تونس: يتسع قطاع القوارص في تونس لانتاج أنواع عديدة من البرتقال قد لا نستطيع التفريق إلا بين البعض منها الذي عهدناه منذ القدم مثل "المادلينة" و"الطمسن" و"المالطي". لكن يبدو أن قائمة أنواع البرتقال المنتج في تونس طويلة وتحتوي أنواعا عديدة لا يدركها إلا أصحاب الاختصاص أو الفلاحون خلال هذا الموسم، وتحديدا في الفترة الاخيرة عرض في السوق، وبشكل واسع كالمعتاد نوع البرتقال المعد للعصير، وهذا النوع معروف لدى المواطن، ويقع الاقبال عليه بشكل كبير، وذلك لفوائده المتعددة مثل مقاومة أنواع الزكام، ولما يحتويه أيضا من فيتامينات يعرفها القاصي والداني، إلى جانب نكهته القيمة. ويعتبر هذا النوع من البرتقال الاكثر تداولا في السوق، وربما يأتي في المرتبة الاولى على مستوى الاستهلاك الواسع له نظرا لاسعاره التي تكون دوما في متناول الجميع. كما يحتل هذا البرتقال والعصير المستخرج منه موقعا بارزا داخل الفضاءات الترفيهية والمقاهي، ويمثل الطلب عليه نسبة مرتفعة على امتداد موسم الشتاء، كما يتواصل الطلب عليه إلى غاية بداية فصل الصيف. وفي العموم تعرف تونس بإنتاجها لانواع جيدة من البرتقال، وتحتل صادراتها من القوارص مكانة بارزة في عديد الاسواق العالمية. كما أن قطاع القوارص وإنتاجها قد يأتي في مرتبة ثالثة بعد زيت الزيتون والتمور، ويمثل أحد ابرز أنواع الانتاج الفلاحي في البلاد. نوع أحمر من برتقال العصير يظهر لاول مرة في السوق إذا كان نوع البرتقال المعد للعصير معروفا في كامل أنحاء البلاد، ويقبل عليه الجميع بشكل واسع، دون ريبة أو خشية منه، بل على العكس فإن الجميع يدرك قيمته الغذائية والصحية، ويتزودون منه بكميات هامة على امتداد موسم القوارص، فإن موسم هذه السنة قد ظهر خلاله نوع من برتقال العصير الاحمر القاني، والذي لم يكن معروفا في السوق. والثابت أنه ليس من فصيلة نوع برتقال " الشروبو" الذي يعرف بشيء من الحمرة عند نضجه، لكن هذا البرتقال كما تبرزه الصورة أحمر قان حتى على مستولى القشرة الخارجية. فما هو نوع هذا البرتقال، وهل يمثل فصيلة جديدة وغير معروفة في تونس؟ هل هو نتاج لتلاقح بين أشجار القوارص؟ ماذا عن قيمته الغذائية؟ عصير هذا البرتقال يسبب إسهالا وأوجاعا في الجوف العديد من المواطنين أقبلوا على هذا النوع من البرتقال على أنه من أنواع البرتقال العادي أو الجيد، أو ربما لميزته بهذا اللون الاحمر الذي يشبه التفاح، والذي لم يكن معروفا أو متداولا على مستوى السوق. وقد روج له البعض من الباعة على أنه مشروب "سان فالنتان" الذي يوزع في عيد الحب التي تم الاحتفاء به أخيرا. لكن يبدو أن هذا البرتقال، وجملة ما روج حوله قد خيب آمال المقبلين عليه، حيث بدا أن شرب عصيره يتسبب في إسهال حاد في الجوف، علاوة على الاوجاع التي تصيب شاربه حد التقيؤ. ولعلنا في هذا الجانب نتساءل حول هذا النوع من البرتقال الذي يظهر لاول مرة في السوق حسب ما أفادنا به بعض المواطنين. فهل هو نوع جديد من البرتقال ينتج لاول مرة في البلاد؟ هل لان لونه طبيعي أم أنه نتاج لتزويد شجرته بمواد ملونة؟ ثم وفوق كل هذا هل خضع طرحه في السوق إلى تحاليل في مخبر سوق الجملة؟ وهل للسلط الصحية علم بترويجه وفكرة في مكوناته وسلامته؟ ماذا قال معهد التغذية حول هذا النوع من البرتقال؟ السيد خالد زروق المختص في التحاليل التي تجرى على أنواع الاغذية والغلال والخضروات بمعهد التغذية بتونس، أفادنا بعدم إجراء تحاليل على هذا النوع من البرتقال لحد الان، لكنه في الان نفسه لم يستبعد أن يكون هذا البرتقال، وفي اطار حملة ترويج له قد أضيفت له عملية تلوين حمراء أثناء الري لتضفي عليه نوع من الجاذبية للمستهلك، وذلك كما يحصل مع بعض أنواع الخضروات كالفلفل مثلا. وأكد لنا أن مصالح المعهد ستتولى الاهتمام بهذا الموضوع ومتابعته، وذلك عبر القيام بتحاليل لهذا النوع من البرتقال. وسوف يتم التأكد مما أذا كان هذا اللون طبيعيا أم لا، علاوة على إبراز تركيبته وأسباب الاسهال والاوجاع التي تنتج عنه. الصباح