أعلن نور الدين البحيري وزير العدل التونسي الثلاثاء في تصريح لوكالة "رويترز" أن تونس ستسلم البغدادي المحمودي آخر رئيس وزراء معمر القذافي لليبيا، و"قد يكون ذلك خلال أيام أو أسابيع أو ربما أكثر". وأضاف أن السلطات الليبية تعهدت ب "احترام الحرمة المعنوية والجسدية للمحمودي وخضوعه إلى محاكمة عادلة". قررت السلطات التونسية تسليم البغدادي المحمودي آخر رئيس وزراء في عهد الزعيم الليبي الراحل معمر القذافي المسجون في تونس، الى السلطات الليبية، وفق ما علم الثلاثاء من مصادر مسؤولة. وقال مصدر مسؤول في وزارة العدل لوكالة فرانس برس ان احزاب الائتلاف الحكومي (احزاب النهضة والمؤتمر والتكتل) "اتفقت على تسليم المحمودي إلى ليبيا وأنه لم يتبق سوى استكمال اجراءات التسليم مع السلطات الليبية" دون أن يحدد تاريخ التسليم. واوضح عدنان منصر الناطق الرسمي باسم الرئيس التونسي منصف المرزوقي الثلاثاء لوكالة فرانس برس أن المرزوقي وافق "مبدئيا" على تسليم المحمودي إلى ليبيا شرط توفير طرابلس ضمانات محاكمة عادلة له. ولفت إلى أن المرزوقي لم يوقع بعد قرار تسليم المحمودي وأنه يشترط ضمان حرمته الجسدية والمعنوية وتمكينه من حقوق الدفاع وتمكين وفد تونسي من زيارته في سجنه بليبيا للاطلاع على ظروف اعتقاله. وذكر المتحدث بأنه تم التوصل الى اتفاق بتسليم المحمودي إلى ليبيا خلال زيارة رئيس الوزراء الليبي عبد الرحيم الكيب الى تونس يومي 17 و18 أيار/مايو الحالي. وتوقع ان يتم تسليم المحمودي "خلال أسبوعين أو ثلاثة" بعد استكمال إلاجراءات الترتيبية. وندد محامي المحمودي مبروك كرشيد بالقرار، وقال لوكالة فرانس برس "هذا عار على حقوق الانسان في تونس وعلى الثورة التونسية". وأبلغ دبلوماسي ليبي في العاصمة تونس وكالة فرانس برس أن السلطات الليبية تعهدت بأن توفر للمحمودي "كامل ضمانات المحاكمة العادلة والحرمة الجسدية". وقال الدبلوماسي إن ليبيا "ترحب بأي منظمات حقوقية دولية أو إقليمية أو عربية ترغب في متابعة إجراءات محاكمة المحمودي في ليبيا أو معاينة ظروف اعتقاله". وأوضح أن تسليم المحمودي يستند إلى اتفاقية تعاون قضائي وقعتها تونس وليبيا سنة 1961 وإلى اتفاقية الرياض "المتعلقة بالإعلانات والإنابات القضائية وتنفيذ الأحكام وتسليم المجرمين" التي وقعتها الدول العربية سنة 1983. ودخل بغدادي المحمودي في إضراب جوع منذ يوم السبت الماضي احتجاجا على تصريحات الجبالي وعلى احتمال تسليمه إلى ليبيا، وفق كرشيد. وكانت محكمة الاسئناف بالعاصمة تونس اصدرت يومي 8 و25 تشرين الثاني/نوفمبر 2011 حكمين منفصلين بتسليم البغدادي المحمودي إلى ليبيا. وبحسب القانون التونسي لن يصبح قرار التسليم نافذا إلا إذا وقعه الرئيس التونسي منصف المرزوقي. وكان تم توقيف المحمودي آخر رئيس وزراء في نظام القذافي في ايلول/سبتمبر 2011 في تونس عندما كان يحاول التسلل إلى الجزائر المجاورة على متن سيارة رباعية الدفع. ووجهت ليبيا طلبين رسميين بتسليم المحمودي إلى تونس لإحالته أمام القضاء الليبي. وقال الرئيس التونسي المنصف المرزوقي في كانون الثاني/يناير الماضي في طرابلس انه لن يسلم المحمودي إلا إذا توفرت له ظروف "محاكمة عادلة" في ليبيا.