نيويورك:أكدت الأممالمتحدة أمس "الخميس" أن البغدادي المحمودي "يبدو في صحة جسدية وذهنية جيدة"، وذلك اثر زيارة قام بها وفد من بعثتها في طرابلس الى رئيس الوزراء الليبي الأسبق المعتقل منذ يونيو، والذي اتهم محاميه السلطات الليبية بتعذيبه. وأوضحت البعثة، في بيان نشر في مقر الأممالمتحدة في نيويورك، ان الزيارة التي قام بها وفدها الى السجن العسكري في طرابلس، حيث يحتجز رئيس الوزراء الأسبق جرت في القسم الأكبر منها بحضور مدير السجن، ولكن أعضاء الوفد تمكنوا من الحديث مع المحمودي على انفراد. وقال البيان إنه "ردًا على سؤال عما اذا كان تعرض لسوء معاملة أجاب كلا بشكل لا لبس فيه". يذكر ان المحمودي الذي كان آخر رئيس للوزراء في عهد الزعيم الراحل معمر القذافي، والمسجون في طرابلس منذ تسلمته الأخيرة من تونس في يونيو "بدا عليه الاسترخاء بشكل عام"، بحسب البيان. وأضاف بيان الأممالمتحدة ان المحمودي "قال إنه يعامل بشكل جيد و انه، وعلى الرغم من انه يعاني من مشاكل صحية خطيرة، فهو يحصل على الرعاية المناسبة". وكان المحامي التونسي مبروك كورشيد اكد أمس الأول "الأربعاء" ان موكله تعرض لتعذيب شديد، وهو "في وضع حرج". وقال المحامي إن "البغدادي المحمودي في وضع حرج؛ بسبب التعذيب الذي تعرض له"، مضيفًا انه "قد يموت"، لكنه رفض تحديد مصادر معلوماته لحمايتها من أعمال انتقامية محتملة. غير ان السلطات الليبية سارعت الى نفي هذه الاتهامات، وأكد رئيس الوزراء الليبي علي زيدان ان "البغدادي المحمودي و المعتقلين الاخرين تحت إدارة وزير العدل (صالح ميرغني) الذي هو رجل حقوقي و لا يقبل اي خلل بالمعايير الدولية" لحقوق الإنسان. وأضاف في مؤتمر صحفي في طرابلس الخميس ان "البغدادي في صحة جيدة، وفي وضعية طبيعية ويعامل معاملة انسانية". بدورها اكدت بعثة الاممالمتحدة في بيانها ان المحمودي اكد لها ان كل محاميه ليبيون، ولم يطلب من اي محام اجنبي الدفاع عنه. واثناء ظهوره العلني الأخير في 11 فبراير في جلسة محاكمته، التي بدأت في نوفمبر في طرابلس، بدا المحمودي هزيلا لكن بصحة جيدة. والبغدادي المحمودي المسجون في ليبيا منذ يونيو بعد تسلمه من تونس كان رئيسًا لوزراء ليبيا من 2006 وحتى سقوط طرابلس بيد الثوار في صيف 2011، وهو اخر من حفظ اسرار الدولة في عهد العقيد الراحل معمر القذافي الذي قتله الثوار في اكتوبر 2011. وقد فر من ليبيا في سبتمبر 2011 واعتقل بعيد ذلك عند الحدود الجنوبية الغربية لتونس قرب الجزائر. وفي يونيو 2012 قامت تونس بتسليمه الى طرابلس، مؤكدة حصولها على ضمانات بحسن معاملته في السجن، وبدأت محاكمته في نوفمبر في طرابلس. وأثارت عملية التسليم أزمة سياسية في تونس حيث اتخذت الحكومة قرارًا بذلك من دون علم الرئيس منصف المرزوقي الذي عارضها.