بغداد:ألغى النواب العراقيون جلسة مقررة للبرلمان يوم الثلاثاء حيث قالت الفصائل السياسية المتشاحنة انها بحاجة لمزيد من الوقت للاتفاق على الشخصيات التي ستتولى أعلى المناصب في البلاد.وبعد مضي أكثر من أربعة أشهر ونصف الشهر على الانتخابات التي أجريت في مارس اذار لم يقترب العراق على ما يبدو من تشكيل حكومة جديدة بينما تستعد القوات الامريكية لانهاء العمليات القتالية رسميا بحلول 31 أغسطس اب. وما زالت التكتلات الشيعية والسنية والكردية التي تتفاوض لتشكيل حكومة جديدة منذ الانتخابات التي لم تسفر عن فائز واضح عاجزة عن الاتفاق على رئيس الوزراء الجديد والمناصب العليا الاخرى. وقال حيدر العبادي وهو عضو كبير في كتلة دولة القانون التي يتزعمها رئيس الوزراء الحالي نوري المالكي انه يخشى ألا يتمكن العراق من تشكيل حكومة جديدة الى ما بعد انقضاء شهر رمضان في منتصف سبتمبر أيلول. وتابع ان من شأن تمديد هذه الفترة أن يضعف العراق ويمكن أعداءه من اغتنام هذه الفرصة مشيرا الى أنهم سيستغلون أيضا الخلاف السياسي من خلال تنفيذ مزيد من العمليات الارهابية. وما زالت التفجيرات والهجمات الاخرى تقع بشكل متواتر في العراق على الرغم من التراجع الملموس للعنف بشكل عام منذ ذروة العنف الطائفي في عامي 2006 و2007. لكن المسلحين يحاولون على ما يبدو استغلال الفراغ السياسي مع استمرار مساعي تشكيل حكومة جديدة. وفي أحدث هجوم كبير قتل حوالي 20 شخصا وأصيب العشرات في تفجيرين استهدفا الزوار الشيعة قرب كربلاء يوم الاثنين. وقال العبادي ان النواب لم يحددوا موعدا جديدا لجلسة البرلمان المؤجلة خشية ألا يتمكنوا من التوصل الى اتفاق بحلوله. وأجلت الجلسة المقررة قبل أن تبدأ وكانت ستصبح لو عقدت ثاني جلسة برلمانية فحسب منذ الانتخابات. وقال النواب ومفاوضو الكتل السياسية بشكل متكرر ان مناصب رئيس الوزراء والرئيس ورئيس البرلمان حزمة واحدة لا يمكن الفصل بينها عند اختيار شاغليها. وحصلت القائمة العراقية التي يقودها رئيس الوزراء الاسبق اياد علاوي على 91 مقعدا في انتخابات مارس اذار بزيادة مقعدين عما حصلت عليه كتلة المالكي. ونظرا لعدم فوز أي تكتل بشكل واضح تتفاوض التكتلات لجمع ما يكفي من المقاعد لتحقيق الاغلبية داخل البرلمان. لكنها لم تتمكن من الاتفاق على رئيس الوزراء الجديد حيث يطالب كل من المالكي وعلاوي بالمنصب. وعقدت الجلسة الاولى للبرلمان في 14 يونيو حزيران لكنها لم تستمر سوى 20 دقيقة. وكان الموعد الذي اتفق عليه للجلسة الثانية قبل أسبوعين لكنها أجلت. وقال بعض النواب انذاك انه تم تجاوز المهلة الدستوربة لاختيار رئيس جديد. (رويترز) من سؤدد الصالحي ورانيا الجمل