الموهبة التونسية فرضت وجودها علي الساحة العربية والأمثلة عديدة لمواهب انطلقت من تونس إلى القاهرة وكافة الأقطار العربية الأخرى لتفرض تألقها في سماء الفن العربي. وآخر ما خرجت لنا به عناقيد الموهبة التونسية الشقيقتان «سوار» و»إيناس» اللتان تألقتا في عالم الفن بالقاهرة واستطاعتا أن تثبتا وجودهما في مجالين مختلفين فسوار احترفت الغناء وتستعد حاليا لطرح أحدث ألبوم لها في الأسواق أما إيناس فاتجهت إلى مجال السينما وشاركت في بطولة العديد من الأفلام السينمائية الناجحة.. التقيناهما ودار حوارنا حول البدايات.. والأعمال... والأحلام. * ونبدأ مع سوار وهي الشقيقة الكبرى في السادسة والعشرين من عمرها.. وسألناها عن بدايتها في مجال الغناء.. كيف بدأت؟ فأجابت تعرفت على موهبتي الفنية في سن السابعة حينما كنت أغني مع كورال التلميذات في مدرستي الابتدائية وظلت هذه الموهبة بداخلي أعبر عنها فقط في إطار الحفلات المدرسية وفي سن الرابعة عشرة كانت نقطة التحول بالنسبة لي عندما سمعني مدرس الموسيقى ولابد أن أذكر اسمه تقديرا له «حمزة إدريس» وكان المشرف على فرقة «نادي الأصيل» للموسيقى العربية فأعجبه صوتي وطلب مني الانضمام إلى الفرقة وهو ما حدث بالفعل.. وأثناء تواجدي بالفرقة تم الإعلان عن مسابقة لنادي الهواة تشرف عليها وزارة الثقافة وبالفعل تقدمت للمسابقة وحصلت على الجائزة الثانية وفي العام التالي تقدمت أيضا وحصلت على المركز الأول وتم اعتمادي في وزارة الثقافة في مشاركات المهرجانات الفنية وبالفعل شاركت في العديد من المهرجانات في سوسة والحمامات والولايات الأخرى بأغنيات من التراث التونسي وأيضا بأغنيات لكوكب الشرق أم كلثوم. وتضيف سوار : وعن طريق الصدفة في عام 1997 تقابلت مع المذيع التلفزيوني الكبير الراحل نجيب الخطاب الذي أعجب بي وبأدائي فعرفني على الملحن الشهير عبد الكريم صحابو الذي أعجب بي أيضا فقرر الاثنان أن أغني مقدمة البرنامج التلفزي الشهير سهرية على الفضائية وبالفعل قمت بغناء المقدمة وظل صوتي لمدة عامين على مقدمة هذا البرنامج الشهير حتى قدمت أول ألبوم غنائي لي بعنوان «ملامة فيك» فكان ذلك بداية تعارفي بالجمهور عام 1997 وبعدها ذهبت إلى القاهرة وكانت البداية عبارة عن دعوة تلقيتها من الفنان هاني شاكر أثناء زيارته لتونس منذ عدة سنوات وشجعتني صديقتي المطربة غادة رجب على خوض تلك التجربة بعدما شرحت لي ظروف الغناء في مصر وطلبت منّي الحضور مؤكدة ان الساحة تستوعب الجميع مصريين وعربا وبالفعل حضرت تلبية لدعوتها في رحلة استكشافية أولية مع والدتي ولقيت ترحيبا من بعض الفنانين مما دفعنا لاتخاذ قرار الاستقرار في القاهرة. * سألناها : وهل هناك صعوبات واجهتك في طريق الشهرة؟ كانت البداية صعبة خاصة بعدما تعرضت إلى احتكار إحدى شركات الإنتاج حيث وقعت معها عقدا لمدة خمس سنوات وبعد عام كامل لم يحدث أي تقدم وكانت تجربة قاسية إذ شعرت بأني مخنوقة وغير قادرة على الغناء وطموحي يسرق مني حيث ضاع مني وقت كبير تجاوزت الأزمة وأصبحت طليقة وأستعد حاليا لإصدار ألبوم غنائي جديد أتمنى أي ينال إعجاب ورضا جمهوري الحبيب وأن أصل به إلى قلوب الناس ويتعرفون على موهبتي ويقتنعون بها ويضم الألبوم الجديد أغنيات عدة حرصت على انتقائها وسيتم طرحه في الأسواق الصيف القادم وستذاع إحدى أغنياته خلال أيام على إحدى القنوات الفضائية وهي بعنوان «كذبت عيني» كلمات محمد رفاعي وألحان خالد عز ومحمد نور. أما إيناس الشقيقة الصغرى فلم يتجاوز عمرها