واصلت أمس الدّائرة الجنائية بالمحكمة الإبتدائية العسكرية الدائمة بتونس النظر في قضية شهداء وجرحى إقليمتونس الكبرى وولايات بنزرت وزغوان ونابل وسوسة والمنستير بإفساح المجال لمحاميي القائمين بالحقّ الشخصي، إذ رافعت الأستاذة لمياء الفرحاني في حقّ الشهداء والجرحى وفي حقّ شقيقها الشهيد ياسين الفرحاني وكانت صورة شقيقها معلّقة على صدرها طيلة المرافعة وعرضت مجموعة كبيرة من الصور التي توثق واقعة نهج كولونيا التي استشهد فيها شقيقها وجرح أربعة آخرون بينهم صحفي أجنبي. وذكرت في مرافعتها أن من أصيبوا تلقوا أكثر من رصاصة وكانت الإصابات في الرأس والصدر ومن الخلف أيضا مما يؤكد أنهم كانوا بحالة هروب كما أن الأعوان كانوا يصيبون المحتجّين بقنابل الغاز المسيل للدموع مباشرة في أعينهم مشيرة إلى أن النزعة الإنتقامية والوحشية مبيّتة واستشهدت بحادثة اقتحام حمام النساء بالقصرين واستهداف الجنائز للطلق الناري والتحرّش الجنسي والاعتداء على الأطفال. وقالت الأستاذة الفرحاني إن ما اقترفه أعوان الأمن تجاوز التعليمات حتى إن المنفّذين أبشع ممّن أعطاهم التعليمات مضيفة أن ما حصل في الثورة من اعتداءات وانتهاكات كان في إطار عملية ممنهجة ومنظمة من قبل وزير الداخلية رفيق بلحاج قاسم والعادل التيويري وجلال بودريقة وبقية الإطارات الأمنية مشيرة إلى أنّ مصلحتهم كانت مع بقاء نظام بن علي باعتبارهم يمثلون أعمدة إمبراطوريته ، كما ذكرت أنهم كانوا يخططون لاستعمال الدبّابات والصواريخ لقمع الثورة. إتلاف الأدلّة ذكرت الأستاذة الفرحاني أنه تمّ إتلاف جميع آثار الجريمة من دفاتر وشهود وقائمات أسماء الأعوان الذين شاركوا في قمع المتظاهرين ذلك ما جعل ملف هذه القضية منقوصا. واستظهرت بمجموعة كبيرة من الصور وهي عبارة عن مواكبة لحظة بلحظة لواقعة استشهاد شقيقها بنهج كولونيا وسط العاصمة وسقوط 4 جرحى وتظهر المتهم عبد الباسط بن مبروك آمر سرية سابق في الصور وأكدت على أن الصور أكبر دليل على تواجد المتهم المذكور بمسرح الجريمة كما استظهرت بصور تبيّن أنه كان ممسكا بسلاحه بشكل أفقي وموجّها نحو المتظاهرين وليس بشكل عمودي كما ذكر بن مبروك في أقواله مؤكدة على أنه قناص محترف حيث تمركز في موقع يخول له قنص ضحاياه الذين خرجوا للتعبير عن سخطهم على نظام بن علي. وتحدثت عن المأساة التي خلفها عبد الباسط بن مبروك لعائلتها وقالت ان حياتهم توقفت منذ يوم 13 جانفي 2011 يوم استشهد شقيقها وخنقتها العبرات حين ختمت مرافعتها بدعاء اسمه دعاء الإستعداد للموت وجدته عائلتها على مكتب شقيقها. وخلال انطلاق الأستاذ عمر الصفراوي في المرافعات انقطع التيار الكهربائي فاضطرت المحكمة لرفع الجلسة الصباحية قبل أن تستأنف النظر في القضية مساء على ان تتواصل اليوم المرافعات.