تحويل ظرفي لحركة المرور على مستوى جسري الجمهورية والقرش الأكبر    الدّورة الثّالثة لمؤتمر مستقبل الطّيران المدني: وزيرة التّجهيز تقدّم رؤية تونس في مجال الطّيران المدني في أفق 2040    رئيس الاتحاد يشرف على اختتام الصالون المتوسطي للفلاحة والصناعات الغذائية بصفاقس    مطالبة بتوفير 10 مليارات وحصد التتويجات: هيئة «السي. آس. آس» تحت الضّغط    على هامش تتويج الزمالك بكأس «الكاف» الجزيري ينتصر لفلسطين.. المثلوثي نجم والشعباني يمرّ بجانب الحدث    الثلاثاء: حالة الطّقس ودرجات الحرارة    سليانة: إصابة 10 أشخاص في حادث انقلاب شاحنة خفيفة بالعوامرية    المسابقة العالميّة الكبرى لجودة زيت الزيتون بنيويورك 26 ميداليّة لتونس    ما هي الدول التي أعلنت الحداد العام على رئيسي ومرافقيه؟    المهدية .. الملتقى الوطني لفنون الصّورة والسّينما والفنون التّشكيلية .. عروض ثريّة للإبداعات والمواهب التلمذيّة    رئيس الحكومة في زيارة ميدانية للشمال الغربي للبلاد التونسية    سجن سنية الدهماني .. يتواصل    مع الشروق .. إدانة... بنصف الحقيقة    القيروان: انتشال جثة إمرأة من قاع فسقية ماء بجلولة    رقم مفزع/ من 27 جنسية: هذا عدد الأفارقة المتواجدين في تونس..    هل فينا من يجزم بكيف سيكون الغد ...؟؟... عبد الكريم قطاطة    التضامن.. الإحتفاظ ب3 اشخاص وحجز كمية من المواد المخدرة    الليلة: سحب عابرة ورياح قوية والحرارة تتراوح بين 16 و26 درجة    عاجل: وسائل إعلام رسمية: انتخابات الرئاسة في إيران ستجرى في 28 جوان    فقدان 23 تونسيا في'حَرْقة': ايقاف 5 متهمين من بينهم والدة المنظّم واحد المفقودين    مدير عام ديوان تربية الماشية: النحل يساهم في ثلث غذاء الإنسان    بنزرت تستعد لاستقبال أبناء الجالية المقيمين بالخارج    والي بن عروس: فخور ب"دخلة" جماهير الترجي وأحييهم ب"عاطفة جيّاشة"    أغنية لفريد الأطرش تضع نانسي عجرم في مأزق !    النادي الصفاقسي : اصابة وضّاح الزّايدي تتطلب راحة باسبوعين    إضراب عن العمل بإقليم شركة فسفاط قفصة بالمظيلة    بودربالة يوجه الى نظيره الايراني برقية تعزية في وفاة إبراهيم رئيسي    وزارة التربية: هذه هي الانشطة المسموح بها بالمؤسسات التربوية خارج أوقات التدريس    وزيرة السعادة تحافظ على مركزها ال9 في التصنيف العالمي    أبطال إفريقيا: الكشف عن مدة غياب "علي معلول" عن الملاعب    تقرير يتّهم بريطانيا بالتستر عن فضيحة دم ملوّث أودت بنحو 3000 شخص    كيف قتل "رئيسي"..خطأ تقني أم ضباب أم حادث مدبر..؟    بطولة الرابطة المحترفة الاولى (مرحلة التتويج): برنامج مباريات الجولة الثامنة    تزامنا مع عيد الاضحى : منظمة ارشاد المستهلك توجه دعوة لقيس سعيد    سيدي بوزيد: تواصل فعاليات الدورة 15 لمعرض التسوق بمشاركة حوالي 50 عارضا    نحو الترفيع في حجم التمويلات الموجهة لإجراء البحوث السريرية    وزارة التشغيل تمدّد في آجال التسجيل في برنامج مساندة المؤسسات الصغرى المتعثرة إلى غاية يوم 16 جوان القادم    فظيع: غرق شخص ببحيرة جبلية بجهة حمام بورقيبة..    