دعا الرئيس التونسي منصف المرزوقي، اليوم الجمعة، الرئيس السوري بشّار الأسد الى التنحي، وجدّد رفض بلاده التدخل العسكري في سوريا، مرحّباً ب"النموذج اليمني" كحل للأزمة السورية.ودعا المرزقي خلال كلمة له في مؤتمر "أصدقاء سوريا" الذي يعقد في العاصمة التونسية، الرئيس السوري بشّار الأسد الى التنحي، كما دعا المعارضة السورية الى توحيد صفوفها في جبهة ديمقراطية واسعة. وجدّد الرئيس التونسي التأكيد على رفض بلاده التدخل العسكري في سوريا من أي طرف كان، محذّراً في هذا السياق من النموذج الليبي، وقال إن الحل على طريقة الزعيم الليبي الراحا معمّر القذافي غير وارد لاختلاف سوريا عن ليبيا. غير أن المرزوقي رحّب ب"النموذج اليمني" كحل للأزمة السورية، ودعا روسيا والصين إلى العمل من أجل تحقيق النموذج اليمني والضغط على النظام السوري "حتى لا يبقى الرئيس بشار الأسد على عناده". وسبق كلام الرئيس التونسي، كلمة لوزير خارجيته رفيق عبد السلام، الذي افتتح أعمال مؤتمر "أصدقاء سوريا" قال فيها إن "هذا المؤتمر يُعقد في تونس لتوجيه رسالة واضحة إلى النظام السوري ليوقف أعمال العنف والقتل التي تستهدف الأبرياء". وأضاف أن "المؤتمر يُعقد لتأكيد التضامن مع الشعب السوري، ومن أجل البحث عن السبل الكفيلة لتحقيق تطلعات الشعب السوري في الحرية والكرامة والديمقراطية". وأُعطيت الكلمة إلى رئيس وزراء ووزير خارجية قطر الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، الذي اعتبر مؤتمر "أصدقاء سوريا" هو إستجابة للإرادة العربية والدولية الرامية إلى تحقيق تطلعات الشعب السوري. وقال إن أعمال العنف والقتل في سوريا مازالت متواصلة، وإتهم النظام السوري باستغلال (الفيتو) الذي إستخدمته روسيا والصين في مجلس الأمن الدولي. وشدد على ضرورة تشكيل قوة عربية ودولية لحفظ السلام في سوريا، و"فتح ممرات إنسانية آمنة لنجدة الأبرياء، وبالتالي إتخاذ الإجراءات الرادعة بحق من أجرم بحق السوريين". كما تحدث خلال الجلسة الإفتتاحية أمين عام الجامعة العربية نبيل العربي الذي حذّر في كلمته من تحويل سوريا إلى ساحة صراع دموية مفتوحة على القوى الخارجية، ودعا النظام السوري إلى التخلي عن العنف والقتل والدمار وانتهاك حقوق الإنسان. وقال إنه يتعيّن على النظام السوري اليوم التخلي عن الخيار العسكر والأمني في معالجة الأزمة، ولكنه شدد في المقابل على إلتزام الجامعة العربية باستقلال سوريا وتجنيبها التدخلات الأجنبية والدخول في حرب أهلية ومساعدتها في السير نحو الديمقراطية. وفيما أكد على أهمية مبادرة جامعة الدول العربية، دعا العربي إلى العمل الجماعي من أجل وقف إطلاق النار في سوريا، كما دعا والمعارضة إلى توحيد صفوفها. وبدأت في العاصمة التونسية، في وقت سابق اليوم، أعمال مؤتمر "أصدقاء سوريا". وترأس وزير الخارجية التونسي رفيق عبد السلام، مؤتمر "أصدقاء سوريا" الذي يعقد في قمرت في الضاحية الشمالية لتونس العاصمة. ويحضر المؤتمر الذي يعقد على مستوى وزراء الخارجية، مسؤولون من نحو 70 دولة عربية وأجنبية ومنظمات إقليمية ودولية، إضافة الى فصائل من المعارضة السورية التي تحضر بصفة مراقب.