استكمالا لمضامين المحاضرة التي ألقاها السيد نجيب عياد حول الفشل المدرسي، التقت «الشروق» السيد حفيّظ حفيّظ لمعرفة رأي النقابة التي تضم أزيد من 60 ألف معلم لهم صلة وثيقة بموضوع الفشل المدرسي «لابد من الاقرار بأن ظاهرة الفشل المدرسي هي ظاهرة موجودة ونرى أنه لابد من الوقوف على الأسباب الموضوعية التي أدت بها الى ان تكون معضلة في النظام التربوي، من ذلك انه لم يقع تشريك المعنيين الأساسيين (رجال التعليم) في عدة مراحل من مراحل الاصلاحات التربوية ونرى ان المسألة أعمق بكثير بحيث انها مرتبطة في جانب منها بالمناهج التي تجد بها بعض القصور على الرغم من النواحي الايجابية العديدة التي جاءت بها للمنظومة التربوية. وقد أوضحنا للوزارة المعنية تأثير عدم الاهتمام ببعض المواد الاجتماعية والمدنية وحذف تدريس بعضها في التوقيت الرسمي للتلميذ وتحويله الى صف المواد التي يقع التطرق اليها في أنشطة النوادي. ان الفشل المدرسي كظاهرة لا تنحصر أسبابه فقط في الادوار التي تؤديها مكونات المؤسسة التربوية بل هي مسؤولية كل مكونات المجتمع التي من واجباتها تأطير التلميذ بتوفير الفضاءات الضرورية في أوقات الفراغ لاحتضانهم وتأطيرهم وتتمة البرامج والادوار التي تقوم بها المدرسة. اذ لا يجب ان تكون هناك قطيعة بين ما يتلقاه التلميذ داخل المدرسة وخارجها. كما انه لابد من التأكيد على ان التحولات التي عرفها المجتمع التونسي منذ السبعينات وخاصة في المدن بالنقلة النوعية التي عرفتها أدوار المرأة وخروجها للمساهمة في الدورة الاقتصادية جعلت من الوالدين عاجزين عن المتابعة اللصيقة لأبنائهم ومعرفة احتياجاتهم، فمنزل الاسرة تخلى عن دوره التربوي لفائدة المحاضن المدرسية ورياض الأطفال التي لم تركّز حسب رأينا على الجانب التربوي بقدر تركيزها على الناحية الاقتصادية وقدرتها على استقطاب أكبر عدد ممكن من التلاميذ. كما ان البنية الأساسية للمدارس الابتدائية لا تزال في حاجة ماسة الى التدعيم حتى تتوفر بها الظروف المريحة للتلميذ والمعلم ورغم سياسة التنظيم العائلي التي حدت من عدد الوافدين على المدارس سنويا فإن ظاهرة الاكتظاظ لم تنخفض وهو ما يعوق بالضرورة المهمة التربوية ويضاعف من امكانية تكثف ظاهرة الاخفاق والفشل المدرسي. كما تجدر الاشارة الى ان الطريقة المعتمدة حاليا في الارتقاءات للمرحلة الاولى من التعليم الأساسي والمعتمدة على بيداغوجيا النجاح هي آلية في حاجة للمراجعة خاصة وان نسبة الاخفاق أصبحت مرتفعة في المرحلة الثانية من التعليم الأساسي (السنوات 7 و8 و9 اعدادي) بحكم انتفاء اختبار السنة السادسة (السيزيام) والذي كان يعد فرصة حقيقية للتقييم ومعرفة مستوى التلميذ. ونلح على ان يكون الولي في مستوى المهمة المنوطة بعهدته وان يرتقي دوره الى دور الشريك الفعلي في العملية التربوية وهو مطالب بتفعيل دوره في اطار الأسرة للتأطير الجيد للتلميذ ورفع الضغط عنه خاصة في ظل كثافة الدروس والبرامج التي عادت ما تتسبب في ارهاق وتشتيت جهده.