على اثر المقال الصادر في جريدتكم الموقّرة في الصفحة 32 من عدد يوم الخميس 51/4/4002 بعنوان «الوهايبي يكشف : لستُ مسؤولا عما حدث لأدونيس... ولهذا قاطعت المهرجان» نود أن نلفت عنايتكم وعناية جمهور القراء بما يلي في اطار ما يمليه علينا استحقاق المجتمع المدني من حق الرد : إن جمعية ربيع الفنون قد أقامت في مفتتح هذه السنة جلستها العامة بإشراف سام من السلطة الجهوية وحضور جميع أعضاء هيئتها المديرة المتخلية وكثير من الاعضاء المشاركين. وقد أفرزت هذه الجلسة بالانتخابات بصفة قانونية وفي نطاق الشفافية المطلقة هيئة جديدة لم يسقط منها اي عضو من الهيئة القديمة. وغاية ما في الامر ان المهام قد أعيد توزيعها بالانتخابات ايضا من أجل بعث نفس جديد في الجمعية رآه عدد كثير من المسؤولين والمنخرطين فيها ضروريا لإنقاذ مهرجان ربيع الفنون من شوائب ليس المجال لتعدادها. غير ان الذي ينبغي تأكيده ان الهيئة المنتخبة قد ضمت جميع أعضاء الهيئة القديمة مع توزيع للمسؤولية مختلفة. ولم يصدر عن أحد آنذاك اي شكل من أشكال الرفض للموقع الجديد الا بعد فترة راجعت فيها النفوس محلها فرأتها في غير ما انتظرت فصدرت في هذه الجريدة نفسها وفي مثل هذا الركن اعلانات تراوحت بين الاستقالة والانسحاب كأن الفعل الثقافي فعل فرد أو كأن ضيافة شاعر مثل أدونيس أو روائي مثل حنّا مينا الذي تابعه بالمناسبة جمهور غفير طوال يومين شرف يناله فرد في مدينة دون آخر، والحال أنه شرف للجميع بدءا من القاعة التي يقرأ بها الشعر الى المدينة التي أحبته والى تونس بأكملها التي احتضنته. ونحن نستغرب ان ينظر الى مغادرة أدونيس مدينة القيروان لأي سبب كان مناسبة لدعوة صحافيّكم المحترم الذي قدّم لكلمة المصنف الوهايبي الى «الجدل البنّاء والردود الموضوعية». فأي جدل في هذا الموضوع؟ وأي باب يبتغي صاحبه ان يفتح وان «يبقى مفتوحا»؟ أهي مسألة من مسائل الفكر او قضية من قضايا المجتمع؟ ما الذي يدعو الى هذه «الدعوة» إن نحن اعتبرنا الشأن الثقافي متعاليا على القيل والقال وكثرة السؤال بعيدا عن لغط لا يرجى منه شيء غير تأثيث أحاديث المقاهي بما يشبه حديث العجائز قديما؟