برلين:أكد مسؤول ألماني استحالة حصول تركيا على عضوية كاملة في الاتحاد الأوروبي الذي يضم 27 دولة.وقال الشقيق الأصغر لحزب المستشارة أنجيلا ميركل إن هذه القضية تتعلق في المقام الأول بالمصالح الأوروبية والألمانية. وأضاف أن من حق الأتراك علينا أن يعلموا أننا على قناعة بعدم جدارتهم بالحصول على عضوية كاملة في الاتحاد الأوروبي. وحذر دوبرينت وزير الخارجية الألماني وزعيم الحزب الديمقراطي الحر جيدو فيسترفيله الذي يزور تركيا حاليا من منح أنقرة أي تأكيدات أو وعود سرية للانضمام للاتحاد. وقال دوبرينت المعروف بمواقفه السابقة المعارضة للسياسة الخارجية الخاصة بالحزب الديمقراطي الحر:'لا يسعني سوى أن أحذره (فيسترفيله) من إبرام اتفاقات سرية مرة أخرى كما فعل في بولندا من قبل، تلك الاتفاقات التي ربما عانينا من تداعياتها على مدى أسابيع داخل الائتلاف الحكومي..'. ورأى دوبرينت أن تركيا 'مازالت على مدى أميال طويلة من تحقيق المعايير السياسية والاقتصادية الضرورية للانضمام للاتحاد الأوروبي'. وكانت تصريحات وزير الخارجية الألمانية الخميس حول موقف بلاده من مسألة انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي وقبول ألمانيا نتائج مفاوضات الانضمام قد أثارت الخلافات بين أطراف الائتلاف الحاكم المكون من التحالف المسيحي الذي تنتمي اليه المستشارة أنجيلا ميركل والحزب المسيحي الاجتماعي والحزب الديمقراطي الحر. وكان الوزير فيسترفيله طالب تركيا بإجراء المزيد من الإصلاحات من أجل الحصول على العضوية الكاملة في الاتحاد الأوروبي. وحث فيسترفيله الحكومة التركية خلال زيارته الأولى لأنقرة الخميس على مزيد من الانفتاح الديمقراطي. وفي الوقت نفسه أكد فيسترفيله أنه لا يوجد داخل الائتلاف الحاكم في ألمانيا أي تحديد لصالح انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي أو ضده. وفي كلمته أمام دبلوماسيين أتراك أوضح فيسترفيله أمس أنه يعتبر تركيا في الوقت الحالي لا تزال غير ناضجة للانضمام للاتحاد ، وقال: 'إننا نعلم أن حرية الرأي والصحافة والدين من أركان مجتمع القيم الأوروبي'. وذكر الوزير الألماني أن الإصلاحات التي تجريها تركيا من أجل الانضمام للاتحاد الأوروبي 'لا تزال غير مكتملة' ، مضيفا: 'أرغب في تشجيعكم على مواصلة ذلك'. يشار إلى أن مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي ، التي بدأت عام 2005 ، تتقدم بشكل بطيء حتى الآن. وتتزايد داخل صفوف التحالف المسيحي الأصوات التي تؤيد عرض 'شراكة مميزة' على تركيا مع الاتحاد ، بدلا من الانضمام إليه بعضوية كاملة ، وهو أيضا ما تؤيده بشدة المستشارة ميركل. وفي المقابل أشار فيسترفيله إلى اتفاقية الائتلاف الحاكم التي تنص على أن المفاوضات بين الاتحاد الأوروبي وتركيا ستكون 'مفتوحة النتائج'. ورد فيسترفيله على سؤال حول ما إذا كان بذلك يتحدث باسم الحكومة الألمانية بأكملها قائلا: 'أنا لست هنا سائحا بسروال قصير ، بل وزير خارجية ألمانيا ، وكل ما أقوله يعتد به'. ورفض فيسترفيله بوضوح بعض الأصوات المطالبة بقطع مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي في الوقت الحالي. وأكد فيسترفيله أكثر من مرة ضرورة الالتزام بالاتفاقات بين الاتحاد الأوروبي وأنقرة حول مسار مفاوضات الانضمام للاتحاد ، وقال: 'تركيا لديها الحق في مفاوضات عادلة ، وسنلتزم نحن الألمان بالمعاهدات التي أبرمناها'. وفي الوقت نفسه ذكر فيسترفيله أن برلين لديها اهتمام خاص بتعزيز ارتباط تركيا بالاتحاد الأوروبي ، موضحا أن تركيا ليست فقط 'صديقا وشريكا' بل أيضا 'دولة محورية استراتيجية'. وقال فيسترفيله:'أود أن أعبر عن تقديري واحترامي العميق للحكومة التركية والبرلمان والمجتمع المدني الفاعل على إحراز هذا التقدم في الإصلاحات اللازمة للانضمام للاتحاد الأوروبي.. أشجعكم على الاستمرار في هذه الإصلاحات'. ومن جانبه تعهد وزير الخارجية التركي أحمد داوود أوغلو ببذل المزيد من الجهود حتى يصبح انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي أمرا ممكنا ، وقال: 'إننا نريد تحقيق كافة الإصلاحات ، وإننا سنفعل كل ما تتطلبه تلك العملية وذلك بالتعاون مع ألمانيا'. كما طالب أوغلو مثل نظيره الألماني بإجراء 'حوار استراتيجي' بين أنقرةوبرلين. تجدر الإشارة إلى أن أكثر من 7 .2 مليون شخص منحدرين من أصول تركية يعيشون في ألمانيا. من ناحية أخرى ، ذكر فيسترفيله أن قضية قبرص من القضايا الحاسمة في تقدم مفاوضات انضمام أنقرة للاتحاد ، مؤكدا في الوقت نفسه ضرورة أن تطبق تركيا ما يسمى ب 'بروتوكول أنقرة' على قبرص. وحتى الآن ، ترفض تركيا فتح موانئها ومطاراتها أمام السفن والطائرات القادمة من قبرص. وتعلل تركيا موقفها برفض الاتحاد الأوروبي الاعتراف بالجزء الشمالي للجزيرة ، الذي تحتله القوات التركية منذ عام 1974 ، كدولة. يذكر أن تركيا عضو في حلف شمال الأطلسي (ناتو) وتنتمي إلى مجموعة أكبر 20 دولة صناعية وصاعدة ، كما يزداد نفوذها بشكل مستمر كقوة إقليمية.