل من هناك؟ وكيف يتفاعلون مع هذه الاحداث الدموية؟!مأساةمن القاهرة جاء صوت الفنانة لطيفة حزينا: «انها مأساة بكل ما تحمله هذه الكلمة من معان، انها جريمة في حق الانسانية وحرام ان يموت الابرياء من الاطفال والنساء والشيوخ بتلك الوحشية...». وتضيف لطيفة: «أين الضمير العالمي وأين منظمات حقوق الانسان العالمية، وأين المنتظم الاممي، لماذا هذا الصمت العربي، وهذا التواطؤ الدولي حيال المذابح والمجازر التي ترتكب في حق شعبنا في العراق وفلسطين... لابد من تحرك عربي، ووقفة حازمة من الأممالمتحدة لايقاف هذا النزيف...». المطرب مقداد السهيلي له ذكريات مع العراق، حيث درس وعاش هناك لفترة، يقول: «يؤلمني جدا ما حدث ويحدث للعراق والعراقيين، ما يتعرض له الشعب العراقي لا يليق بالانسانية، ولا علاقة له بالحضارة انه منطق الغاب، ومنطق البقاء للاقوى...». ويضيف المطرب: «ان الغطرسة التي نشاهدها تتطلب موقفا عربيا ودوليا صارما، فليس معقولا ان يبقى العالم يشاهد ما يحدث من مجازر ولا يحرّك ساكنا...». ويختم مقداد رأيه بالقول: «ان صمود المقاومة في الفلوجة وغيرها من المدن، جدير بأن يدون في كتب المؤرخين... و»ربي معاهم».غياب رد الفعلالفنان محمد الجبالي هو أيضا يتابع ما يجري في العراق وفلسطين ويؤكد ان المأساة ليست وليدة هذه الايام الاخيرة، لكنها انطلقت منذ غزت القوات الامريكية العراق... يقول محمد الجبالي: «منذ شاهدت الدبابات الامريكية تدخل بغداد وأنا اشعر بالألم، والذي آلمني أكثر هو غياب رد الفعل العربي، شخصيا اتساءل كثيرا الى اين نحن نسير كعرب وكمحبين للسلم والسلام، بهذه السلبية وهذه اللامبالاة؟». ويضيف المطرب: «كعربي، بل كانسان يؤلمني جدا مشاهدة أشقاء ابرياء يموتون تحت القنابل... الوجع كبير والجرح عميق، وشخصيا اعتقد ان المعجزة وحدها قادرة على انقاذ الشعب العراقي من محنته، ولو ان المقاومة باسلة والشعب صامد...». الفنان المنجي العوني يرد رد فعله في صيغة تساؤلات، فيقول: «أين المنظمات الدولية التي شنفت اذاننا بدروس في حقوق الانسان، والديمقراطية والحريات؟! أين هم اليوم؟ لماذا لم تصدر بياناتها ولم تندد كعادتها عندما يتعلق الامر بالدول العربية؟ وأين الأممالمتحدة؟ لماذا غابت قراراتها الردعية؟!». ويضيف المنجي العوني: «من المؤلم والمحزن جدا اننا نعيش مثل هذه المأساة ونشاهدها على شاشات التلفزة ولا نقدر الا على عد القتلى والجرحى وكأننا «رشامة» في لعبة «شكبّّة»، من المؤلم ان يحدثه هذا في قرن الحضارة وحقوق الانسان...».