الشاعر مبروك السياري والكاتبة الشابة سناء عبد الله يتألقان في مسابقة الدكتور عبد الرحمان العبد الله المشيقح الأدبية    تونس : أنواع و أسعار تقويم الأسنان    انطلقت أشغاله الميدانيّة: التعداد السكاني دعامة للتنمية الاقتصادية    اشادات دولية.. القسّام تتفاعل وإعلام الكيان مصدوم...«دخلة» الترجي حديث العالم    تونس تقدم التعازي في وفاة الرئيس الايراني    دول إفريقية مستعدّة لتنظيم عودة منظوريها طوعيا من تونس    بينهم زعيم عربي.. زعماء دول قتلوا بحوادث تحطم طائرات    استدعاء ثلاثة لاعبين لتشكيلة البرازيل في كوبا أمريكا واستبدال إيدرسون المصاب    هذه أول دولة تعلن الحداد لمدة 3 أيام على وفاة الرئيس الايراني..#خبر_عاجل    تحذير من موجة كورونا صيفية...ما القصة ؟    القصرين : الوحدات العسكرية تشارك أبناء الجهة احتفالاتها بالذكرى ال68 لإنبعاث الجيش الوطني التونسي    المرشح الأول لخلافة الرئيس الإيراني..من هو ؟    المندوبية الجهوية للشؤون الثقافية بسيدي بوزيد تستعد للموسم الثقافي والصيفي 2024    4 تتويجات تونسية ضمن جوائز النقاد للأفلام العربية 2024    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    دار الثقافة بمعتمدية الرقاب تحتفي بشهرث الثراث    نحو 20 % من المصابين بارتفاع ضغط الدم يمكن علاجهم دون أدوية    ملف الأسبوع...المثقفون في الإسلام.. عفوا يا حضرة المثقف... !    منبر الجمعة .. المفسدون في الانترنات؟    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



اللاموقفية : دكتور أحمد محمد المزعنن
نشر في الفجر نيوز يوم 30 - 09 - 2010

كانت مسابقة (مونديال2010م)في صيف هذا العام في جنوب أفريقيا أكبر دليل على صدق التصوير القرآني للدنيا كما جاء في قول الله تعالى: {اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ ۖ كَمَثَلِ غَيْثٍ أَعْجَبَ الْكُفَّارَ نَبَاتُهُ ثُمَّ يَهِيجُ فَتَرَاهُ مُصْفَرًّا ثُمَّ يَكُونُ حُطَامًا ۖ وَفِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ شَدِيدٌ وَمَغْفِرَةٌ مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانٌ ۚ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ} (الحديد20 ) ،وقد حملت الأحداث التي وقعت في ملاعب هذه الدولة وعلى مساحة العالم بتأثير الإعلام الإلكتروني دلالات قوية على تشكل اللاموقفية الإنسانية التي تتعاظم،وتقدم صورًا من الضعف الإنساني للجماهير وللكثير من القيادات أمام جبروت عُبَّاد الدنيا وأهل الأهواء الذين سخِروا من الأديان،وجرفتهم الشهوات،ووجهوا الموارد المالية والاقتصادية إلى الكسب الوهمي الذي تتعاظم شروره بتصاعد تأثير الأزمة المالية الدولية الحالية التي تضرب موجاتها بحور مجتمعات اللهو واللاموقفية المتساوقة مع اللامعيارية.
