تونس:بعد أخذ ورد، تقرر بعث نقابة للكتاب التونسيين تنشط في صلب المنظمة العمالية الاتحاد العام التونسي للشغل احتجاجا على ما يبدو على ' تحول أهداف اتحاد الكتاب التونسيين عن مشاغل الأدب وتحوله لأداة للارتزاق وخدمة المصالح الذاتية'.في الأسابيع الماضية، نشر عدد من الكتّاب من بينهم منصف الوهايبي ومراد العمدوني وناجي الخشناوي ولسعد بن حسين عريضة تطالب بتأسيس نقابة تمثلهم في الدفاع عما أسموه ب ' المصالح الأدبية والمادية للكتّاب'، بعد أن عجز اتحاد الكتّاب التونسيين عن القيام بهذا الدور. ويقول أصحاب هذه المبادرة أن الكتّاب في تونس يقاسون الأمرّيْن. فالعديد منهم يعاني البطالة المزمنة، والبعض الآخر يلاقي صعوبات في إصدار كتبه. كما يلقون باللوم على ' الاتحاد' لقلة أنشطته الثقافية وتراجع دوره في التعريف بالمساهمات الأدبية لمنظوريه، ناهيك عن تردي مستوى المجلة الفصلية ' المسار' التي تصدر باسمه. احد منشطي المبادرة، عادل المعيزي، قال أن النقابة ستأخذ على عاتقها تنظيم كل مؤسسات الكتابة والتأليف وستحمي حقوق أعضائها ممن لهم علاقات شغلية - عادة عرضية - مع المؤسسات الإعلامية والاشهارية والإنتاجية، ومع دور الطباعة والنشر والتوزيع والترجمة. وستسعى إلى الإحاطة بالمؤلفين، ووضع استراتيجية تجاوز بطالة النخبة الكاتبة وتوفير مجالات الصحة والسكن والنقل لها. وسبق في المدة الماضية، أن اعتصم سبعة كتّاب في مقر ' الاتحاد' للمطالبة بتشغيلهم وتحسين وضعيتهم المادية، ورفضت الهيئة المديرة لل ' اتحاد' تبني ملفاتهم بدعوى أن ذلك يخرج عن نطاق نشاطها الذي لا يشمل حل المشاكل الاجتماعية للكتّاب، ووصفه الكاتب العام محمد الهادي الجزيري ب ' الشغب'! وقال سامي السنوسي ' لقد أدركنا أن المكانة التي يتمتع بها لاعب كرة القدم في بلادنا هي أكثر أهمية من الفكر والإبداع، وتيقنا أن حذاءه المحترم صار أكثر قداسة من كل أقلامنا'. ويكفل القانون التونسي تأسيس النقابات دون انتظار الحصول على الترخيص. ويأتي تأسيس نقابة الكتّاب التونسيين كمحاولة ثانية بعد تجربة ' رابطة الكتاب الأحرار' التي أجهضت نتيجة لعدم اعتراف السلطات بها. ويؤكد مؤسسو النقابة أن نشاطهم لا يستهدف اتحاد الكتّاب الذي أنشأ سنة 1971، وإنما ليكمله في الجوانب التي لا ينسحب عليها أهداف ' الاتحاد'، وهو ما يفسر تشبث العديد من المؤسسين بعضويتهم في صلبه. ومن المنتظر أن ينعقد المؤتمر التأسيسي للنقابة بداية شهر تموز ( يوليو) المقبل. القدس العربي