المذنبات عبارة عن غازات تذوب تحت تأثير الرياح الشمسية الأجرام تمر أمام الشمس وتتلاقى في الفضاء مذنب "هالي" ظهر عام وسوف يعود عام تونس الشروق رغم التقدم العلمي وتطور المجتمعات الحديثة لا يزال الفضاء بأسراره الخفية وألغازه العديدة لغزا محيرا ويزداد خوف الإنسان من الظواهر الفكلية عندما يشعر أنها تؤثر في حياته مثل الكسوف الذي يغطي الشمس كليا أو جزئيا، لكنه عاجز عن فهم أسرارها وفك ألغازها. فما هي أبرز الظواهر الفلكية التي يشهدها الكون دوريا أو في فترات متباعدة؟ ما دفعنا إلى طرح السؤال هو اللقاء الذي يجمع بين المريخ والأرض ويقوم برصده ليلة الاربعاء ( أوت ) رواد ومختصو وخبراء مدينة العلوم بتونس. اقتران ولقاء وإلى جانب اللقاء أي اقتراب الأجرام من بعضها بسبب تقلص المسافة الفاصلة بينهما، يشهد الكون عدة ظواهر أخرى مثل اقتران الكواكب ومرور بعضها أمام الشمس (في ماي الماضي مر كوكب عطارد أمام الشمس) وتمت مواكبة هذه الظاهرة في مدينة العلوم بتونس. ويقول السيد هشام بن يحيى (من المدينة) :"تم رصد العملية لساعات وهي عبارة عن كسوف صغير يشبه إلى حد ما مرور القمر أمام الشمس، لكنه أقل حدة وظهورا من الكسوف العادي". وأضاف السيد هشام بن يحيى أن يوم أوت الجاري سجل ظاهرة لم يهتم بها عامة الناس وهي تواجد القمر والمريخ في نفس حقل الرؤية (champ de vision) بحيث لم يكن يفصل بينهما سوى درجتين وتسمى هذه الظاهرة occultation . أما المذنبات التي يترصد حركتها جحافل من العلماء والمختصين في مختلف أنحاء العالم فهي متنوعة وذات أحجام متفاوتة ويذكر الأستاذ هشام بن يحيى من مدينة العلوم بتونس أن المذنبات عبارة عن غازات (هيدروجين، أوكسيجين... الخ). تكون مجمدة إذا كانت بعيدة عن الشمس أما اذا اقتربت منها فإنها تذوب وتتحول الى ذنب تحت تأثير الرياح الشمسية العاتية. أما رأس المذنب فإنه عادة ما يحتفظ بالغازات التي تتأثر بالشمس ويحتوي الكون على مذنبات بالظهور بصفة دورية بينما تتصرف أخرى بشكل مفاجىء مثلما حدث لكوكب المشتري الذي ارتطم به مذنب "شوماخر ليفي" وتحت مفعول عامل الجاذبية والمد والجزر بينهما. الفراعنة رصدوا المذنبات ويعتبر مذنب هالي الأشهر على الإطلاق وهو يظهر بصفة دورية على عكس العديد من المذنبات الأخرى. ويؤكد العلماء أنه يظهر كل عاما. وبما أن آخر ظهور له كان في عام فإننا سنشاهده في المرة القادمة عام . أما مذنب "هال بوب" المعروف لدى قسم كبير من عشاق الفضاء فإنه لا يظهر سوى كل آلاف عام ويرجح أن يكون الفراعنة قد تابعوا حركته ورصدوه. ومن أبرز المذنبات أيضا مذنب "ويست" نسبة الى مكتشفه العالم ريتشارد ويست. وقد ارتطم هذا المذنب بالشمس وقام برصده العالم المذكور. ويضاف إلى الظواهر الفلكية التي رصدنا بعضها الكسوف والخسوف، والتقاء الأجرام في أزمنة متفاوتة وتزواجها (الاقتران فيما بينها) وكذلك النيازك.