بسم اللّه الرحمن الرّحيم القرآن كتابنا المقدّس نؤمن به ونسلّم بما جاء فيه ونستيقن أنّ كل ما جاء فيه هو الحقّ والمسلمون مطالبون بدراسته والعمل به و التفاعل مع آياته و تفهمها والاستفادة من ما جاء فيه من قوانين اجتماعية وسنن تاريخيّة وحقائق علميّة وبالتالي فعلى علماء المسلمين في كلّ الاختصاصات العلميّة المتعدّدة أن يدرسوا القرآن كلّ من موقعه واختصاصه لإعادة بناء منظومتنا المعرفية من جديد على ضوء الفتوحات العلمية العصريّة وتطور الواقع الاجتماعي والتاريخي للمجتمع الإنساني. القرآن انزل لنتدبّر آياته و من عظمته انّه يساير التطوّر البشري عبر التاريخ، فالفهم القرآني لمعاني آياته قد يكون مرتبطا بمعطيات لا تبرز جليّة إلاّ في مرحلة ما من التقدّم الزّمني والعلمي للبشريّة. في هذا الإطار تتنزّل هذه القراءة لبعض آيات قرآنيّة من سورة الإسراء تتحدّث عن بني إسرائيل وفعلهم في التاريخ وليس من الصّدف أن يكون لسورة الإسراء اسما آخر هو سورة بني إسرائيل وتستهلّ هذه السورة بآية يذكر فيها المسجد الأقصى وما حوله أي مدينة القدس [:(] "سبحان الّذي أسرى بعبده ليلا من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنريه من آياتنا إنّه هو السّميع البصير")آية1 . وهذه العلاقة بين المسجد الحرام قبلة المسلمين والمسجد الأقصى أولى القبلتين ومعرج الرّسول إلى السّماوات العلى تأثير بالغ على طول مدي التّاريخ الإسلامي، فالقدس كانت ولاتزال مركز صراع لما تمثله من رمزية تاريخيّة ولما تحتوية من مقدّسات للدّيانات السّماوية الثّلاث اليهوديّة والمسيحيّة والإسلام.فدولة بني إسرائيل الحالية كان ولا يزال سبب تأسيسها معتقدات دينيّة يؤمن بها اليهود الصهاينة (وليس كلّ اليهود) فهؤلاء يعتبرون أنّ فلسطين هي أرض الميعاد وهبها الرّب لهم وهي حقهم التاريخيّ سلب منهم وعليهم أن يستردّوه ولو خالف ذلك وصايا الرّب لهم.فمن وصايا الربّ لبني إسرائيل من بعد أن أمرهم بالانتشار في الأرض: 1. أن لا تعودوا إلى أرض الميعاد إلاّ مع عيسى عليه السّلام 2. إذا أراد قوم منكم العودة قبل ذلك فليعودوا على أن لا يخرجوا القوم الموجودون هناك بالقوّة ، وأن يعيشوا معهم بسلام . 3. إذا عدتم و استعملتم القوة في إخراج الأقوام الذين يقطنون هناك فإنّ الله يدمّركم ويدمّر الأمم التي أعانتكم على ذلك. من خلال هذه الوصيّة نفهم أنّ اليهود الصهاينة قد أقاموا دولتهم الحاليّة على نقض عهد من عهود الربّ لهم ولذلك فإنّ الدّمار آتيهم لا محالة.