واشنطن:تكشفت، أمس، المزيد من المعلومات عن تورط وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية “سي.آي.ايه” في فضيحة تعذيب المعتقلين فيما يسمى “الحرب على الإرهاب” لانتزاع اعترافات منهم، كما أزيح الستار عن نشاط جديد تورطت فيه الشركة الأمنية “بلاك ووتر” سيئة السمعة، حيث نقلت لحساب الاستخبارات الأمريكية معتقلين من غوانتانامو سراً الى معتقلات سرية في آسيا للتحقيق معهم. وتسرب المزيد من المعلومات، أمس، حول تقرير سري حرصت ال “سي.آي.ايه” على إخفائه لما يقرب من خمس سنوات يكشف عن تجاوزات في أساليب استجواب المعتقلين بواسطة محققي وكالة الاستخبارات المركزية وتورط عناصرها في استخدام أساليب التهديد بالإعدام رمياً بالرصاص وباستخدام مثقاب كهربائي لترهيب المعتقلين لإجبارهم على الاعتراف. وفي معظم الحالات كانت جلسات التحقيق هذه تصور بالفيديو، في الوقت الذي يستمر فيه التحقيق الرسمي في وقائع اختفاء أشرطة الفيديو هذه وإعدامها بواسطة الوكالة في نهاية حكم إدارة الرئيس السابق جورج دبليو بوش. التقرير كان قد أعده المفتش القانوني العام لوكالة الاستخبارات وأنهاه في مايو/ أيار العام 2004 وتم عرضه على لجنتي الاستخبارات بمجلسي الكونغرس الأمريكي ووزارة العدل حينها، بينما تم حجبه عن باقي أعضاء الكونغرس وبقي سرياً بناء على توصية من مديري الوكالة بالتتابع جورج تينت وبورتر جوس ومايكل هيدن، الذين أصروا على إبقائه سرياً بزعم أنه سيسيء لسمعة أمريكا حول العالم في حالة نشره، وسيضر بمعنويات موظفي الوكالة، وسيعرف الإرهابيون بتكتيكات وأساليب الاستجواب المستخدمة. واحتوى التقرير على انتقادات وجهها المفتش العام للوكالة الى بعض المحققين لأنهم تخطوا التعليمات والقواعد والقوانين التي تمنع صراحة استخدام أساليب الترهيب بالإعدام، وهي القوانين التي لم تفلح محاولات صقور الإدارة السابقة في الحصول على استثناءات قانونية تتيح استخدام هذه الأساليب بشكل رسمي. ووفقاً لما تسرب الى بعض وسائل الإعلام الأمريكية، مبدئياً من هذا التقرير، والذي يتوقع أن يتسبب في زيادة حالة الهياج القائمة بالفعل لدى أوساط المدافعين عن حقوق الإنسان، فإن هذه الأساليب مورست على معتقلين كثيرين ومنهم عبدالرحيم الناشري اليمني المتهم بتفجير المدمرة “يو إس اس كول” على الساحل اليمني، حيث تم تهديده بالإعدام رمياً بالرصاص وبمثقاب كهربائي، وإطلاق النيران في غرفة مجاورة لغرفة الاستجواب. وقد سارع بالفعل المدافعون عن حقوق الإنسان بالمطالبة بتوسيع التحقيقات في أساليب الاستجواب هذه، وأعاد بعضهم التذكير بحوادث كثيرة ووقائع منها العثور على جثمان لواء عراقي سابق وبرأسه ثقب. من جهة أخرى، كشفت مجلة “دير شبيغل” الألمانية الأسبوعية في عددها الذي سيصدر غداً الاثنين، ان وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية كلفت عملاء من شركة بلاك ووتر الأمنية الخاصة بنقل معتقلين من غوانتانامو سراً الى معتقلات سرية في آسيا للتحقيق معهم. وقالت المجلة نقلاً عن “مذكرة” حررها موظفان سابقان في بلاك ووتر لم تكشف هويتهما، ان الوكالة كلفت “بلاك ووتر وفروعها” نقل معتقلين من غوانتانامو سراً الى “معسكرات اعتقال سرية في باكستان وأفغانستان وأوزبكستان لاستجوابهم”. وتشرح المجلة ان المذكرة تحدد “الرحلات الجوية وتكشف كيف تم التمويه عليها”. وتضيف أن متحدثاً باسم ال “سي.آي.ايه” أكد أن المذكرة “تتضمن أخطاء”. وتفيد المذكرة التي تستند إليها المجلة أن وكالة الاستخبارات الأمريكية “كلفت بلاك ووتر تنفيذ اعتداءات على أهداف في أفغانستان”. وتذكر الوثيقة أسماء “أشخاص مشاركين” في البرنامج وبينهم “قتلة مأجورون”. وتابعت المجلة أن الموظفين السابقين في بلاك ووتر قالا إن “الرجل الثالث سابقاً في ال “سي.آي.ايه”، الفن برنارد كرونغارد (..) قام بتشكيل المجموعات” للمشاركة في البرنامج الهادف الى قتل قادة القاعدة. - حنان البدري الخليج:الأحد ,23/08/2009