أو ضرورة الوعي وفقه المرحلة طرحنا في مقالنا السابق تساؤلات اعتبرناها حاسمة وخطيرة، وعلى كل إسلامي التوقف عندها ومراجعة كل مواقفه وحساباته حيث بدت لنا حساسية المرحلة الحالية وخطورتها القصوى على إنجاح المشروع الإسلامي وهو يخطو خطواته الأولى في الحكم ومن ورائه نجاح الثورة ورفاهة الوطن. إننا نعتبر أن مسألة الوعي ضرورية وحاسمة لتجاوز هذه المرحلة الانتقالية والتأسيسية بسلام. ومن غاب عنه الوعي الشامل بدوره في إنجاح هذا المسار، ولم يستوعب فقه المرحلة كما يجب، فإن خطر التواري والسقوط للمشروع الإسلامي متربص في الثنايا والمنعطفات...لذلك وجبت رباعية الوعي هذه: 1/ الوعي الكامل بالضرورة القصوى لوحدة الصف عندما يصبح المشروع الإسلامي بمعتدليه ومغاليه عرضة للاستئصال، حيث التقت بعض الأطراف على معاداته سرا وعلانية والعمل على الإطاحة به. فنجاح المشروع الإسلامي قبل نجاح الأحزاب أو الأشخاص أو العناوين، وهو أولوية الأولويات. ألم تكن السنين الطويلة التي قضاها أهل المشروع الإسلامي بين المنافي والسجون إلا من أجل إرضاء الله أولا ثم من أجل النجاح في التمكين المتمثل في خدمة هذا الشعب ورفاهته مادة وروحا. 2/ الوعي الكامل بصعوبة هذه المرحلة الانتقالية وتميزها على بقية المراحل سابقا ولاحقا، فهي محطة تأسيس وبناء لعهد ما بعد الثورة ويشوبها حراك سياسي خاص تتولد عنه اجتهادات ويتطلب مواقف صعبة، لذا وجب التعامل بين أطراف المشروع الإسلامي بكثير من الحنكة والتفهم فيما بينها واعتماد القاعدة الشهيرة التي ولدتها العقلية الإسلامية البناءة والواعية : "لنعمل فيما نتفق عليه ويعذر بعضنا البعض فيما اختلفنا فيه". 3/ الوعي الكامل بأن على ثغر الحكم والسلطة اليوم حركة سياسية ذات مرجعية إسلامية تحاول باجتهاداتها أن ينجح المشروع حسب فهمها وتصورها، ولا يمكن لأبناء المشروع الإسلامي عموما معاداتها أو إعاقتها أو إضعافها لأن في سقوطها لا قدر الله سقوط لكل العناوين الإسلامية. 4/ الوعي الكامل بأن هذه التجربة الإسلامية الأولى في الحكم لن تكون مثالية ولن تكون صائبة في كل أطوارها فهذه مرحلة الخطأ والصواب التي لا بد من المرور بها، لذا وجب تفهمها وتفهم عثراتها، وهنا تدخل آلية النصيحة من بابها الكبير بعيدا عن الأضواء، وعلى الأطراف كلها فتح الآذان لبعضها حتى يتم تصحيح المسار أو مواصلته عن وعي وتفهم ورحابة صدر وأخوة صادقة واجتماع. أفريل 2012 *رئيس حركة اللقاء الإصلاحي الديمقراطي هذا البريد الإلكتروني محمي من المتطفلين و برامج التطفل، تحتاج إلى تفعيل جافا سكريبت لتتمكن من مشاهدته