فيينا/النمسا:أشاد السيد الكاتب العام للهجرة والتونسيين بالخارج حسين الجزيري اليوم بمستوى العلاقات القائمة بين دولة الكويت وتونس واصفا اياها بالمتميزة وبأنها في تطور مستمر. وقال الجزيري عقب لقاء له بأبناء الجالية التونسية بالنمسا للاطلاع على مشاغلهم وتطلعاتهم أن تونس تعتبر دولة الكويت الشقيقة من اقرب الدول اليها اذ تجمع بين البلدين الشقيقين علاقات راسخة ومتجذرة اضافة الى ان الكويت تعد من اكبر المستثمرين في تونس. وفيما يتعلق بمشاغل الجالية التونسية في دول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام ودولة الكويت بشكل خاص أكد الجزيري أن تونس ليست قلقة على اوضاع ابناءها في هذه الدول الشقيقة نظرا لما يحظون به هناك من رعاية واحترام كبيرين. وأثنى المسؤول التونسي على ما تقدمه دولة الكويت أميرا وحكومة وشعبا من رعاية وتسهيلات لابناء الجالية التونسية في بلدهم الثاني الكويت في مختلف المجالات لافتا الى أن تونس ما بعد الثورة ترغب في تطوير علاقاتها مع دول المجلس وبينها دولة الكويت على مختلف الاصعدة الاقتصادية والسياسية والثقافية. كما نوه الجزيري في حديثه بنشاط المغتربين التونسيين وأدائهم المهني المتميز في هذه الدول مما انعكس ايجابا على صورة الكفاءات العالية التي يتمتع بها المغتربون التونسيون في دول مجلس التعاون الخليجي بشكل عام ودولة الكويت بشكل خاص. وذكر الجزيري في هذا السياق انه يعتزم القيام بزيارة الى دول مجلس التعاون الخليجي في القريب العاجل وذلك في اطار الاحاطة بابناء الجالية التونسية في دول المهجر والتي تمثل اكثر من عشر سكان تونس مشيرا الى أن هناك توجها تونسيا لتشجيع ارسال المزيد من الكفاءات التونسية في مختلف المجالات الى دول الخليج. وأوضح ان تونس لديها تجربة ناجحة مع دولة الكويت حيث اثبت التونسيون العاملون في عدد من القطاعات بينها الصحة والتعليم والرياضة كفاءاتهم في هذه الدول وجعلتهم يحظون باحترام وتقدير كبيرين. ولفت ان هناك برامج كاملة للسفر الى دول الخليج ودولة الكويت للبحث في امكانية ايجاد فرص تشغيل للكفاءات التونسية التي تحتاجها سوق العمل في هذه الدول الشقيقة. وأشار الى انه سيعمل خلال زيارته الى دول مجلس التعاون الخليجي على الاتصال بمختلف الاطارات التونسية هناك والتعاون معها كشف عن أنه يعتزم تأسيس (ديار تونس) في دول مجلس التعاون الخليجي لابناء الجالية التونسية في اطار سعي الحكومة التونسية الى تكثيف حضور الكفاءات التونسية العاملة في دول مجلس التعاون الخليجي بدلا من التوجه الى السوق الاوروبية التي باتت اليوم محدودة جدا بسبب ما تعانيه من بطالة مرتفعة وازمة مالية حادة. وأشار الى ان تونس تنصح اليوم ابناءها بالتوجه الى الدول الخليجية التي تعمل جادة على توفير فرص عمل لهم مشيدا بالتعاون الثنائي القائم بين تونس ودولة الكويت بشكل خاص. وبهذا الخصوص استعرض الجزيري ما قدمته دولة الكويت من دعم للثورة التونسية ومن مساهمات مختلفة لانجاح المسار الديمقراطي في تونس مذكرا بان دولة الكويت حرصت على المشاركة في الاحتفال بالذكرى الاولى للثورة التونسية بوفد سياسي رفيع المستوى مما ترك انطباعات جيدة لدى الشعب التونسي. واضاف ان الحكومة التونسية بصدد متابعة مسار هذه العلاقات المتميزة بين البلدين الشقيقين بكل عناية والبحث في سبل تطويرها في المستقبل. وأثنى في هذا السياق على التجربة الديمقراطية العريقة التي اعتمدتها دولة الكويت منذ اعلان استقلالها في ستينيات القرن الماضي واعتبرها رائدة في مجال الحريات والانفتاح السياسي في المنطقة. ورأى ان الحراك الديمقراطي القائم داخل البرلمان الكويتي نابع من تجربة البلاد الديمقراطية الراسخة لا سيما التوازن القائم بين دولة يقودها أمير البلاد لشعب يمتلك حرية الرأي والتعبير وفق حدود وضوابط يكفلها الدستور عبر سلطته التشريعية المنتخبة. وفيما يتعلق باوضاع الجالية التونسية في سوريا لاسيما بعد اغلاق السفارة التونسية في دمشق اوضح وكيل وزارة الهجرة والتونسيين بالخارج وهو منصب تم استحداثه بعد الثورة التونسية ان الوضع السوري بشكل عام صعب للغاية على الجميع في سوريا بمن فيهم ابناء الجالية التونسية المقيمين هناك. وعبر الجزيري عن امل بلاده في ان يتجاوز الشعب السوري الشقيق محنته باقل الخسائر والضحايا مشددا على ان مسيرة الاصلاح والديمقراطية مسالة لا بد منها كونها باتت خيارا لا رجعة فيه بالنسبة للشعب السوري الشقيق. واشار الى ان اوضاع الجالية التونسية بسوريا ليست صعبة بالحد الذي كنا نخشاه في البداية مشيرا الى ان تونس التي اغلقت بعثتها الدبلوماسية في دمشق مثلها مثل بعض الدول العربية الاخرى هي ممثلة في الوقت الحاضر من خلال السفارة الجزائريية في دمشق التي تتولى رعاية مصالح التونسيين في سوريا. من عبدالوهاب القايد