وبالأمس(الأربعاء 29سبتمبر 2010م) وعلى صفحات جريدة الجارديان البريطانية بدأت بوادر فتنة قانونية طرفاها الأردن وقناة الجزيرة،وتتجمع حاليًا في أفق الحياة الفكرية العربية الضائعة في خضم أوحال الوهن سحابة بدأت ويبدو أنها لن تتوقف حتى تضيف إلى الاضطراب والضياع الحاليين منغصات جديدة تسمم الأجواء وتزيد من حرارة الخريف،وتحجب نسماته المتسللة إلى النفوس المرهَقة من لهيب شهور الصيف هذا العام 2010م،وتكشف عن كثير من جوانب الدور المستور لبعض الأنظمة العربية في خضم بحر المعلومات،وإلى هذا الوقت لم تتضح ابعاد الدوافع التي جعلت تلك الصحيفة لابريطانية تعلن عن أدلة لا يرقى إليها الشك في أن التشويش الذي وقع لبث قناة الجزيرة لمباريات كرة القدم الدولية في الصيف الماضي من جنوب إفريقيا إنما حدث نتيجة تدخل إلكتروني مصدره مدينة السلط في الأردن،ومع نفي الحكومة الأردنية عبر المعلقين والمحللين السياسيين وتصاعد عدة الاتهام البريطاني عبر الجارديان،وتشبث قناة الجزيرة بالمعلومات التي نشرتها الجارديان،وتوظيف ذلك حقوقيًا وإعلاميًا بكل ما تملك من قوة التاثير وألوان الخطاب الإعلامي يبقى الأمر معلقًا في انتظار ما ستسفر عنه هذه المؤشرات من دلالات سلبية على مجريات الحياة الفكرية العربية.
_ فهل لنشر هذه المعلومات في هذا التوقيت بالذات علاقة بما يجري في جيب العفونة لجواسيس رام الله،ولا نريد أن نقول بالقضية الفلسطينية؛لأنها ببساطة قد بيعت ونفض العرب والجواسيس والسماسرة أيديهم منها؟
- أم أن ذلك ياتي في سياق الدور الإفسادي للإنجليز في المنطقة استثمارًا لجو الفوضى الفكرية الذي تسبح فيه المنطقة العربية؟وتوظيفًا لهذه المعلومات لزيادة وتيرة الخلافات بين الأوساط العربية؟
- هل هذه التناغم بين قناة الجزيرة وصحيفة الجارديان وشركات النظم المعلوماتية الأوروبية إعلان عن ولادة جديدة لنوع من العلاقات الجديدة مع أوساط تطمح في غلإعلان عن نفسها ،وترغب في تقديم خدماتها عبر زوبعة حقيقية أو مفتعلة؟
- أم أن ذلك نوع من استعراض القوة لقناة اللجزيرة تستقوي به على النظمة التي فقدت رصيدها لدى الجماهير العربية وانكمشت تجتر بطولاتها القطرية التي لا تعني شيئًا فب عالم العولمة.
- أم أن ذلك توفير لدور قناة الجزيرة ووظيفتها في التطبيع مع الطرف اليهودي الذي كانت صاحبة قصب السبق فيه عندما سمحت للغزاة اليهود الصهاينة بالتسلسل إلى القاموس المعرفي اليومي للجماهيير العربية المنبهرة بها تحت شعار الرأي والرأي الآخر الذي ساوت فيه بين الأعداء المجرمين الصهاينة وبين العرب أو الفلسطينيين؟
كل ذلك يجري في جو من اللاموقفية القاتلة التي تزيد من اغتراب العرب في أوطانهم،مع وجود طرف يبسط الأمور بمنطق ليس في الإمكان أبدع مما كان،فاللاموقفية يصنعها الإعلام المنحاز تمامًا كما تصنعها اللامعيارية القيمية التي تكمن وراء السلوك الانحرافي على كل مستويات الفعل السوي وغير السوي.
واللعب ميل فطري غرزي له وظائف نفسية وفسيولوجية وبيولوجية ومعرفية وعقلية واجتماعية كثيرة،ويعتبره علماء النفس الاجتماعي من بين أربع دوافع فطرية يطلقون عليها (الميول أو النزعات الاجتماعية)لأنها بالإضافة إلى كونها فطرية في أصلها،إلا أن لها طبيعة ووظائف اجتماعية ذات تأثير كبير في تشكيل شخصية الإنسان في جميع أدوار حياته،والدوافع أو الميول أو النزعات الثلاث الأخرى هي الإيحاء والقابلية للاستهواء والتقليد،ويولي علماء نفس التربية والتعليم ورجال التربية والمعلمون أهمية بالغة لهذه الميول،ولها كذلك تطبيقات إعلامية وإدارية سياسية واجتماعية وعسكرية وأحيانًا إستراتيجية بالغة الأهمية.
