الأندية الكبرى لا تموت... هذه القولة المأثورة طفت على سطح ذاكرة الرياضيين بمناسبة ترشح الملعب التونسي ضد الاسماعيلي في سباق كأس الاتحاد الافريقي السبت الفارط وهو ترشح فاجأ عديد الملاحظين خاصة وأن الفريق غادر سباق كأس تونس وحقق نتائج متواضعة في سباق البطولة الوطنية. والحقيقة أن زملاء أسامة السلامي جديرون بهذا الترشح لأنهم كانوا أكثر إصرارا على بلوغ هدفهم وقد تجلى ذلك في عدم رميهم المنديل ولم يتسلل اليأس إلى نفوسهم حتى نهاية المباراة غير آبهين بالفشل الذي رافقهم في الفترة الأولى من المباراة وقد توصلوا إلى وضع حد لتخوفات أنصارهم خلال ربع الساعة الأخيرة. روح جديدة هذه العقلية أي الروح الانتصارية والتي شكلت أهم استنتاج لهذه المباراة لو توفرت للاعبين في سباق البطولة والكأس لكانت نتائج الفريق أفضل كما لاحظ العديد أن اللاعبين واصلوا اللعب بنفس هذه الروح حتى بعد تسجيل الهدفين وحتى اسم المنافس لم يبعث الارتباك في نفوس اللاعبين وهكذا يتمكن الفريق من تحطيم أسطورة الاسماعيلي هذا الذي أذاق الحنضل لأكبر أنديتنا وهي الترجي والافريقي (في سباق الكأس الافريقية) والنجم هذا الموسم (في الكأس العربية) وكأن الفريق أراد أن ينسف الآراء القائلة بأنه فريق لا يبرز في المناسبات الكبرى. نقطتان والذين شاهدوا المباراة لا بد أنهم وقفوا على نقطتين ايجابيتين لدى الفريق. الأولى تتعلق بالنجاح الذي رافق الفريق على مستوى الكرات الثابتة التي تشكل سلاحا ذا بال في الكرة العصرية وقد أتى الهدفان اللذان سجلهما السايبي والدعاسي ثمرة لهذا العنصر الذي حظي بعناية كبيرة من قبل المدرب المنصف العرفاوي أثناء الحصص التدريبية. النقطة الثانية : تتعلق بالجانب البدني حيث أنهى الفريق المباراة بقوة مثلما بدأها وهو ما يعني نجاعة العمل الذي يقوم به المشرف على الاعداد البدني للفريق الدكتور جلال الهرقلي الذي يعد من أفضل المختصين في هذا الميدان. على أن هذا الترشح لئن بعث الارتياح في النفوس فإنه ترك غصة في القلب ونحن نقصد بذلك العدد المتواضع للأنصار رغم قرار الهيئة بالتخفيض في أسعار التذاكر والمؤمل أن يشكل هذا الترشح حافزا لكي يملأ الجمهور المدارج مستقبلا.