في العلم و المعرفة يكون اختيار وتحديد زاوية النظر مسالة مهمة جدا ومحورية في ترتيب النتائج و الاستنتاجات العلمية فاذا كان للحقيقة وجوه متعددة فان النظر لاي ظاهرة من زاوية واحدة فقط هو اختيار يجعل هامش الخطا واسعا مما يستدعي اختيار افضل مكان لزاوية النظر ان تعذر النظر الى الظاهرة من زاويتين او اكثر لتقليل هامش الخطا ولنضرب امثلة على ذلك فالمصور الفوتوغرافي ومهما اجهد نفسه فان صورته قاصرة عن الاقتراب من الحقيقة وبالمثل يكون حال المخرج التلفزي او السينيمائي الذي ولئن يكثر من تقطيع المشاهد الماخوذة لنفس المشهد من زوايا متعددة فانه لا ينقل الواقع بامانة انما يبقى تصويره لذلك المشهد اعرجا لعدم قدرته على نقل الصورة الكاملة و في المقابل يكون الرسام من غير مدرسةالواقعيين او الانطباعيين ومن سار على دربهم اقرب الى نقل المشهد الذي يرسمه بدرجة افضل من المخرج التلفزي و السينمائي ومن المصور الفوتوغارفي لكون الرسام التشكيلي يكون متحللا من الابعاد الحقيقية في اختيار زوايا النظر الا انه ومهما اجهد نفسه في ذلك فان المخرج المسرحي في غير مسرح الفودفيل الموليااري او الكوميديا الايطالية يكون المخرج متحررا اكثر من ناقلي الصورة ممن ذكر سابقا خاصة ان كان لعب االممثلين على ركح من صنف الركح في المسرح الاغريقي فان نقل المشهد يكون اقرب للواقع رغم اختلاف امكنة المتفرجين بتعدد هم ورغم الاختلاف في زاوية نظر من يشاهد الركح من الشرق او من الغرب او من الوسط بينهما فانه بامكان كل متفرج ان يختار زاوية نظره ما امكن بحكم هامش الحرية الذي يتيحه المخرج المسرحي للمشاهد بما يختاره المخرج من نوع الركح واتجاه الاضاءة واماكن الضوء و الظلمة على المسرح علاوة عن اختيار الزمن في المسرحية سواء بالزمن الواقعي او المفترض قد يكون الظل مستقيما و العود اعوج باتباع الخدع البصرية غير ان ذلك لا يخرج عن اشهر خدعة بصرية يعرفها البشر وهي خدعة السراب الذي يحسبه الظمان ماء فينهك نفسه بالحركة و التوجه اليه بما قد يكون معه حتفه دون ان يروي ظمأه وفي افضل الحالات يهتاج عليه العطش وهكذا حال السائر في دروب المعرفة و العلم متعثراتارة ومستقيما اطوار اخرى ان كان ذو بصيرة ورجاحة عقل وايمان فياض يهديه و ينير له سواء السبيل ولو كان يحمل يده قبسا يشق به ظلام الجهل و هوى النفس و سوء الظن ومراوغات الانطباع و الهلوسة و الوهم و الغرور و قصر النظر .....