وتلعب هذه النزعات أو الميول دورًا كبيرًا في بناء الشخصية،ورعاية العملية التي تجعل الإنسان قادرًا على فهم المواقف التي يجد نفسه فيها في حلقات متتابعة من التجارب الفردية الشخصية والاجتماعية،وإذا قُمِعت هذه الميول أو انحرفت أو تعطلت أو تمَّ توجيهها توجيهًا غرضيًا فاسدًا،وقع الفرد في العمى الدلالي،الذي يصعب عليه معه اتخاذ موقف صائب،وينحرف إلى القرارات الخاطئة في المستويات التي تفرض توفر القدرة على اتخاذ القرار الصحيح .
منذ فجر الحياة الإنسانية مارس الأنسان الألعاب الجمعية،وكانت معظم الألعاب في الماضي كما لا تزال في الحاضر تتطلب جهدًا عضليًا وحركيًا وعصبيًا متنوعًا،ولكن التقدم التقني الذي نعيش فورة سيطرته أدخل الحياة الإنسانية في مسارات إجبارية أشبه بسلوكيات نزلاء السجون والمعتقلات،وقد تأثرت الألعاب الإنسانية بهذه التطورات العلمية التي تعتمد على الإلكترونيات والرياضيات المتقدمة التي شكلت الأساس النظري والفكري لبرامج الحاسوب،وتقوم على المسلمة الرياضية الابتدائية التجزيئية للمعرفة التي تبدأ ( 01 ) التي تنحت معها ثقافة المعرفة التي قامت على الوحدة المعرفية القلبية (الكلمة) وعبقريتها البيانية التي تجلت بأوضح صورة في رسالة الإسلام الخالدة ومعجزتها القرآن الكريم والبلاغة النبوية والفصاحة العربية.
ولهذه الحقيقة المأسوية نتائج مدمرة لا نزال نعيش بداياتها،ما لم نتدارك الأمر ونعيد للنص احترامه ووجاهته،ونعمم ثقافة (اقرأ.) المعرفية،وفي البدء (كانت الكلمة) وتداعيات هذه الثقافة البنائية التي فجرت طاقات الإنسان الروحية والمعرفية في علاقتها بمصدر العلم الإلهي الذي خلقها للعبادة أصلاً،ويأتي اللعب متضافرًا مع بقية النزعات والميول والغرائز والدوافع؛ليقدم وظيفة بنائية تعزز الوظيفة الأصلية من الخلق(وما خلقتُ الجنَّ والأنسَ إلاَّ ليعبدون)(الطور 56). (وحرف إلاَّ الحصرية )الوارد قبل جملة(ليعبدون) في الآية الكريمة ذو دلالة قوية على عمق مأساة الواقع الذي تعيشه الإنسانية،ونحن نشاهد الملايين مشدودة إلى 22 شابًا أو رجلاً يركضون خلف (جِلْدةٍ منفوخة:قطعة كروية من الجلد أو البلاستيك أو المطاط) ليدخلونها في مساحة محدودة بثلاث خشبات:عمودان وعارضة وشبكة،وتتحول المباريات إلى معارك اجتماعية وسياسية وإعلامية،وعندما تهتز الشباك بتأثير الكرة المنفوخة تهتز المدرجات والساحات في عواصم العالم ومدنه ،وتعيش الشعوب نشوة النصر أو آلام الهزائم، وفي حالة الفوز في إدخال الجلدة المنفوخة بين الخشبات الثلاث يرفع من أدخلها إلى مصاف البطال والفاتحين،بينما في حالة الفشل يصل الأمر حدًا يوجه اللوم فيه إلى الشخصيات المسؤولة في الدولة،وتتهاوى الشخصيات وتجري التعديلات وتظهر وجوه وتختفي أخرى.
من بين الألعاب الإلكترونية الخطيرة على الكبار والصغار ما كان يعرف بلعبة الأتاري،وتطورت أخيرًا فأصبحت (بلاي ستيشن أو محطة اللعب) ،ثم تطورت حاليًا إلى الألعاب الحاسوبية بكل أشكالها وأهدافها الظاهرة والخفية،ولنا وقفة مع لعبة الأتاري بتطوراتها لأن لها دورًا في ظهور حالة يمكن أن نطلق عليها اللاموقفية تلعب دورًا خطيرًا في صياغة حياتنا المعاصرة رضينا أم أبيّْنا،علمنا أم لم نعلم.
