تناولت الصحافة العربية باهتمام واسع نتائج الانتخابات الرئاسية الفرنسية، حيث جاءت مقالاتها مشيرة إلى ما أسمته بالوجه الآخر لفرنسا الذي يمثله انتخاب هولاند، "الذي تمكن من طي صفحة الرئيس ساركوزي".. الوجه الآخر لفرنسا: كتبت صحيفة الوطن الجزائرية تعليقا على فوز المرشح الاشتراكي فرانسوا هولاند في الانتخابات الرئاسية الفرنسية أن هولاند يشكل الوجه الآخر لفرنسا، مشيرة إلى أن الفرنسيين اختاروا المصالحة على الخوف وفضلوا العيش المشترك على الخوف المستمر من الإسلام. وقالت الصحيفة إن الفرنسيين في العاصمة باريس، ومنذ الساعة السابعة مساء أدركوا أن الانتخابات قد تم حسمها لصالح فرانسوا هولاند، بعد قرار حزب الرئيس المنتهية ولايته ساركوزي إلغاء الاحتفالات التي كان مقررا تنظيمها في ساحة "لاكونكورد" بباريس في حال فوز نيكولا ساركوزي وتابعت الصحيفة أن قادة اليمين الفرنسي تناوبوا على الظهور في القنوات التلفزيون مؤكدين على أهمية ما أسموه بالدورة الثالثة في إشارة إلى الانتخابات التشريعية المقرر إجراؤها في شهر يونيو/حزيران المقبل. هولاند يطوي صفحة ساركوزي: صحيفة الصباح التونسية عنونت مقالها حول نتائج الانتخابات الرئاسية الفرنسية ب"الاشتراكيون في الإليزيه بعد 17 عاما، هولاند يطوي صفحة ساركوزي". وقالت الصباح "غريب أمر هذا السياسي الذي لم يتقلد أبدا منصبا وزاريا بعكس سيغولين رويال. وكانت النكتة الرائجة قبل أعوام هي تسميته فرانسوا رويال باعتبار أن رفيقة دربه كانت أكثر منه شهرة وهي التي تقلدت المناصب الوزارية الواحد بعد الآخر وانطلقت قبله في الحياة السياسية وكانا قد تعرفا إلى بعضهما البعض في معهد العلوم السياسية وعاشا معا أكثر من عقدين دون أن يتزوجا". ونقلت الصحيفة عن المحلل السياسي والدبلوماسي التونسي عبد الله العبيدي قوله إن اليمين في فرنسا قد استنفذ كل أوراقه في حين أنّ المجتمع الفرنسي في حاجة إلى روح جديدة ونفس جديد يمثله اليسار اليوم. ففرنسا تحتاج إلى سياسات اليسار أكثر منها إلى سياسات اليمين الذي أصبح بدوره يميل نوعا ما نحو الجهة المقابلة نظرا إلى الظرفية الاقتصادية والاجتماعية التي تعيشها البلاد، فحتى نيكولا ساركوزي قد نادى في حملته بضرورة اعتماد الأداء على القيمة المضافة الاجتماعية لأنّه يدرك جديا أنّ المراهنة على الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية هي الورقة الرابحة في الانتخابات الرئاسية الفرنسية. "هولاند يطرد ساركوزي من الإليزيه": وعنونت صحيفة الشروق الجزائرية على موقعها تعليقا على الانتخابات الرئاسية كالتالي:"هولاند يطرد ساركوزي من الإيليزيه". ونقلت الصحيفة عن منسق الحملة الانتخابية لهولاند، جمال شرقي قوله: "بمجرد أن أعلن هولاند رئيسا انطلق الفرنسيون في الشوارع مع العلم الفرنسي وهم يتصافحون ويتعانقون كشعب واحد تصالح مع نفسه، لا فرق فيه بين فرنسي وفرنسي من أي أصول أخرى. مصالحة مع الذات استطاع خطاب هولاند أن يؤسس لها طول الحملة الانتخابية". وعن ردود فعل الجالية العربية والمغاربية، أكد جمال شرقي أن الشوارع مكتظة عن آخرها بمختلف الجنسيات وأنه وفي لقائه مع أفراد الجالية منذ انطلاق الانتخابات لاحظ تفاؤلهم وأمانيهم بأن يكون الفوز في صالح المرشح الاشتراكي "احتفالات عارمة وزغاريد وهتافات بشعب واحد متحد دون تمييز أو إقصاء. صباحا، وأنا أركب سيارة أجرة استغربت لسائقها الفرنسي من أصل جزائري كيف كان سعيدا جدا مصرا على أن ساركوزي سيغادر الإيليزيه". فرنسا الاشتراكية تعاقب ساركوزي: من جانبها كتبت الأهرام المصرية أن نيكولا ساركوزي أصبح من بين الزعماء الأوروبيين الذين أطاحت بهم الأزمة الاقتصادية، مشيرة إلى أن عددا من الملفات سيطرت على الأذهان بين الجولتين الأولى والثانية من الانتخابات الفرنسية، في الوقت الذي يخشى فيه المسلمون التحول إلى كبش فداء بين التيارات السياسية وقالت الصحيفة إنه :"من الطريف أن كلا من المرشحين تنافسا في تحديد مكان الاحتفال بالنصر قبل إعلان نتائج الانتخابات، حيث حددت حملة ساركوزي الانتخابية منطقة لاكونكورد للاحتفال، بينما يعتزم هولاند الاحتفال في الباستيل". مارتين أوبري تطمئن الرباط: أما موقع "كود" الإخباري في المغرب فقد اختار تناول موضوع الانتخابات الرئاسية الفرنسية من زاوية علاقتها بقضية الصحراء. وقالت "كود":"لن يطرأ تغيير في موقف فرنسا من قضية الصحراء بعد وصول الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند إلى الحكم، هذا ما أكدته زعيمة الحزب الاشتراكي مارتين أوبري خلال زيارتها الأخيرة إلى المغرب". وأضافت "كود" أن الزعيمة اليسارية مارتين أوبري قالت إن حزبها ساند دوما مبادرة الحكم الذاتي التي يقترحها المغرب لتسوية نزاع الصحراء، وسيعمل على مواصلة دعمه في حال وصوله إلى الحكم، على اعتبار أنه هو "الحكم الأكثر واقعية لتسوية مشكل الصحراء". وأورد الموقع تصريحا لوزير الخارجية المغربي سعد الدين العثماني قال فيه "علاقتنا بفرنسا تاريخية وقوية ولا تتأثر بفوز هذا الحزب أو ذاك"، ثم شدد في تصريحه ل"كود" "علاقتنا مع فرنسا قوية وستبقى صلبة وقوية". سفيان فجري