إلى الفقيد الصنهوري النمري...عرفته سنة 1979 بسليانة جاءها مهندسا فلاحيا وكنت أنا يومها تلميذا بالباكالوريا... تعرفت عليه في المسجد ثم أصبح يصطحبني إلى حيث يُقيم صحبة بعض الإخوة: أحمد العاشوري ومحمد الصالح... كان لطيفا حميميا ومعطاء كنتُ أجده كما الأخ الأكبر ... حضرت حفل زواجه بتالة سنة 1980 على الأرجح وألقيت فيه شعرا... لم أره منذ ذاك التاريخ حين انتقل إلى مسقط رأسه أظن... أيها الأخ العزيز أعترف إليك بأنني لم أدافع عن حقك في الأمل في الحياة كنتُ أعتقد بأن الأمر بين أيدي أهلك الذين تعرفهم ويعرفونك...أعترف إليك بأنني لم أكن وفيّا إلى عِشرةٍ قصيرة ولكنها عميقة ...كم كنتَ تحبني وتُكرمني تعطيني من كتبك ومن ملابسك وتستضيفني بشوق وعاطفة وعطف في آخر كل أسبوع حين أخرج من مبيت معهد سليانة أعترف لروحك التي تحلق فوق بيوت كل من قصّر في حقك تسخر منهم وتكشف لهم كم هم صغار الأنفس والعقول وكم هم باردو الروح أعترف إليك أيها القلب الكبير والصدر الرحب والنفس العزيزة أنني قد تنكرتُ لك حين لم أسأل عنك ولم أبحث عن إقامتك ولم أزرك قبل أن تودعنا جميعا غاضبا.استمعتُ إلى وصيتك ورغم أنني لستُ معنيا قَصْدًا فقد وجدني معنيا ومتهما ومغضوبا عليه... أيتها الروح المحلقة في مسافة من التاريخ شاسعة وفي مساحة من الوقائع كبيرة وفي معترك من الدنيا دَنِيّةٍ أيتها الروح الطاهرة ... تجدين الآن من يستمع إليك ومن ينزلك منازل من رحمته عليّةً ... هل أجدُ لديكِ العُذْرَ؟ هل ينامُ إخوتك هادئين؟ الله أكبر ،إنا لله وإنا إليه راجعون... أيها الرجل العظيم: أنا قرأت الوصيّةَ ...كم كانت مُرّةً وذابحةً. . . أخي المعذرهْ ....................... أخي المعذِرَهْ إنني واحدٌ من جميع الذين نسوك ولم يذكروك سوى حين رُحْتَ إلى المقْبَرَهْ أخي المَعْذِرَهْ لم أكن أعرفُ أنك راحلٌ تصْحَبُ مَوتةً لم تكنْ غادرهْ لم تكن خائفا لم تكن راجفا إنما غاضبًا كنتَ من دولةٍ قاصِرهْ يا أخي المعذرهْ إننا كلنا تُهمَةٌ مُنكَرهْ إننا كلنا يا أخي إخوةُ يوسُفَ...بئرهمْ غائِرهْ يا أخي المعذرهْ إن دمعي كما الجمرُ في المِجْمَرهْ سوف أدعو إليك...ولكنيي سوف أدعو لكلّ صِحابِك بالمغفرهْ ......................................... الجمعة 8 نوفمبر 2013