راشد الغنوشي: لو اخترنا الصراع الإيديولوجي لتحالفنا مع العريضة الشعبية - قال رئيس الحكومة علي العريض أن تونس ما بعد الثورة حققت العديد من المكاسب خاصة على مستوى الحريات وهو ما ساهم في إعادة التوازن بين الدولة والمجتمع فاسترجعت الدولة حجمها الحقيقي وارتفع منسوب الحرية لدى الأفراد ليتبدد الخوف في نفوس التونسيين الذين رزحوا تحت الإضطهاد لسنوات طوال. وأكد العريض لدى افتتاحه أمس للمؤتمر الدولي للديمقراطية والإسلام بقمرت على ضرورة تظافر الجهود والعمل تحت مجهر الضمير الجمعي للخروج بتونس إلى بر الأمان في ظرف عالمي صعب على جميع المستويات. رئيس الحكومة وصف مخاض التأسيس بالصعب، ورغم ذلك فقد تم قطع اشواط هامة على درب الإنتقال الديمقراطي السليم، خاصة وأن تونس محط أنظار العالم الذي يترقب نجاح تجربتها التي سيكون لها انعكاس على مدى نجاح الثورات العربية. "لو اخترنا الصراع الإيديولوجي لتحالفنا مع العريضة" من جهته وخلال المداخلة التي ألقاها ركز رئيس حركة النهضة راشد الغنوشي على بعض الإتهمات التي طالت حزبه، حيث نفى سعي النهضة إلى فرض نمط معين على المجتمع التونسي كما تروج له بعض الجهات، التي فشلت على حد تعبيره في تشويه عملية الإنتقال الديمقراطي الذي أفرزته إنتخابات شرعية وديمقراطية. وقال في ذات السياق أن الحزب حاول قدر المستطاع أن يستغل فوزه في الإنتخابات بطريقة تتماشى مع آمال الشعب التونسي المتطلع للحرية والكرامة، داحضا فرضية التمشي في تشكيل دولة إسلامية..إذ لا تعارض حسب رأيه بين الديمقراطية والإسلام، وتونس تسع الجميع على حد تعبيره. الغنوشي أكد على النهضة لم تقسم المجتمع وخيرت أن يكون الصراع على أساس سياسي لا على أساس إيديولوجي، ولو كان الأمر كذلك لتم التحالف مع حزب العريضة الشعبية الذي يعتبر الاقرب إيديولوجيا للحركة، إضافة إلى النهضة لم تتردد في سحب مطلب الشريعة من المجلس التأسيسي الذي كاد أن يقسم المجتمع التونسي إلى نصفين. وعرج رئيس النهضة على الصراع القائم بين العلمانية والإسلام ووصفه بأنه عائق رئيسي أمام الإنتقال الديمقراطي لذلك وجب تقريب وجهات النظر وإذابة الجليد بين هذين المفهومين. الغنوشي أعرب عن رضا حركته على التجربة الديمقراطية في تونس وتميزها المتأتي من ابتعادها عن الصراع الإيديولوجي، غير أن هذا النموذج الناشئ لا يخلو من بعض الهانات سيقع تجاوزها على أساس مبدأ الوفاق في الحكم. الغنوشي حاول بعث رسالة طمأنة إلى الغرب مفادها أن الربيع لن يتحول إلى شتاء بصرف النظر عن الأطراف الحاكمة إسلاميين كانوا أو علمانيين، مؤكدا على أن الحكومة لم ولن تمنح حصانة لأي جهة تتبنى العنف مهما كانت مرجعيتها. الإستبداد يؤدي إلى الإستبداد حزب نداء تونس كان حاضرا في هذا المؤتمر من خلال أمينه العام الطيب البكوش الذي قال أن الإنتقال الديمقراطي الذي ينطلق من استبداد سيؤول حتما إلى استبداد جديد، داعيا إلى الإستلهام من تجربة جنوب إفريقيا في هذا المجال، وطي صفحة الماضي والنأي عن منطق الإنتقام والتشفي. البكوش ذهب إلى ضروة تحويل الشرعية الإنتخابية إلى شرعية توافقية تجمع جميع مكونات الطيف السياسي دون إقصاء، والإبتعاد عن نظرية الأغلبية والأقلية لأن هذا المفهوم لا ينطبق على المثال التونسي الذي مازال يتحسس خطواته على سلم الديمقراطية..إذ لا بديل على التوافق لإنجاح الإنتقال الديمقراطي. وتطرق أمين عام نداء تونس إلى مسألة الدين والسياسة، حيث اعتبر أنه لا وجود لتناقض بين الإسلام والعلمانية والسياسة، غير أن هناك التباس في هذه العلاقة الثلاثية وجب رفعه تجنبا للتأويلات التي من شأنها أن تقسم المجتمع التونسي المسلم بطبيعته. ◗ وجيه الوافي