في احتفالين منفصلين، أقيما في العاصمة الرياض، احتَفت السعودية بالقدس كعاصمة للدولة الفلسطينية، عبر معرض يحكي التاريخ المقدسي، وذلك بالتزامن مع تسليم العاهل السعودي الملك عبد الله بن عبد العزيز رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان جائزة الملك فيصل العالمية لخدمة الإسلام، عن جهوده في خدمة القضية الفلسطينية.وعقد الملك عبد الله بن عبد العزيز، ورئيس وزراء جمهورية تركيا رجب طيب أردوغان، اجتماعًا، مساء أمس، في المجلس الملكي بمركز الفيصلية في العاصمة الرياض. بدوره، أكّد رجب طيب أردوغان، أنّ انعدام العدالة هو السبب الذي يقف وراء مشكلات العالم. وقال: "إنّ العدل هو أهم قيمة في الحياة مهما تشعبت دروبها، ولعلّ السبب الرئيسي وراء كل ما يشهده العالم من مشكلات راهنة، هو انعدام العدالة أو الحرمان منها، فالظلم أساس كل المآسي التي نشهدها". وشدّد أردوغان، في كلمة ألقاها بعد تسلمه الجائزة من يدِ الملك عبد الله، على أنّ بلاده تركيا تبذل جهودًا مخلصة للوصول إلى السلام والاستقرار والأمن في منطقة الشرق الأوسط وفي العالم أجمع، مؤكدًا أنّ أنقرة لا تزال تسعى بهمة للتوسع تدريجيًا في عملية الحوار التي بادرت وجيرانها في المنطقة بها، آملاً أن تمتد هذه العملية إلى أبعد من ذلك، حتى تنجح جميع دول المنطقة في بناء عالم أكثر قدرة على الحياة. وكانت الأمانة العامة لجائزة الملك فيصل العالمية قد قرّرت منح رجب طيب أردوغان رئيس الوزراء التركي، جائزتها لخدمة الإسلام، معتبرة إياه "أنموذجًا للقيادة الواعية الحكيمة في العالم الإسلامي".بحسب صحيفة "الشرق الأوسط". وحجبت جائزة الملك فيصل العالمية، فرع الدراسات الإسلامية هذا العام، لعدم توافر متطلبات الفوز بالجائزة من الأعمال المرشحة. وقرّرت لجنة اختيار جائزة الملك فيصل العالمية للغة العربية والأدب، منح الجائزة في موضوع "الدراسات التي عنيت بالفكر النحوي عند العرب" لكل من: البروفيسور عبد الرحمن الهواري الحاج صالح (الجزائري الجنسية)، بجامعة الجزائر ورئيس المجمع الجزائري للغة العربية، والبروفيسور رمزي منير بعلبكي (لبناني) أستاذ كرسي الدراسات العربية في الجامعة الأمريكية في بيروت ورئيس الدائرة العربية فيها. وذهبت جائزة الملك فيصل عن فرع الطب هذا العام، عن موضوع "علاج أمراض تآكل المفاصل من دون استخدام الجراحة الاستعاضية" إلى كل من: البروفيسور رينهولد جانز (ألماني)، رئيس قسم جراحة العظام، بجامعة بيرن، بسويسرا، والبروفيسور جين بيير بليتير، والبروفيسورة جوان مارتل بليتير (كنديين)، أستاذ أمراض الباطنة، ورئيس وحدة تآكل المفاصل بمستشفى جامعة مونتريال. ومنحت جائزة الملك فيصل العالمية، عن فرع العلوم، مناصفة، لكل من: الدكتور الأمريكي إنريكو بومبيري، ومواطنه الدكتور تيرينس شاي شن تاو، ذي الأصول الإسبانية. إلى ذلك، قصّ رجب طيب أردوغان، والأمير سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض، شريط معرض "القدس الشريف وفلسطين". وقال مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية: إنه تبنّى هذا المعرض "إيمانًا بالأهمية البالغة للقدس الشريف، وأنه لا بدّ من الإسهام في هذا الاحتفال الثقافي بهذه المدينة المقدسة، والعمل على إبراز شيء من معالمها الحضارية، وتاريخها الثقافي وموروثها الشعبي، في محاولة للتنبيه على ما تتعرّض له من عدوان إسرائيلي ظالم، يسعى إلى طمس هويتها الثقافية والحضارية، وتزوير التاريخ المقدسي خصوصًا، والفلسطيني عمومًا وتسويقه عالميًا على أنه يهودي وتراث يهودي".