وهذا ما جعل العقلاء من أحبار اليهود غير الصّهاينة و الموجودون في عدّة دول لا يعترفون بإسرائيل ويعتبرونها قد خالفت وصايا كتبهم المقدّسة. واعتبارا أنّ الكتب السّماويّة الأصليّة مصدرها واحد، فلا غرابة أن نجد في سورة الإسراء ما ينص على ما يشابه النهاية التي تنتظرها دولة إسرائيل من دمار وهلاك . وتأتي الآية الرّابعة من سورة الإسراء(وقضينا إلى بني إسرائيل في الكتاب لتفسدنّ في الأرض مرّتين ولتعلنّ علوّا كبيرا) لتشير بوضوح أنّ بني إسرائيل سوف يكون لهم في هذه الحياة الدّنيا مرتين يطغون فيها طغيانا كبيرا، وهذا الطّغيان لا يمكن أن يكون إلاّ في إطار دولة يجمعون فيها قوّتهم لكي يتمكنون من استضعاف أمم أخرى للعلوّ والإفساد . فبنو إسرائيل هم من سلالة يعقوب عليه السلام الّذي كان يعرف بإسرائيل وتاريخهم معلوم، فأوّل دولة قامت لهم مع سيدنا داود ثمّ سليمان عليهما السّلام من بعد، وقد عرفت هذه المملكة السليمانية اتساعا كبيرا في عهده وصلت إلى الحبشة.وفي هذين الفترتين كان الحكم رشيدا وفيه إنصاف لجميع الأمم المنضوية تحت المملكة وذلك يعود لكون الخليفتين داوود وسليمان عليهما السّلام رسولين كريمين وما كان ليظلم تحت حكمهما قوم من الأقوام. و بعد وفاة سليمان عليه السّلام وجد بنو إسرائيل مملكة ممتدّة الأطراف ولكنّهم زاغوا عن الحكم الرشيد وعاثوا في الأرض طغيانا وظلما وأثاروا حروب عدّة ،وكانت بجوارهم مملكة بابل فاشتدّت الحروب بينهما وكانت نهايتها دمار دولة بني إسرائيل وتدمير مدينة القدس أورشليم على يد القائد البابلي بختنصر(قرابة 500 ق م )ومنذ ذلك الحين لم تقم لبني إسرائيل دولة إلا ّالدولة الحالية (1948). وتأتي الآيات من الخامسة إلى الآية الثامنة لتبيّن لنا نتيجة كلّ من الطغيان الأوّل والثاني وطبيعة الدّمار ونوعيّة الحربين. هذا ونلاحظ أنّ هذا السّرد جاء بصيغة الماضي عندما تحدّث عن الوعد الأوّل، وورد بصيغة المضارع عندما تحدث عن الوعد الثاني، واستعمال صيغتي الماضي والمضارع في نفس الموضوع يحيلنا للزمن، فالماضي يعني حدوث الوعد الأوّل قبل نزول القرآن، والمضارع يفيدنا أنّ الوعد الثاني سيقع في المستقبل أي بعد نزول القرآن. في الآية الخامسة (فإذا جاء وعد أولاهما بعثنا عليكم عبادا لنا أولي بأس شديد فجاسوا خلال الدّيار وكان وعدا مفعولا) نلاحظ أنّ الأفعال وردت في صيغة الماضي وهذا ما ذهب إليه أغلب المفسرين بأنّ العلوّ الأوّل لبني إسرائيل كان بعد عهد سليمان عليه السّلام والله يجري أحكامه بقانون السّببيّة فكلّ ظلم وطغيان وعلوّ يكون نهايته دمار للقوم الظالمين سوى كان ذلك بقوى طبيعيّة أو بتسليط قوم على قوم .وذكر عباد وهي جمع لكلمة عبد والناسّ مؤمنهم وكافرهم عباد لله فلا ضير في أن يكون قوم بابل المشركين هم عباد لله الّذين سلّطهم على بني إسرائيل ليحقّ وعده الأوّل بهم. كما تشير الآية إلى نوعيّة الحرب (فجاسوا خلال الدّيار) فهي حرب قديمة حرب الخنجر والسّيف تدور رحاها في الأزقّة بين المنازل فهي تحيلنا بالفعل إلى ذلك الزّمن (500 ق م)وكأنّ القرآن يريد أن يؤكد لنا ذلك بانّ هذا العلوّ وما أتبعه من دمار وقع بالفعل قبل نزول القرآن ( وكان وعدا مفعولا).