ملاحظة هامة هذه رسالتي إلي كل من يحب تونس و علق أمالا كثيرة علي ثورتها بحيث لا يريد لها إلا نجاح مشرفا عادلا وصادقا فإن كانت تعبر و تتناسق معي أرائكم وأفكاركم فانشروها وادعموها و إن كانت مخيبة لآمالكم فلا تعيروها أهمية و أتركوها لحالها لماذا تريد المعارضة الوصول إلي الحكم عبر الحوار و لا عبر الانتخاب المعارضة التونسية كانت و ما زالت صريحة في عملها الخفي و المعلن المتمثل فالإطاحة بحركة النهضة الحزب الحاكم لا كحزب بل لأنها بوابة للإسلام و تحصلت علي أعلي نسبة من الناخبين كما تقتضي الديمقراطية يخول لها أن تشكل الحكومة تتحالف مع من تريد لتأسيس أغلبية مريحة تخول لها الحكم و ما راعنا من المعارضة المعادية للإسلام إلا أن تعلن جهرا علي أنها ستعمل كل ما بوسعها للإطاحة بالحكومة و تفشل مصارها و تقف حجر عثرة أمام إنجازاتها ونجاحاتهما إنهم لا يعادونها بل يعادون الإسلام. و فعلا من أول وهلة كانت تحركاتهم و ما زالت في هذا الطريق قائمة و متواصلة و نسجوا لها الشبكات المتعددة و المتناسقة في داخل مفاصل الدولة الحساسة و خاصة منها الأمن و القضاء و المحاماة و الإعلام و الأحزاب اليسارية العلمانية و الشيوعية و ارتباطهم بالتجمع الفاسد و رجال الأعمال المنحرفين و المجتمع المدني فلقد تلقوا الدعم من كل من لا يريد لتونس الخير و الاستقرار و كل من عارض الثورة ولا يريد لها نجاح التجربة التونسية التي ستسمح للإسلام أن يحكم الوطن بالديمقراطية الحديثة و يتعرف العالم علي قدرته في أن الإسلام دين سماء و أرض قادر علي يحكم الدولة بالعدل والأنصاف و الأمانة والصدق و الإخلاص و مواكبة التطور البناء كما إن هذا الدين تواجد قبل الإنسان و لن تكون له نهاية إلا بإرادة الله. -1* أول ما فعلوه هو مهاجمة الشعب الذي انتخب النهضة و المؤتمر و التكتل و العريضة الشعبية و ترك معارضة الصفر من أكبر البقايا في أحلامهم يعموهن ، ثم قالوا عن هذا الشعب ما قالوا إنه أمي ،جاهل ، لا يعرف مصالحه ، غير متعود عن اختيار نوابه و فضل أبناء الشعب علي الذين كان بيدهم الحكم منذ الاستقلال إلي اليوم تمرسوا فيه و نشئوا عليه و حولوه إلي مزارعهم الشخصية . -2* ثانيا إنهم أعلنوا عن تدمير الآلة الاقتصادية التونسية مصدر التشغيل و منها نتمكن من الزيادات في الأجور و منها ننمي و نستثمر في الجهات الفقيرة المهمشة و سكان تلك الجهات هم من قاموا بالثورة المباركة ليمتلكوا الإرادة و يستعيدوا السيادة ويخلصوا البلاد من براثن الاستعمار و رجاله من الداخل و الخارج الذي مكنهم الوحش المستعمر من أن يكونوا علي رأس تونس ليحافظوا علي مصالحهم فيه. -3* ثالثا تمكنوا بالاستقواء بالأطراف الأجنبية علي الشعب التونسي و علي من فوضهم لتسيير شئون البلاد بهياكل وآليات شرعية. -4* رابعا اللجوء إلي الاعتصامات و المظاهرات و الإضرابات وقطع الطرق و تفاعيل الفوضى العارمة و محاولة تعطيل آليات الإدارة ومنعها من تقديم الخدمات للمواطن و طرد الموظفين من أماكن عملهم. -5* خامسا تعطيل أعمال المجلس التأسيسي بعدة طرق منها التدخل المطول في النقاش و الغياب الطويل عن أعمالهم داخل المجلس واللجوء إلي دعم شرعية الغاب خارج المجلس و تمكين جماعاتهم خارج القبة السيطرة علي القرار في تونس ثم الانسحابات من المجلس حتي يتمكنون من تقديم الحجج و يبنوا عليها ألأكاذيب و يقولون المجلس التأسيسي تجاوز مدة إنجاز الدستور. -6* سادسا بعدما فشلوا في كل مخططاتهم لجئوا إلي الجيش الوطني لتحريضه علي الانقلاب و رفض لأنه وطني و وضع نفسه فوق كل التداعيات اللامسئولة و من هذا المنطلق رجعوا إلي الغدر و الخيانة و الكذب متحاملين علي الحكومة و النهضة كونهم من وراء اغتيالات الشكري بالعيد و الحاج محمد البراهمي و الجنود التونسيون في جبل الشعانبي بالقصرين و عديد من الإتهمات الأخرى ليفرضوا مفاوضات و حوارات غير شرعية تمكنهم من استقالة حكومة شرعية و تعويضها بما يسمونه حكومة إنقاض وطني و لن تكون إلا حكومة لقيطة لتطويع النهضة تحت الترهيب و التخويف و الاستفزاز من الموافقة عليها و حقيقة أمرها أنها لا تكون سوي حكومة انقلاب علي الطريقة السيسية تحت كساء تونسي و ختاما نحن من قمنا بثورة الكرامة و الحرية و الشرف لا نقبل إلا بالحكومة التي أختارها الشعب من مجلسه التأسيسي و لا نقبل بأي شرعية لقيطة تأتي من المجهول و تدخلنا في المجهول و من أراد الحكم في تونس عليه أن يسلك إحدى الطريقين أما ألانتخاب المباشر من الشعب أو استفتائه علي مصيره و مستقبله بأسئلة واضحة وصريحة تطرح عليه عبر الصناديق و هذا ما يمكننا من التعايش السلمي معا في كنف أتآخي و الاحترام المتبادل و السلمي . رفيق الثورة قعيد محمدي