لعبة الأتاري
الموقف مقياس حقيقي للحكم على الرجال؛لذلك يُقال:الرجال مواقف،أو يُعرف الرجال بالمواقف،والرجولة الحقيقية قوة تُمِدُّ الإنسان بالجرأة في الحق،والشجاعة والثبات على المبدأ، وهي للقادة والزعماء ضرورة لا غنى عنها،وتحت ضغط ظروف استثنائية قاهرة،أو عناصر موقفية لا تتوفر فيها الشروط الموضوعية لمنطق الأشياء تنحرف الشخصية الإنسانية نتيجة لشذوذ مخرجات التجربة الإنسانية عن المألوف،وحينئذ تتغير مخرجات الموقف،ويتغير مفهوم الرجولة،ونصبح أمام مخرجات تجربة تشبه إلى حد كبير العالم الافتراضي الذي تصنعه الرياضيات كما هو الحال في لعبة الأتاري الحاسوبية،التي يتسلى فيها الصغار وأحيانًا الكبار بسلسلة من مواقف اصطناعية يكون دور اللاعب فيها جزءًا إجباريًا لا عمل للعقل أو للإرادة فيه؛لأنه يخضع لقوة مصمم اللعبة،وشروطه التي تقود إما إلى نتيجة تراكمية عالية من الأرقام الرياضية التي تعني الفوز بهدف تكرار التجربة،للاستزادة من الانتصار الوهمي،أو إلى الفشل الذي يقاس بأرقام منخفضة القيمة ينسحب بها اللاعب من الساحة .
لا زلنا في لعبة الأتاري حيث يتطلب الاستمرار في اللعب التزود بداعم رياضي اصطناعي Mathematical Artificial Supporter يذهب إليه اللاعب دون إرادة،وإلا خرج من اللعبة مشيعًا بأصوات استنكارية تزري به،ويكون هذا الداعم أحيانًا بقعة سوداء أو علامات مبهمة تسبح في فراغ الشاشة،و شكلاً افتراضيًّا يظهر فجأة ولكن بحساب؛ليعطي اللاعب قوة وهمية تدفعه للاستمرار حتى نهاية اللعبة التي تنتهي بشعور وهمي بالفوز،تكون وظيفته تفريغ الشحنات النفسية والانفعالية،وبناء معرفة مفرغة المضمون عن الذات وعن الآخرين وعن الكون،معرفة لا تقوم على قواعد المنطق،تتحكم فيها الدوافع والغرائز الأنانية التي تبحث عن إشباع وهمي بمواصفات خارجة عن الشروط العادية للسلوك،وأخطر ما تكون لعبة الأتاري عندما تمارس جماعيًا حيث تصاغ العلاقات الاجتماعية والإنسانية عامة على أسس افتراضية تتصارع فيها الذات مع الآخرين بلا قيم أو معايير أو ضوابط أخلاقية أو أدنى فكرة عن مكونات العمليات الاجتماعية كالتفاعل والتعامل والتبادل الاجتماعي الطبيعي الذي تنمو من خلاله الشخصية نموًا سويًا متوازنًا يوصلها إلى حالة التكامل النفسي،ولا تترك تلك الألعاب الفرصة أمام اللاعبين لإعادة التقييم للسلوك الذي يقود إلى مراجعة النفس،والاقتناع بما وهب الله من الطاقات والمواهب والإمكانات.
