توفي صباح اليوم الاثنين الفريق محمد العماري، قائد أركان الجيش الشعبي الجزائري السابق، بمستشفى طولقة بولاية بسكرةجنوب شرق العاصمة الجزائر عن عمر ناهز 73 سنة وإثر سكتة قلبية حسب ما أفاد به أفراد من عائلته.وكان محمد العماري من أبرز الشخصيات العسكرية في الجزائر و من صانعي قرارها، إلى جانب وزير الدفاع السابق خالد نزار ومحمد مدين المعروف بتوفيق والذي لا يزال يشغل منصب قائد جهاز الاستخبارات العسكرية، إضافة إلى إسماعيل العماري مسؤول الاستخبارات سابقا. ولد محمد العماري في الجزائر العاصمة عام 1939 ودرس فنون الحرب بمدرسة "سيمور" بفرنسا ثم انتقل بعد ذلك إلى روسيا حيث قام بدورات تدريبية متعددة في المجال العسكري. التحق العماري بجيش التحرير الوطني الجزائري في 1961، وبعد الاستقلال شغل مناصب عسكرية عديدة وهامة، أبرزها قائد المنطقة العسكرية الخامسة وقائد القوات البرية و قائد الأركان العامة للجيش الجزائري حتى 2004. لعب محمد العماري، الذي يمثل النخبة العسكرية الفرنكوفونية، دورا محوريا في التسعينيات أو ما يسمى " بالعشرية السوداء" – 1990-2000- في الجزائر، إذ سخر كل الإمكانيات العسكرية والاستخباراتية اللازمة لمحاربة الإرهاب، وكان يعرف بمعاداته الشديدة للإسلاميين وللحوار والمصالحة الوطنية التي أطلقها الرئيس عبد العزيز بوتفليقة بعد وصوله إلى السلطة. ويعرف عن محمد العماري، أنه كان من بين مجموعة كبار الضباط الجزائريين، الذين اجتمعوا غداة فوز الجبهة الإسلامية في 26 ديسمبر/كانون الأول 1991بالدور الأول من الانتخابات البرلمانية، ببلدية عين النعجة بالضاحية الجنوبية للعاصمة، وقرروا تحت قيادة وزير الدفاع الأسبق خالد نزار إجبار الرئيس السابق الشاذلي بن جديد على تقديم استقالته لكي يتسنى لهم تبرير قرار إلغاء نتائج الانتخابات التشريعية التي كان من المتوقع أن يفوز بها حزب جبهة الإنقاذ الإسلامية تحت قيادة الثنائي عباس مدني وعلي بلحاج. ويعرف هذا الحدث ب«حركة 11يناير». لكن رغم النفوذ والقوة التي كان يتمتع بهما محمد العماري، إلا أن الرئيس بوتفليقة استطاع أن يزيحه بعد انتخابه للمرة الثانية رئيسا للجزائر في 2004 ويدفعه فيما بعد إلى التقاعد. وتباينت ردود الفعل بشأن وفاة محمد العماري على المواقع الجزائرية، فثمة من قال أن رحيله يشكل خسارة كبيرة للجزائر ولمعسكر الديمقراطيين، وثمة من يتهمه بقتل الآف الجزائريين خلال العشرية السوداء وثمة من يتمنى رحيل جميع الجنرالات الجزائريين.