برلين:طالب المجلس الأعلى للمسلمين في ألمانيا في أعقاب نشر نتائج دراسة ألمانية تحذر من تنامي ميول العنف لدى المسلمين الشباب بتحليل أدق لأسباب هذه الظاهرة.وقال الأمين العام للمجلس، أيمن مازيك في تصريحات لصحيفة 'فرانكفورتر روندشاو' الألمانية الصادرة امس الاثنين 'ينقص (الدراسة) تحليل جاد لأسباب الظاهرة'.وذكر مازيك أن 'من يتعرض للتمييز في الحياة اليومية سنوات طويلة تتطور لديه آليات دفاع مريضة'، موضحا أن بعض المجموعات التي تميل للعنف تتخذ من الدين لواء لها، إلا أن تدينهم يكون مشتتا تماما على حد تعبيره. وعلى ذلك أكد مازيك أنه كان يتعين توضيح ماذا يعني الدين بالنسبة للذين شملتهم الدراسة، وقال 'الكثير ليس لهم علاقة بالدين'. من جانبه أكد رئيس حزب الخضر المعارض في ألمانيا، سيم أوزدمير، أن الظاهرة التي أشارت إليها الدراسة واقعية. وقال أوزدمير، وهو ألماني مسلم من أصل تركي، في تصريحات لصحيفة 'نويه بريسه' الألمانية الصادرة اليوم إنه يتم الترويج في بعض المجموعات المهاجرة المتحدرة من أصول تركية وعربية لثقافة ذكورية تخفض من منزلة المرأة. وفي هذا السياق طالب أوزدمير بتدريب الأئمة في ألمانيا في جامعات ألمانية. وكانت الدراسة التي أجرتها وزارة الداخلية الألمانية بالتعاون مع معهد الأبحاث الجنائي بولاية سكسونيا السفلى قد أظهرت أيضا أن هناك تزايدا في قبول الثقافات الذكورية واستخدام وسائط إعلامية داعمة للعنف، مثل الأفلام وألعاب الكومبيوتر، لديهم. واستعان القائمون على الدراسة، التي حصلت وكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) على نسخة منها السبت، بآراء عالم الدين المتحدر من أصول تركية، راوف سايلان في إيضاح سبب تنامي ميول العنف لدى المسلمين الشباب. وأرجع سايلان ذلك إلى أن معظم الأئمة المسلمين في ألمانيا يدعمون العودة إلى الإسلام المحافظ والأصول العرقية. كما أشار إلى أن غالبية هؤلاء الأئمة لا يقيمون بشكل دائم في البلاد، كما لا يجيدون اللغة الألمانية، وبالتالي لا يبنون أي علاقة إيجابية مع الثقافة الألمانية. وأوضح سايلان أن الهيمنة الذكورية أمر بديهي بالنسبة لهؤلاء الأئمة، مضيفا أن تعاليمهم تدعم وجهات النظر تلك لدى الشباب المسلمين. وأكد المشرف على الدراسة، كريستيان بفايفر، أن المسؤول عن تلك الظواهر ليس الإسلام نفسه، وقال 'هذه ليست مشكلة الإسلام، بل طريقة توصيل الإسلام'. وقال سايلان ردا على استفسار من (د.ب.أ) إنه يتعين تسليط الضوء على الكثير من العوامل لتوضيح نتائج الدراسة. كما أكد وزير الداخلية الألماني، توماس دي ميزير، في معرض رده على استفسار، ضرورة طرح نتائج تلك الدراسة للمناقشة في مؤتمر الإسلام في ألمانيا. وقام معهد الأبحاث الجنائية في سكسونيا السفلى باستطلاع آراء نحو 45 ألف تلميذ وتلميذة في الصف الثالث الإعدادي في 61 مدينة ومنطقة في ألمانيا خلال عامي 2007 و2008 . يهدف الاستطلاع إلى معرفة مدى تأثير التبعية الدينية والتدين الشخصي على آراء وتصرفات الشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و16 عاما وعلى اندماج الشباب المتحدرين من أصول مهاجرة أيضا. تبين من خلال الدراسة أن ميول العنف لدى الشباب المسيحي، خاصة المتدينين منهم، منخفضة، في حين ترتفع لدى الشباب المسلمين الذكور. من ناحية أخرى، أظهرت الدراسة أن أبناء المهاجرين الذين لا يعتنقون ديانة هم أفضل المجموعات اندماجا في المجتمع الألماني. وذكر القائمون على الدراسة أن 2.41' من تلك المجموعة يهدفون إلى الحصول على شهادة الثانوية العامة، كما يقيم 9.62' منهم علاقات صداقة مع ألمان ويشعر 1.66' منهم بأنهم ألمان. وفي المقابل، يختلف الأمر مع المسلمين الشباب، حيث يسعى 8.15' منهم فقط إلى الحصول على شهادة الثانوية العامة، ولدى 2.28' منهم أصدقاء ألمان، بينما يشعر 6.21' منهم فقط بأنهم ألمان.