الجزائر:طالبت عائلة المدير العام للأمن الوطني الجزائري العقيد علي تونسي الذي اغتيل الخميس الماضي، بالتحقق أكثر من الرواية التي أعلنها وزير الداخلية نورالدين زرهوني حول ظروف الاغتيال وحديثه عن «خلافات شخصية بين الجاني والضحية». وقالت العائلة في بيان: «نشدد (على) أن الشهيد علي تونسي لم يكن له أي مشكل شخصي من أي نوع كان، مع القاتل أو أي شخص آخر». واستدعت عائلة علي تونسي عشرات الإعلاميين إلى مقر إقامتها في حي جنان المليك في حيدرة بأعالي العاصمة، أمس، لمؤتمر إعلامي، قبل أن تعود عنه «بسبب العدد الكبير للصحافيين» الذين أرادوا تغطية المناسبة، وتعلن على لسان شقيق الراحل أن العائلة قررت الاكتفاء ببيان توضيحي في شأن بعض الروايات التي صدرت في الإعلام الجزائري حول حادثة مقتل المدير العام للشرطة. ولفتت العائلة في بيانها، ضمناً، إلى تصريحات وزير الداخلية والجماعات المحلية نور الدين يزيد زرهوني، أول من أمس، والتي قال فيها إن حادثة اغتيال تونسي وقعت بسبب «خلافات شخصية بين الفقيد والجاني» وهو أيضاً مسؤول كبير في الأمن الوطني يدعى شعيب ولطاش. وجاء في البيان: «لقد تم تأكيد، عن طريق الصحافة كلها، بأن الجريمة ارتُكبت بدون شهود وأن المشكل شخصي... على عكس هذه التأكيدات غير المؤسسة (لا أساس لها) تشدد عائلة الشهيد علي تونسي، وبقوة، على أن الفقيد لم يكن لديه أي مشكل شخصي من أي نوع كان مع القاتل ومع أي شخص آخر». وتابعت العائلة: «وهذا بشهادة العديد ممن عرفوا الفقيد في عمله وأيضاً من المجتمع المدني وبالخصوص الفئة (الشعبية)... ولذلك فإن أرملته وعائلته تؤكد ما يلي: المرحوم تم إغتياله بكل برودة وبكل جبن وعن وعي»، وهو رد على ما يبدو على بيان سابق للداخلية أشار إلى أن الجاني، العقيد المتقاعد شعيب ولطاش، «يبدو أنه أصيب بلوثة جنون» لحظة الاغتيال. وقالت العائلة: «المرحوم تم اغتياله بكل برودة وبكل جبن وعن وعي داخل مكتبه في المديرية العامة للأمن الوطني حيث كان الشهيد يستعد لعقد جلسة عمل مع المديرين المركزيين للشرطة». وكان زرهوني، المسؤول الأول عن جهاز الشرطة الجزائرية، جزم أول من أمس أن التحقيق الأولي يشير إلى أن الحادثة وقعت بسبب «خلافات شخصية» بين الفقيد والجاني. ولم يقدم زرهوني أي توضيحات في شأن معنى «الخلافات الشخصية»، عدا أن المتداول هو استدعاء تونسي للجاني يوم الحادثة لتبليغه بقرار توقيفه «تبعاً لتحقيقات في صفقات عقدها الجاني وبدت مشبوهة». وتابع زرهوني أن «قضية اغتيال علي تونسي من قبل العقيد المتقاعد شعيب ولطاش، هي حالياً تحت مسؤولية العدالة ولا يوجد شهود على ما جرى في موقع الجريمة». وأكد وزير الداخلية: «الحدث واضح». وفي شق ثان من توضيحات عائلة المدير العام للأمن الجزائري، جاء في البيان: «لقد اغتيل الشهيد (واقفاً) مستميتاً ومقاوماً في خدمة الدولة في إطار مكافحة الجريمة بكل أشكالها». وعلّقت العائلة قائلة إن بعض التصريحات كانت «استباقية» حول ظروف الاغتيال. وتابعت: «اغتيال المرحوم علي تونسي أعطى انطباعات مشكوك فيها واستباقية، هذه التعليقات التي تعطي الطابع الشخصي للأسباب التي دفعت القاتل لارتكاب جريمته، لا يمكن أن تبقى إزاءها عائلة الشهيد بلا موقف، حيث تندد في شدة بمثل هذه التصرفات». وشكرت العائلة «جميع المواطنين الذين ساندوها وتعاطفوا معها لتأثرهم لفقدان رجل المبادئ والتسامح، سي الغوثي» اللقب الذي كان الراحل يُعرف به. الحياة - عاطف قدادرة