اختتم المؤلف عزوز الخرّاز وهو مهندس خزاف ورئيس الغرفة الوطنية للحرفيين المبتكرين الجزء الاول (الطين والعجائن) من كتابه «صناعة الخزف» بتخصيص باب مختصر تحدث فيه عن فوائد الطين الطبية والتجميلية. ومن بين ما جاء في هذا الباب ان الطين استخدم في العلاج وتركيب بعض الادوية ومواد التجميل وذلك بعد أن ثبت أن للطين فوائد عديدة في علاج العديد من الامراض كما تبيّن أنه ليس مادة شافية فحسب ولكنه دواء واق أيضا من الامراض ويحفظ الاصحاء من الاصابة بالمرض وأكثر من هذا فإن الطين يغني المرأة عن استعمال مساحيق التجميل وهو يمحو التجاعيد الدقيقة ويجعل الجلد أكثر نعومة ومرونة كما أنه ينظف الشعر ويعطيه رونقا خاصا لا يعطيه أي مستحضر آخر، ويلاحظ صاحب الكتاب أن عودة الابحاث العلمية للاهتمام بالطين في مجال المعالجة الطبية هي خير تأكيد على أهميته يقول: «ومن الملاحظ أن موضوع التداوي بالطين احتل مكانة فريدة في السنوات الاخيرة وفي أنحاء العالم الذي وصل الى قمة العلم في مجالات الطب وإنتاج الادوية وقد اهتمت الابحاث العلمية بالبحث في هذا ا لمجال الواسع والذي أصبح الآن يلقى من جميع الباحثين اهتماما كبيرا. وخير دليل على ذلك هو إقامة مراكز طبية في دول كثيرة من العالم لتعالج مرضاها بالطين الذي كان أجدادنا منذ آلاف السنين يعتمدون عليه كل الاعتماد للعلاج والشفاء من الكثير من الامراض. وظهرت هذه العودة السريعة ودون تردد الى الطين واستخدامه في التداوي واستخراج الادوية منه بعد أن تأكد وظهر بصورة واضحة أن الطين علاج ناجع وأكيد لكثير من الامراض مثل الجروح والحروق والقروح والنزيف الدموي والالتهاب وآلام المفاصل وعض الحيوانات ولسع الحشرات وتسوّس الاسنان وحب الشباب والصفراء والصداع وأكثر من هذا اكتشف العلماء حديثا أنه يعالج مرض السرطان». * رأي الطب وعن رأي الطب في مثل هذه الفوائد التي يؤكد صاحبها السيد عزوز الخرّاز انه استقاها منذ صغره بالملاحظة، سواء بملاحظة بعض العاملين الحفاة الذين كانت أرجلهم تغرق يوميا في أوحال من الطين ولكن رغم قساوة البرد لم يصابوا بأمراض البرد والروماتيزم، أو بملاحظة صور أخرى علقت في ذاكرته (صورة المرأة الحامل التي «تتوحم» على الطين) والتي لا ترتبط بالتخلف بقدر ارتباطها بإحساس فطري وبضرورات طبيعية «ذلك لأن بعض العناصر والمكونات التي تدخل في تركيب أجزاء وأعضاء جسم الانسان هي نفس العناصر والمكونات الموجودة في الطين والتي ربما يكون النقص في تلك العناصر وفقدها من جسم الانسان هو السبب في إحداث الامراض والآلام والاوجاع». وتدعمت عنده الفوائد الصحية للطين، عن طريق اطلاعه على العديد من النشريات العربية والاجنبية. الدكتورة هدى كنو وهي مختصة في أمراض الجلدة والشعر تؤكد أن بعض أنواع الطين مثل «الطفل» يساعد على امتصاص الاوساخ العالقة بالشعر واستعماله بالجلدة يمكن أن يجعلها أكثر بياضا وأكثر نعومة لكن فعاليته في مداواة «حب الشباب» غير متأكدة إلا في مستوى امتصاص بعض الزيوت، لكن الحب يبقى بالوجه بل قد يمكن أن ينجرّ عن استعماله بعض التنقيحات خاصة إذا كان هذا الطين ممزوجا بأتربة ومواد أخرى تضر البشرة. وتحذر الدكتورة هدى من عدم الافراط الاعتماد على الطين في معالجة الجلدة خاصة لان هذا الطين لا يمكن أن يعوّض في شيء مفعول المراهم الطبية». وأمام هذا وذاك نذكر أن أجدادنا كانوا يطلون أجسامهم بالطين لمعالجة الروماتيزم وتجاعيد البشرة وهنالك أيضا من كان يتناول ماءه لتجاوز مغص المعدة وتطهيرها من الجراثيم.