فرنسا كنت أعرف عنها أنها موطن ولادة حقوق الإنسان في عصرنا هذا و كنت أضن أن كل إنسان آدمي له حقوق لا تهان و مقدسة و يتبناه المنضرون و كل القوانين السماوية والأرضية تدافع عليها و لكن اليوم انقلبت الآية و اصبحن ندافع عني القوي مكان الضعيف و عن الغني و تركنا الفقير و عن الظالم و احتقرنا المظلوم و أصبحت فرنسا تساند الطغاة علي الفتك برعاياهم و نتدخل في شئون الدول لنصنع لها الدكتاتوريين الجدد و نغلب فيئة علي أخري و في فرنسا نحكم شعبها لصالح من يهيمن علي العالم ز في فرنسا تكمم الأفواه حتي لا ننتقد اللوبيات المهيمنة و في فرنسا القانون له مقاييس مختلفة حسب الأشخاص و حسب السياسات و حسب الدول و بعبارة أوضح كما يقول المثل العربي فرنسا معي الواقف . وزير داخلية فرنسا الحالي نسي مواقف وزيرة خارجيتها اليوماري في ثورة الشعب التونسي و ما آلت إليه وها هو يتصرف كأن شيئا لم يحدث. فرنسا تعطي الدروس و لا تتقبلها من الغير. فرنسا خطابها مشفر و متعدد و كل كما يريد فهمه وأما أنا قد تخليت عن اللغة الدبلوماسية و عيوبها و تبنيت لغة الواقع و علينا أن نسمي الأشياء بمسمياتها. فرنسا و ليست وحدها تتعامل معي الشعوب كأنهم من قطعان من النعاج تكلف علي راع من رعاتها يسوقهم كما يريد و نسيت فرنسا أن هذا زمان قد ولي و أنتهي و الشعب التونسي كغيره من الشعوب العربية استرجعوا إرادتهم و قرروا أن يستولوا علي أوطانهم ليحرصوا استقلالياتها و يحفظوها من الغزاة و من من ولوهم أمرهم. فرنسا ما زالت كما كانت عليه في السابق متغطرسة تكيل بمكيالين تري في الأخر عيوبا و في نفسها تلوح بالنجاة. فرنسا تعطي دروس لتونس و تنسي أن عليها هي أن تتعلم الديمقراطية التي تفرض عليها أن تتعامل مع الشعوب و لا معي الطغاة الذين يحكمون الشعوب بالحديد و النار. نحن كنا نترقب فوز حكومة اشتراكية و لكن ما رأينا فيها إلا العيوب. فرنسا تقول إنها تحترم كل مكوناتها و هذا ثرائها و لكن نلاحظ أن فيئة واحدة من مكونات شعبها أصبحت هي المتغطرسة وهذه الفئة تتلاعب بفرنسا و تورطها في العداء للعرب و للإسلام و التاريخ لن ينسي كما ينسي بني الإنسان و سيأتي علي فرنسا يوما تخسر وجودها في العلم العربي و لا تنفعها فيئة و لا لوبيات. رفيق الثورة قعيد محمدي