اللاموقفية
لعبة الأتاري تصنع حالة من اللاموقفية تنسحب فيها الذات من عالم الواقع إلى عالم الأوهام التي تصنعها الرياضيات الحاسوبية الجديدة منطلقة من نقطة البداية المنطقية ( 0 ، 1) بشروط مصمم اللعبة التي تقدم من خلال قرص مدمج تسللت به مهارة العقول الرياضية إلى الحاسوب ،وفي الحاسوب استوطنت مكونات هذا الجهاز الذي يعيد حاليًا تشكيل ثقافتنا وحياتنا،ويتدخل في طعامنا وشرابنا وتربيتنا لأبنائنا،وفي حالة سلمنا وحربنا،وفي نومنا ويقظتنا ،ويسلب الإنسان يومًا بعد يوم القدرة على صناعة الموقف الطبيعي الذي يربطه ببيئته الطبيعية؛فيصبح كائنًا حياديًا يتعامل معها بجفاء وعدائية تدميرية،ويقوم سلوكه على الانتقائية الانحرافية في تحديد الموضوعات المعرفية والطبيعية الأَوْلى بالرعاية،وتبني ما يرضي الذات المنحرفة(التعبير لا يحمل مدلولاً قيميًّأ) ولو بطريقة انحيازية،وفي هذه الحالة تضعف أو تزول الروابط مع الآخر الذي تحيده الذات الانحرافية (المريضة) التي تختار الآخر المناسب للإشباع لدوافع الأنانية،ولا وجود للروابط الوجدانية الرومانسية أو الواقعية القرابية والجوارية والمجتمعية والوطنية والقومية؛لأن هذه المكونات الإنسانية لا وجود لها في تربية وثقافة مصمم ومنفذ ومنتج ومسوق اللاموقفية في لعبة الأتاري(ليس بالضرورة الأتاري لأن الأدوات تطورت كثيرًا في الوقت الراهن)،وفي كل من يقع في أحابيل التطبيقات الافتراضية لعالم العولمة وما بعد العولمة،سواء في السياسة الميكيافيلية التقليدية أو الصهيونية الإفسادية التي تمتطي حاليًا صهوة جواد أمريكي أسطوري،يحلق في فضاء الكواكب بمقاييس يحاول بها إقناع نفسه وبقية البشر أنها يمكن أن تبني عالمًا لا حاجة فيه إلى القيم والأخلاق والأديان وقيودها البنائية الوظيفية وثوابتها التي تؤكد عليها حاجة الحياة البشرية إليها للاحتفاظ بدرجة مناسبة من الثوابت الضرورية لبناء الحياة واستقرارها ،على الرغم من أن متغيرات واقعه يجعله يفقد المؤسسات التي تؤمن أبسط شروط الحياة الكريمة للملايين من أبنائه،وقد تقطعت به السبل في صراعه مع عدو هلامي من صناعته اسمه(الإرهاب)،وهو بمثابة طواحين الهواء الدون كيشوتية العصرية،تحت شعار:"علينا إنجاز المهمة We should complete the mission. ،ونقتله في عقر داره قبل أن يقتلنا في وطننا"،وفي تخبطه في أوحال الأزمة الاقتصادية المفتعلة تمامًا كما افتعل الصهاينة الخزر خرافة توحُد المنطلقات الدينية اليهودية المادية الصهيوينة العنصرية العدوانية التوسعية مع الأصولية المسيحية دين الكنيسة الكاثوليكية السائرة على إثر بولس (وبندكتوس السادس عشر) وسلسلة التجسيدين الوثنيين المؤلِّهين للإنسان،والمُؤَنِسين للإله الواحد الأحد الفرد الصمد الذي لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد (وليس النصرانية دين المسيح على رسولنا وعليه وعلى أمه الطاهرة البتول أزكى الصلاة وأتم السلام)،ومن قبل أججوا الثورة البلشفية وأقاموا أول مجتمع شيوعي يلغي الأديان السماوية الفاضحة لإفسادهم ،وعندما فرغوا منه تسللوا عبر عالمة الاجتماع الروسية اليهودية رايسا زوجة آخر رئيس سوفييتي وهو ميخائيل جورباتشوف وحللوا أكبر دولة ،وقدموها أجرة أو عربونًا لعصابات المحافظين الجدد لغزو العالم العربي والإسلامي طمعًا في الموارد،وتأمينًا للكيان اليهودي الغريب في فلسطين.
