أعلن صالح عبد السلام، رئيس جمعية حقوق الإنسان التابعة لمؤسسة القذافي للتنمية أن فتحي الجهمي، الموجود حاليا بمستشفى في طرابلس منذ أكثر من ثمانية أشهر، إثر صدور حكم عليه بالسجن، منذ عامين، بعد اتهامه بانتهاك قوانين ليبية، يتماثل للشفاء بشكل جيد، وسوف يعود إلى منزله، بعد موافقة أسرته على رعايته، وقرار الطبيب المشرف على علاجه بأن خروجه لا يشكل خطرا على حياته.
والجهمي، الذي اعتقل أول مرة قبل ست سنوات (2002)، بسبب انتقادات وجهها خلال "مؤتمر شعبي"، وهو تجمع حكومي رسمي، للكتاب الأخضر، ودعوته إلى إجراء انتخابات حرة في ليبيا وإلى حرية الصحافة، اتهم وقتها بتقويض الأمن العام والدعوة إلى إخلال الأمن في البلاد، وقد تم الإفراج عنه في 2004 ليعود ويوجه انتقادات شديدة اللهجة للعقيد معمر القذافي، في حديث مع تليفزيون قناة الحرة الأمريكية، ويتم اعتقاله من جديد.
الجهمي "بريء جنائيا"..
وقال المسؤول في مؤسسة القذافي التي يرأسها نجل العقيد معمر القذافي، سيف الإسلام، إن المحامي العام بمكتب النائب العام بطرابلس امحمد المريمي، أكد أنه وفق التقارير الطبية الموجودة بملف فتحي الجهمي القانوني والمعتمدة من أخصائيين، هو "غير مسؤول جنائياً لأنه يعاني من اضطراب وجداني ونفسي"، على حد المريمي.
وأضاف عبد السلام، بأن الجهمي قال أثناء زيارة عائلته له، وقد كان محاطاً بزوجته فوزية وبناته الثلاثة لمياء وهناء وأسماء وأبنائه محمد ويونس وأحمد، قال: "أنا الآن لا يهمني إلا حالتي الصحية، والتي وصفها بأنه لا يستطيع أن يحددها إن كانت مستقرة أم لا.. مؤكداً رغبته في العودة إلى منزله مع أسرته"، حسب قوله.
أما ابنة الجهمي، لمياء، والتي كانت تحضن وتقبل يد والدها أثناء زياراتها له، كما روى صالح عبد السلام، فقد قالت: "نتمنى أن يخرج معنا والدنا الآن، ونتمكن أيضاً للخروج به لعلاجه خارج البلاد، وإننا نشتاق أن يكون بيننا وتحت رعايتنا".
أمراض مزمنة تفتك بالجهمي
وحول وضع الجهمي الصحي، قال صالح عبد السلام، إنه وفقا لشهادة الدكتور عبد الله السحيري الذي يشرف على رعايته طبياً بالمستشفى، فإن الجهمي يعاني من أمراض مزمنة من قبل دخوله المستشفى، مثل داء السكري، وارتفاع ضغط الدم، وضيق الشريان التاجي، وسبق أن أجريت له عملية جراحية في الأردن، ولديه تضخم في البروستاتا التي أدت إلى تجمع السوائل لديه، وحصل له فشل في دعامات القلب، تحولت إلى دهشة مستمرة، وهذا كان سبب دخوله للمستشفى.
وأضاف الطبيب المعالج للجهمي أنه "مع العلاج المنتظم أصبح هناك تحسن ملحوظ خلال الثلاثة الأشهر الأخيرة.. السوائل أصبحت تخرج بنسبة 90 في المائة، وتم نصحه لاستئصال البروستاتا، ولكنه رفض إجراء العملية، أما عن فشل عضلة القلب، فقد وصلت سابقاً إلى الحد الأدنى بنسبة 24 في المائة، والآن بعد العلاج تحسنت و أصبحت 39 في المائة"
وأشار المسؤول بالجمعية، أن الدكتور عبد الله، أكد أمام أسرته التي طلبت تشخيص حالته، أنه يستطيع الخروج من المستشفى، تحت رعاية أسرته، ولكن يجب أن يستمر في المتابعة الطبية ويواصل علاجه بشكل مستمر.
كما أكد عبد السلام، "اهتمام المؤسسة المستمر بالجهمي، ورعاية أوضاعه الصحية والنفسية"، مشيراً إلى أنها ساهمت في تسهيل زيارة أطباء من "الاتحاد العالمي لمنظمات الصحة وحقوق الإنسان IFHHRO" وأطباء من "منظمة أطباء من أجل حقوق الإنسان PHR"، الذين أجروا له فحوصاً طبية، مستغربا في الوقت نفسه، إعلان منظمة (هيومن رايتس ووتش) مؤخراً، بأن "فتحي الجهمي بحالة مرضية جسيمة ويحتاج إلى رعاية طبية مستقلة".
وقال عبد السلام إن المؤسسة، عرضت على أسرته عن طريق ابنه محمد، تولي رعايته في منزل الأسرة والاشراف على صحته من الناحية الطبية وعلاجه، إلا أنها لم تتلق حينها أي رد منهم، غير أن أسرته الآن أعلنت قبولها لهذا العرض، "إذا حالته الصحية تسمح بذلك، وأقر الأطباء المشرفين على رعايته أن خروجه لا يشكل خطرا على حياته"، حسب إشارته.