بعد 19 سنة ولكنها انطلقت بسرعة الصاروخ في السينما المصرية فتحكي عن بدايتها الفنية قائلة : بدأت في عام 1998 كعارضة أزياء في تونس عن طريق وكالة من أشهر الوكالات في هذا المجال حتى أصبحت أشهر عارضة أزياء وعندما جئت مع أسرتي للقاهرة اتجهت إلى نفس المجال وعملت مع إحدى الوكالات الكبيرة في مصر التي تهتم بمجال عارضات الأزياء إلى جانب ذلك اتجهت إلى الإعلانات ثم إلى الفيديو كليب كموديل رئيسية وقمت بتصوير أغنية «يا ترى» مع المطرب بهاء سلطان والتي حققت نجاحا كبيرا وكذلك أغنية «عشان خاطري» مع المطرب حلمي عبد الباقي. وانطلقت بعدها في مجال السينما حيث شاركت في العديد من الأعمال التلفزية والسينمائية الناجحة مثل مسلسل «العصيان» وفيلم «معالي الوزير» مع النجم الأسمر أحمد زكي ثم شاركت أحمد حلمي بطولة فيلم «ميدو مشاكل» والذي حقق إيرادات جيدة ونجح نجاحا جماهيريا كبيرا بعد ذلك اشتركت في فيلم «بحبك وأنا كمان» مع المطرب مصطفى قمر وأخيرا فيلم «كيمو وانتيمو» مع المطرب عامر منيب والذي تعرضه دور السينما حاليا. * سألت النجمتين كيف استطعتما تحمل الغربة في القاهرة والتغلب عليها؟ تجيب سوار منذ حضورنا إلى القاهرة لم نشعر أبدا بالغربة خاصة أننا شقيقتان ونعيش مع والدتنا كذلك فإن والدنا ينتقل بين مصر وتونس ويقضي معظم الوقت إلى جانبنا كذلك فإننا حريصتان على أن نعيش الجو التونسي في القاهرة ودائما نلتقي مع أشقائنا التونسيين المقيمين في مصر وننوي في القريب تكوين رابطة للفنانين والفنانات التونسيين في مصر كذلك نعيش جوا تونسيا في عاداتنا وطريقة أكلنا المميزة ووسط كل ذلك لم تغب تونس عن خاطرنا لحظة واحدة وبين الحين والحين نذهب إلى مسقط رأسنا لزيارة الأهل والأصدقاء والاطمئنان عليهم. * وسألنا الشقيقتين : ماذا عن طموحكما الفني؟ تجيب سوار : لا حدود له... وأتمنى تقديم أعمال خالدة تنال إعجاب واحترام الجمهور والطريق أمامنا مازال طويلا وأتمنى النجاح لألبومي الجديد وإن شاء اللّه سأحرص على عملي القادم أن يكون خليطا من الفن التونسي والمصري كذلك تقديم أعمال محترمة تعجب الناس. أما إيناس فتقول ان أحلامها السينمائية والتليفزيونية لا حدود لها وتقول قدمت إليّ عدة سيناريوهات وأحرص في انتقائي لأدواري أن تكون متنوعة ومتميزة بعيدا عن التكرار حتى لا أحصر نفسي في نوعية معينة من الأدوار فقد قدمت من قبل دور البنت الشقية والطيبة وسوف يطرح لي قريبا فيلم «اثنين على الرصيف» في دور العرض مع سامح يسرى وجيهان قمري ووحيد سيف وأقوم فيه بدور فتاة مدمنة وكذلك اقرأ حاليا سيناريو «أوراق مصرية» ورغم أنه دور بطولة إلا أنني أخشى أن يكرهني الجمهور لأن طبيعة الدور شريرة. * وماذا عن فارس الأحلام؟ تجيب سوار قائلة : الزواج بالنسبة لي فكرة مؤجلة مؤقتا وما يشغلني حاليا هو طموحي الفني وتعويض السنوات الماضية لذا أكرس كل وقتي وجهودي في الغناء وتقديم ما يرضي جمهوري أما عن ابن الحلال فلم أقابله حتى الآن وان كنت أضع له شروطا معينة وهو أن يحترمني ويحبني لذاتي وان يكون طيب القلب حسن الخلق وعندما تتحقق تلك المواصفات سأتزوجه على الفور وليس شرطا أن يكون تونسيا أو مصريا المهم أن يكون عربيا. وتتفق معها في الرأي إيناس التي تؤكد أن قلبها ممتلىء بحب الفن فقط ولا مكان فيه لأحد سواه قائلة تفكيري منصب حاليا على الفن ولا شيء سواه وفكرة الزواج لا تشغلني حاليا على الإطلاق فمازالت صغيرة وعندما أحقق أحلامي السينمائية والتلفزيونية وقتها قد أفكر في الزواج.