المبيدات.. الملونات الغذائية و«الشيبس» في قفص الاتهام تونس:يفوق عدد الحالات السرطانية لدى الأطفال ال400 حالة سنويا أي ما يقارب 3 بالمائة من الحالات السرطانية في تونس، وتقدر اليوم نسبة الشفاء من السرطان لدى الطفل ب80 بالمائة مقابل 20 بالمائة فقط قبل عشر سنوات لتوفر وسائل وتجهيزات التشخيص والفحص والإنعاش.ويصل معدل مرضى السرطان من الأطفال في العالم إلى 125طفلاً من كل مليون طفل، ورغم أن هذه النسبة قليلة جداً إلا أن السرطان يعتبر السبب الثاني في وفيات الأطفال بعد الحوادث حيث يسبب حوالي 10بالمائة من الوفيات عند الأطفال. ويقع الصنف الحاد من سرطان الدم «اللوكيميا» الأكثر على رأس قائمة أصناف السرطان لدى الطفل، حسب الدكتور أمين المصمودي الذي ذكر في كتابه (السرطان: الأسباب، الوقاية، العلاج ) أنه « تقدر نسبة الإصابة به ربع الحالات، وعادة ما يصيب الأطفال ما بين سن الثانية والخامسة، تليها أورام الدماغ وتمثل خمس الحالات، وتتوزع بقية الحالات على الجهاز العصبي وورم الكلية وسرطان شبكة العين». المبيدات والأغذية الفاسدة وعن الأسباب التي تقف وراء إصابة الأطفال بالسرطان، أفادت طبيبة مختصة في طب سرطان الطفل بأن «التعرض للمبيدات الحشرية والأسمدة الكيمياوية والسكن قرب خطوط الكهرباء عالية التوتر، إضافة إلى تناول بعض المواد الغذائية نافدة الصلاحية، والملونات الغذائية، و»الشيبس»... كلها عوامل تفتح الطريق أمام السرطان ليفتك بجسم الطفل، وعن كيفية التقصي المبكر عن المرض قصد استئصاله، قالت الدكتورة أنه من الصعب تمييز السرطان عند الأطفال بشكل مبكر، وينبغي دائما إجراء الفحوصات الطبية الروتينية بشكل دوري، والتنبه بشكل خاص لأية علامات أو أعراض لا تبدو عادية، خصوصا إن استمرت لفترات طويلة، دون أن تستجب للمعالجات العادية. ومن الأعراض الشائعة والتي قد تشير إلى وجود نمو ورمي وتثير القلق، ذكرت ظهور تضخم أو كتلة مهما كان حجمها وبأي موضع والشحوب غير المفهوم أو فقدان النشاط، ونشوء توعك أو حمى غير مبررين، وسهولة النزف من الأنف أو الأسنان أو اللثة دون مبرر واضح ووجود ألم موضعي ومستمر لفترة طويلة. وأشارت محدثتنا إلى أنه « يبقى من المهم،عقب انتهاء معالجات السرطان وتحقيق الشفاء، متابعة الفحوصات الدورية للطفل، والعناية الطبية سواء العادية التي يتطلبها أي طفل بسنه، أو تلك الخاصة والمتعلقة بالسرطان ومعالجاته السابقة. ودعا السيد زهير الأسود أستاذ مختص في علم النفس إلى الانتباه للمشاكل النفسية حتى بعد سنوات من انتهاء العلاجات وأوضح « عقب انتهاء النشاطات العلاجية كليا، قد يدرك بعض الأطفال وبشكل مفاجئ الأحداث التي جرت معهم بشكل تام، وقد يكون ذلك مقلقا جدا، وفي هذه الحال يحتاجون للتحدث عن مشاعرهم،وينبغي أن يتواجد شخص قريب ومشارك يمكنه تقديم الدعم النفسي، وقد يحتاج بعضهم إلى المشورة الطبية المختصة. ذكرى بكاري