و يتوالى الزّمن ويمكّن اللّه لبني إسرائيل من جديد ويمدّهم بالأموال والأبناء ويجعل أنصارهم في الحروب كثّر وهذا ما تحيلنا إليه الآية السادسة(ثمّ رددنا لكم الكرّة عليهم وأمددناكم بأموال وبنين وجعلناكم أكثر نفيرا) والمتأمّل لهذه الآية وربطها بواقعنا المعاصر نفهم أنّ هذا الزّمن الذي نعيش هو الزّمن المعنيّ ، فبنو إسرائيل يملكون الدّنيا اليوم ويسيطرون على اغلب دول العالم بما آتاهم الله من أموال وعملاء وأنصار . هذه الدّولة الغاصبة لأرض فلسطين بنقض عهد من عهود الله والمتحكّمة في قدرات الشّعوب بالبنوك الرّبويّة والمؤسسات العالميّة المسخّرة لخدمتها والأنظمة العميلة لأهدافها وسياساتها ، كلّ ذلك يقول أنّ هذا هو زمن العلوّ الإسرائيلي، ولست بحاجة البراز مدى الظلم والطّغيان الذي يلعبه هذا الكيان سوى في فلسطين الجريحة أو في بقيّة أنحاء العالم اليوم. ثمّ تأتي الآية السابعة (إن أحسنتم أحسنتم لأنفسكم وإن أسأتم فلها فإذا جاء وعد الآخرة ليسوؤوا وجوهكم وليدخلوا المسجد كما دخلوه أوّل مرّة وليتبّروا ما علوا تتبيرا) لتضع بني إسرائيل أمام مسؤولياتهم وتبيّن لهم أنّ هذا المنّ الإلهي عليهم بالمال والبنين هو ابتلاء لهم لينظر ما هم فاعلون ، ولكن هذا العطاء الإلهي لم يحسنوا به لأنفسهم بل وظّفوه في الظّلم والطّغيان والعلوّ والاستبداد ولذلك ستكون سنّة الله تنتظرهم فالظّلم مبشّر بخراب العمران.نلاحظ أنّ في هذه الآية الأفعال جاءت في صيغة المضارع وهذا يعني كما أسلفنا أنّه يفيد زمن المستقبل أي بعد نزول القرآن وذكر وعد الآخرة وهو يعني وعد الطغيان و العلوّ الثاني والأخير أي أنّ بنو إسرائيل لن يكون لهم علوّ كبير آخر وتأتي صيغة الأفعال (ليسوؤوا....ليدخلوا...ليتبّرو..) كأنّها تشير إلى نفس مصدر القوم الّين دمّروا إسرائيل أوّل مرّة . فإظهار الإساءة على وجوه بني إسرائيل قد تأخذ بعدا معنويّا لما اقترفوه من أعمال شنيعة في الفلسطينيّين خاصّة والمسلمين والبشريّة عامّة،ودخول المسجد هذا يفيد أنّ القوم الذين سيدمّرون دولة بني إسرائيل فيهم المسلمون الذين حرمتهم إسرائيل من دخول المسجد الأقصى أمّا(..كما دخلوه أوّل مرّة..) قد يفيدنا عن الحالة التي يوجد عليها المجسد الأقصى عند تحريره، أي تكون حالته على الحالة التي وجدها عليه المسلمون عند فتحه في عهد الخليفة عمر رضي الله عنه ، أي في حالة إهمال وربّما سيقع تدمير مسجد القبّة لأنّ مسجد القبّة لم يكن موجودا عند الفتح الإسلامي الأوّل.كما تشير بقيّة الآية(ليتبّروا ما علو تتبيرا) إلى نوعيّة الحرب فهي حرب الدّمار الشّامل لأنّ التّتبير هو الدّمار الكامل وهنا تأتي في مقابل الحرب الأولى (جاسوا خلال الدّيار) وهذا ما يحيلنا إلى حروب العصر أو حروب المستقبل. وتأتي الآية الموالية(عسى ربّكم أن يرحمكم وإن عدتم عدنا وجعلنا جهنّم للكافرين حصيرا) لتنبّه بني إسرائيل أنّ الحياة ستتواصل بعد الدمار الثاني (وعد الآخرة) وسيرحمكم الله ولكن سنّة الله ستبقي سارية المفعول فإن طغيتم من