لقد تعلمت من إسلامنا العظيم و ثوابت قيمه التربوية و التوجيهية الخالدة أن أقول للمحسن أحسنت و للمسئ أسأت وكذا تعلمت من سيرة المعلم و القائد حبيبنا محمد عليه الصلاة و السلام أن ننحاز للحق و لرجاله إعلاءا له و لهم بقطع النظر عن طبيعتهم و مواقعهم و خلفيتهم كما تعلمت من منهجه الشريف أن ننكر الظلم بقطع النظر عمن مارسه و ضد من مارسه . فالعدل داخل مرجعيتنا دين بل هو الدين كله لا يخضع للمزاج ولا للمصلحة أو المتغيرات . أحمد الله سيدى رئيس الحكومة أنى عارضت إجتهاداتك السياسة بشراسة وبشرف ليس سمعة ولا رياءا وربى على ما أقول شهيد ولكن غيرة على أمانة الشهداء و شرف ثورتنا الطاهرة و اليوم ومن داخل نفس المرجعية و من داخل نفس فضاء الشرف الذى أطّر معارضتى للخيارات السياسية لحكومتك وبعد متابعتى لخطاب العزّة الذى أنطق الله به لسانك وأنت على مرمى حجر من جموع الإنقلابيين أرفع لك كل عبارات التقدير و الإحترام و الإكبار للموقف الشجاع الذى إتخذته حكومتك حيث أعلنتها مدوية فى وجه المتآمرين بأن الحكومة لن تخضع لأحد إلاّ للمصلحة العليا للبلاد وهو التعهد الذى سييساهم فى تجفيف منابع الإنقلابيين الذين راهنوا على سوابقهم فى إبتزازكم ولكن خاب مسعاهم هذه المرة . بالأمس القريب عارضت خيارات حكومتك من أجل مصلحة الثورة واليوم أكبر موقفك لأنّه إنتصر لنبض الجماهير و بوصلة الثورة حتى يعلم الجميع بأن صاحب هذا القلم المتواضع لن يتورع عن الدفاع عن خيارات الحكومة كلما كانت خادمة لأهداف الثورة و مصلحة المشروع الإسلامى و الوطنى الذى ستظل مصلحته المداد الذى أغمس فيه قلمى لأخط ما تكتبه يمينى . أتمنى أن يكون هذا الموقف مرحلة جديدة تدخلها الحكومة حتى تستحق لقب حكومة ثورة وعهدا سيبقى هذا القلم حارسا للثغور مدافعا عن ثوابت الثورة وأمانة الشهداء يقول للمحسن أحسنت و للمسئ أسأت بعيدا عن التثاقل إلى الأرض خوفا أو طمعا لأنّه يكتب بمداد الأحرار الذين لا يخافون و لا يطمعون إلاّ من رب الأحرار قاهر الطغاة الملك الديان . مع تحيات أخيكم رافع