ابتسمتُ ابتسامة ساخرٍ وأنا أقرأ هذا الخبر في صحيفة هارتس يوم 6/6/2012: " وقَّع عشرةُ إسرائيليين من المبدعين والكتاب على رسالةٍ موجهةٍ لمديري معرض الكتاب العبري الحادي والخمسين، الذي يُقام في ساحة رابين في تل أبيب يرفضون تخفيض أسعارِ كتبهم، وبيع كل أربعة كتب في مغلفٍ واحد بمائة شيكل. ومنهم دافيد غروسمان وعاموس عوز، ويورام كانيوك، وحايم بعير، ورونات ماتلون، وإيلي عامير، وأورلي كاستل، وجوديت كاتسير، ومائير شاليف، وزوريا شاليف."ومما جاء في رسالتهم إلى إدارة المعرض: " اعفونا من المشاركة في معرضكم، معرض الإذلال، إن حكومة إسرائيل تُعامل الفكر والأدب مثل الجوارب وتبيعها بالجملة ، نحن نطالبكم بإقرار قانون الكتاب" ويعود سببُ ابتسامتي الساخرة إلى أنني استعدتُ حالة مؤلفينا وكتابنا، وقلتُ إذا كانت إسرائيل تعامل كتب المثقفين كالجوارب، فإن أكثر العرب يعاملون الكتب الثقافية كالأحذية الرديئة والرخيصة، التي ينتجها مصنعٌ فاشل، أسَّسه الكاتبُ بقوتِ يومه، ثم يُخزنها في مستودعٍ مظلمٍ، حتى تبلى أحبارها وتزول ألوانها، بعد أن تستنفد كلَّ مدخراته، ثم يجلس على باب مستودعه يندبُ حظَّه العاثر، الذي أوقعه في براثن الفكر والأدب! ويرجع سببُ ابتسامتي الساخرة أيضا إلى أن كثيرا من كتابنا يسعدون عندما يرون كتبهم تُباع على الأرصفة وفي الأسواق والمعارض بأرخص الأسعار، بدون أن يتمكنوا حتى من استعادة ثمن طباعة هذه الكتب ! وابتسمتُ أيضا لأنني أعلم بأن الغالبية العظمى من دور النشر في العالم العربي تمارس أبشع استغلال لعرق الكاتب، فهي تعيد الطباعة مراتٍ ومراتٍ وتسوِّق وتبيع كتبَ المؤلفين بدون أن تخبرهم بذلك، اعتمادا على أنهم لن يتمكنوا من كشف هذه القرصنة المتفشية في العالم العربي!! ابتسمتُ كذلك وأنا أقرأ في صحيفة عربية، أن كتابا لي يُسوَّقُ في مكتباتها، بدون علمي، وبدون أن أعرف بأنه قد طبع من جديد بدون علمي أو معرفتي، وعندما شكوت حالي لأحد المحامين قال لي وهو يبتسم: وفِّر مالك وجهدك، فقضايا الكتب خاسرة دائما، فما أصعب متابعة قرصنتها في عالمنا العربي !