وجنوب افريقيا تهزم فرنسا لكنها تودع كأس العالم لكرة القدم بلومفونتين (جنوب افريقيا):فازت جنوب افريقيا صاحبة الضيافة 2-1 على فرنسا لكنها ودعت نهائيات كأس العالم لكرة القدم يوم الثلاثاء.وتقدمت جنوب افريقيا بهدفين في الشوط الاول عن طريق بونجاني كومالو في الدقيقة 20 وكاتليجو مفيلا في الدقيقة 37 كما لعبت فرنسا بعشرة لاعبين منذ الدقيقة 25 بعد طرد يوان جوركوف.وقلصت فرنسا الفارق عندما سجل لها فلوران مالودا الهدف الاول في الدقيقة 70.ورغم الفوز الا أن جنوب افريقيا أصبحت اول دولة تنظم كأس العالم وتفشل في تخطي دور المجموعات. وتملك جنوب افريقيا اربع نقاط بالتساوي مع المكسيك صاحبة المركز الثاني التي انتزعت بطاقة التأهل للدور الثاني بفارق الاهداف. وفازت اوروجواي بصدارة المجموعة برصيد سبع نقاط بفضل تغلبها 1-صفر على المكسيك في مباراة أخرى جرت يوم الثلاثاء بينما أنهى المنتخب الفرنسي مسيرته الضعيفة في كأس العالم باحتلال المركز الرابع والاخير في المجموعة الاولى برصيد نقطة واحدة. (رويترز) ------------------------------------------------------------------------ خروج مذل للفرنسيين بعد هزيمتهم أمام جنوب أفريقيا في مونديال 2010 الرهان كان كبيرا، الترشح إلى الدور الثاني من المونديال رغم المشاكل الكبرى التي تعصف بالمنتخب الفرنسي وأزمة الثقة بين اللاعبين والمدرب ريمون دومنيك التي أخذت أبعادا سياسية ووطنية. الديوك كانوا مطالبين بالفوز بفارق ثلاثة أهداف على الأقل وانتظار ما ستسفر عنه مباراة المكسيك والأورغواي التي تدور في نفس توقيت مقابلتهم ضد جنوب أفريقيا . كل المعطيات كانت توحي باقصاء مبكر للمنتخب الفرنسي من هذه النهائيات ..لكن الكل كان يمني النفس بمردود مفاجئ من الفرنسيين يكفرون به عن ذنوبهم خاصة بعد عجزهم عن تسجيل ولو هدف يتيم منذ بداية المونديال وعجزهم عن تحقيق أول فوز لهم في جنوب أفريقيا . إلا أنه مع تقدم الوقت أدرك الجميع أن الصدمة النفسية المنتظرة لم تكن في الموعد وأن المفاجأة لن تكون في كل الحالات فرنسية . الهجوم الفرنسي بدا ثقيلا رغم تغيير تشكيلة الفريق مقارنة مع المقابلتين الأولتين واقحام جبريل سيسي منذ بداية اللقاء في خطة رأس حربة وكذلك إشراك كل من جينياك وكليشي مما يولد الصدمة النفسية المرجوة. الهجمات الأولى للفرنسيين ميزها انعدام التركيز والثقة ...ورغم الضغط العقيم الذي مارسوه على فريق جنوب أفريقيا خلال الدقائق العشرين الأولى فقد كانت خطورة المنتخب الفرنسي محدودة. ومع حلول الدقيقة الثانية والعشرين تمكنت جنوب أفريقيا من هز الشباك الفرنسية في أول محاولة جدية إثر هفوة لا تغتفر من حارس المرمى الفرنسي لوريس الذي أساء تقدير خطورة كرة عرضية إثرضربة زاوية جنوب أفريقية ليسجل خومالو الهدف الأول لجنوب أفريقيا . هذا الهدف أثار أعصاب اللاعبين الفرنسيين وقوّض آمالهم الضعيفة أصلا في التسجيل وبعد ثلاث دقائق من الهدف أخرج الحكم الكولومبي أوسكار رييز في وجه اللاعب الفرنسي غوركوف ورقة حمراء لتدخله العنيف ضد لاعب منافس مما زاد في تأزيم وضعية الفرنسيين الذين اختلطت أوراقهم وتدنت معنوياتهم ...وضعية أحسن لاعبو البفانا بافانا استغلالها ليضيفوا هدفا ثانيا بواسطة اللاعب مافيلا في الدقيقة ال37 من اللقاء. سيناريو لم يخطر ببال أكبر المتشائمين من أنصار الديوك ...وتأكد الجميع من استحالة مهمة الزرق في الحفاظ على بارقة أمل خلال الشوط الثاني من المباراة خاصة أنهم أصبحوا مطالبين بتسجيل ستة أهداف وبتشكيلة منقوصة ضد فريق أظهر رغبة أكبر منهم في الفوز وحفظ ماء الوجه. ومع بداية الشوط الثاني تواصلت وتيرة الشوط الأول حيث حافظ منتخب جنوب أفريقيا على نفس نسق المقابلة وهددوا وبشكل مستمر المرمى الفرنسي حيث سددوا كرات عديدة باتجاه المرمى الفرنسي دون تسجيل أهداف أخرى مستغلين اضطراب الدفاع الفرنسي الذي بدا عاجزا عن صد الكرات العالية وخاصة تسربات منتخب البافانا بافانا على مستوى الجناحين الأيمن والأيسر. دخول تيري هنري لم يغير كثيرا في مردود الفرنسيين الذين واصلوا الخضوع لمشيئة لاعبي جنوب أفريقيا الذين أصبحوا معنيين بالترشح إلى الدور الثاني من المونديال في حال سجلوا هدفا جديدا في المرمى الفرنسي ... ومع حلول الدقيقة ال 69 تمكن الفرنسي فلورين مالودا من تسجيل هدف الشرف الفرنسي بعد مجهود فردي من فرانك ريبيري . هذا الهدف لم يغير كثيرا من سير المقابلة التي كانت خارج سيطرة الفرنسيين تماما ولم يستطيعوا محو خيبة تاريخية سترافقهم طويلا وستبقي في أذهان المتتبعين، كما ستبقى حادثة رفض اللاعبين التمارين منذ يومين سابقة في مباريات كأس العالم لكرة القدم... مردود الديوك الضعيف خلال هذا المونديال ومشاكلهم الداخلية ستعجل بعودتهم إلى الديار في انتظار إعادة ترتيب البيت الفرنسي مع تولي مدرب بوردو السابق لوران بلان المقاليد الفنية للفريق .