جديد فالدمار ينتظركم وما نفهمه هو أنّ بنو إسرائيل لن يكون لهم طغيان كبير بعد المرّتين الّتين ذكرتا ، وقد يعودوا ليطغوا من جديد وفي كلّ مرّة سيكون طغيانا صغيرا ولن يصل إلي المدى الكبير من العلوّ والإفساد كما وقع في المرّتين المذكورتين. وإذا علمنا أنّ كلمة وعد الآخرة قد ذكرت مرّة أخرى في آخر سورة الإسراء لتضيء لنا مرّة أخرى زمان الطغيان الثاني حيث تقول الآية رقم 104(وقلنا من بعده لبني إسرائيل أسكنوا الأرض فإذا جاء وعد الآخرة جئنا بكم لفيفا) وهذا كلام موجّه لبني إسرائيل من بعد أن نجّاهم الله سبحانه وتعالى من فرعون وأمرهم بالانتشار في الأرض لذلك نجد اليهود اليوم في كلّ أنحاء العالم، ولكنّ تجمّع أغلبهم اليوم في فلسطين تحت دعوة الصّهاينة وهذا الاجتماع يعبّر بكلّ وضوح عمّا جاء في الآية(جئنا بكم لفيفا) واللّفيف من القوم أي مختلف الأجناس وهذا ما ينطبق على يهود إسرائيل اليوم فمنهم يهود الشرق ويهود أوروبا ويهود إفريقيا ويهود روسيا.... هم بالفعل لفيف وهذا ما يزيد من دعم فكرة أنّ وعد الآخرة المعنيّ هو واقع ببني إسرائيل بعد طغيانهم الذي نعيش اليوم. إنّ علوّ واستكبار بنو إسرائيل اليوم هو من أهمّ مسبّبات ما يعيشه المسلمون وخاصّة العرب من قهر وتخلّف فالسيّطرة الإسرائيلية على معظم مراكز القوّة في العالم مكّنهم من التحكّم في قدرات الشعوب الإسلاميّة مباشرة أو عن طريق عملائهم المتحكّمون في الشّعوب التي نالت استقلالها بعد الاستعمار المباشر وهذا مردّه أنّ إسرائيل تعي جيّدا أنّ مشروعها لا يمكن أن يستمرّ إلاّ مع وجود عالم إسلامي ضعيف و متخلّف وغير قادر على استرداد مقدّساته ولذلك تراهن إسرائيل بما أوتيت من قوّة على الإبقاء على هذا الواقع كلّفها ذلك ما كلّفها. وباعتبار أنّ نهاية دولة بني إسرائيل هو قرين لتحرّر المسلمين وبداية إنعتاقهم وحريّتهم الحقيقيّة لذلك نجد إنّ كلمة تبشير ذكرت مرتين بعد كلّ ذكر لوعد الآخرة في الآية التاسعة(إنّ هذا القرآن يهدي للّتي هي أقوم ويبشّر المؤمنين الّذين يعملون الصّالحات أنّ لهم أجرا كبيرا) وكذلك في الآية 105 (وبالحقّ أنزلناه وبالحقّ نزل وما أرسلناك إلاّ مبشّرا ونذيرا) فنعم البشرى هذه ولكن الفعل التاريخي لا بدّ له من فاعل والله لا يغيّر ما بقوم حتّى يغيّروا ما بأنفسهم. إذا انطلقنا من هذه الفرضية أو من هذا التأويل بأنّنا نعيش اليوم العلوّ الإسرائيلي الثاني وبالتالي أنّ تحرير فلسطين آت لا محالة فإنّ هذه الفرضيّة تطرح علينا السؤال من سيحرر فلسطين؟ هل الواقع العربي والإسلامي مهيأ اليوم أو حتّى في المستقبل القريب على الدخول في حرب ضد إسرائيل والانتصار فيها انتصارا ظاهرا مع هذا الواقع الدّولي الغربي الدّاعم للكيان الصهيوني بدون شروط؟ إنّ الثورات العربيّة في كلّ من تونس وليبيا ومصر واليمن إنّما هي إرهاصات لما هو آت. فنهاية أنظمة أقلّ ما يقال فيها أنّها أنظمة عميلة وداعمة للوجود الإسرائيلي هي بداية النهاية لهذا الكيان المهيمن على الواقع الدّولي. فمخطأ من يعتقد أنّ دولة إسرائيل محصورة في الرقعة الفلسطينيّة بل هي منتشرة عبر كلّ دول العالم من خلال مراكز الفعل الإعلامي والمالي.فأحداث الحادي عشر من سبتمبر حسب رأيي مؤامرة أعدّت من طرف المخابرات الأمريكية الإسرائيلية لإيجاد مبررات لإنجاز مخططات بعيدة المدى عنوانها محاربة الإرهاب الإسلامي وأهدافها تدمير العالم العربي الإسلامي والسيطرة عليه . وفي إطار هذه المؤامرة نعتقد مستقبلا أنّ ضرب إيران سيقود العالم إلى حرب عالميّة تصطفّ فيها الصين وروسيا مع إيران وبعض الدول الأخرى التي تجمعها مصلحة اقتصاديّة وجيوسياسيّة ضد إسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا وكلّ من له مصلحة في الهيمنة على منطقة الشرق الأوسط أو الدفاع عن الوجود الإسرائيلي.وأنّ هذه الحرب المدمّرة ستؤول إلى انتصار الصين وحلفائها وبالتالي دمار إسرائيل ومن معها وبذلك يحق القول ويقع وعد الله على بني إسرائيل وذلك بما عصوا وكانوا يعتدون. بمناسبة هذه المقالة اقدّم لكم قصيدة كتبتها في هذا الموضوع وأنا بالسجن المدني بصفاقس في شهر جويلية من سنة 2000 بعد فشل عمليّة السلام التي قادها الزعيم ياسر عرفات : صلب السّلام صلب السّلام قهرا فاستعدّوا للحروب ----- شرّدونا من أراضينا الحبيبة و الدّروب عمّروها بالشّتات وطّنوا فيها الغريب ----- أفسدوا فيها الأراضي يتّموا فيها الحبيب كم بكيت يا فلسطين دما هل من مجيب ***** ثم قالوا هي أرض للمعاد لليهود ----- أرض أجداد لنا حقّ زمان نستعيد ملك داوود سليمان و هيكلا نشيد ----- فالمسيح بعد تهويد فلسطين يعود نبتغي مجد بني يعقوب يعلو من جديد ***** كم عهودا قد نقضتم في سوالف الزّمان ----- و نبيّا قد قتلتم لا تراعون الأمان فلعنتم وقست منكم قلوب وأذان ----- هكذا اليوم تماديتم تهدّون الأمان تشعلون الحرب في كلّ زمان و مكان ***** غرّكم ضعف بنا فاستبحتم الدّيار ----- و نقضتم عهد ربّ لا تبالون الدّمار ثم شرّدتم شعوبا من فلسطين جهارا ----- وعلوتم تفسدون كلّ نسل و اخضرار دون ردع فالقوى العظمى لكم دوما نفيرا ***** يا بني يعقوب مهلا ما تودّون محال ----- أرض مصر و الفرات لن تكون ذا خيال قدسنا أرض التسامح و البطولات الجلال ----- هي أولى القبلتين و دروب للكمال أرض قدس و قداسة لن تباع بالجدال ***** اجنحوا للسّلم خير فيه حقن للدّماء ----- و اتركوا الظّلم فذاك نهج كل الأنبياء ظلمكم هذا ضلال و سبيل للعداء ----- لا تغرّوا ما كسبتم من عتاد الأقوياء كلّ قوة إنّما للضّعف ترنو والفناء ***** قد علوتم في زمان قد مضى طول السّنين ----- ودحركم جيش بختصر كذا الدّرس المبين و طغيتم من جديد دون عبره و بيان ----- و تماديتم بدكّ كلّ صرح حبّ و أمان حتما تتبّرون ذاك و عدا في يقين السّجن المدني بصفاقس في:28/07/2000