نمط عربي من اللاموقفية
أتاري فلسطيني نموذجي
فريق أوسلو وبعض مكونات المشهد الفلسطيني الحالي وتحت قوى الإحباط وعوامل القصور الذاتي عن الفعل الوطني البناء المناسب للمرحلة الحالية هم في الوقت الراهن بعض مكونات لعبة أتاري تقوم بدورها في صنع اللاموقفية الافتراضية؛كي يتلهى بها الصهاينة في عمليات بناء الدولة اليهودية (يهودية الدولة الصهيوينة) التي ابتكروا لها أداة بسيطة لا تكلف شيئًا وهي ملهاة السلام المستحيل الذي لا يوجد في أي عقل صهيوني إفسادي أي خلية تهتم به،وكلما اقتربت اللعبة من النهاية دون التوصل إلى النتيجة التي رسمتها الرياضيات الأمريكية الصهيونية الانحرافية ضغطوا على محرك الداعم في (الريموت كنترول) أو في مفاتيح الحاسب الآلي وحينئذ يقفز هذا الفريق في رحلة أتارية متعطشًا إلى مدد الداعمين المسوقين للوطن الفلسطيني بمبادرة السلام العربية ومشاريع أوباما المنضبط مع الإيباك والمحافظين الجدد،المرهون لقوى الأزمة المالية الطاحنة في أكبر اقتصاد للدولة التي تحكم العالم،وقوى الفوضى الخلاقة التي تنشر الفساد والخوف والاضطراب في المنطقة حاليًا،ويدور المكون الرئيس في لعبة الأتاري باحثًا عن مواقف توريطية يشعر معها بالتجانس الكاذب مع عناصر كمبيوترية رياضية منصوبة هنا وهناك،لكن الفرق بينه وبينها أنها متوطنة تستفيد من عناصر المكان وبعض دلالات الزمان،وتجرب تشكيل مواقف أقرب إلى الطبيعية،ويسير المكون الأتاري الأسلوي في الفراغ الحاسوبي الرياضي الافتراضي متجولاً هنا وهناك على الشاشة الفضية العربية الصغيرة في مساحة الحرية التي تنسجم مع وظيفته كمندوب مبيعات لمبادرة السلام التي ولدت ميتة وختم شهادة وفاتها نتنياهو في خطابه الذي أحبط جمهور المنتظرين، والغريب أن فريق أوسلو يمثلون حاليًا دور لاعب حقيقي يتحكم ولو صوريًا في جزء من اللعبة،وهو في الحقيقة مجرد بقعة هلامية سوداء تسبح في فراغ الشاشة في لعبة رياضية افتراضية تتناقض مع كل شروط السنن التي يُدار بها الكون ،وتجري وفقها الأمور على خطوط حقيقية واقعية مقدرة تنتج الفعل ،وتسهم في بناء الواقع بمقاييسه وشروطه المتفقة مع المنهج القويم.
تطبيق لاموقفي صارخ على مسرح جنيف وما بعده 2 /10/2009م
من الصعب فهم الموقف الذي صاغه عباس في الفراغ الهلامي الذي يتحكم في حركته وحركة جواسيس أوسلو في الفصل الجديد من قصة الغراب الأبيض التي مثلوها على مسرح جنيف،ولكن ما يمكن قوله أن هذا الفعل الذي خرج فيه عباس عن النص لا رغبة في التحرر،بل زيادة في الانصياع لأوامر أوحت بها نزوة جامحة من نزوات اللاعب اليهودي الصهيوني المتحكم في القرار الأمريكي،ولم يشأ عباس وخلايا الجواسيس والسماسرة التي تستجيب للأوامر الصهيونية بطريقة أسرع من حركة (Klick )حاسوبية أو محرك لعبة التاري الذي غرسه زورًا في جسم الشعب الفلسطيني،ورفعته خصائص الدونية فيه وفيمن حوله من دائرة الجواسيس والسماسرة ليصبحوا شهود زور على أحط مرحلة نضالية في تاريخ الشعوب،فيها تهون دماء الشهداء،ويطابقون بين أنفسهم وبين اللاعب الصهيوني في صناعة الفعل الانحرافي الحقيقي الذي يخلدهم كأحط نماذج للسقوط القيمي.
وبعد هذا التاريخ وعلى مدى الأيام التالية،وحتى هذه الساعة،لا نزال نعيش مهازل اللاموقفية الأتارية التي يمثلها محمود عباس وفريق أوسلو المشؤومة والداعمون له،وهدفهم نشر اليأس،وتثبيت الوهن في الأمة،والوصول إلى اللحظة التي تجد فيها الجماهير أنه من المستساغ والمقبول التطبيع مع اليهود الغزاة المحتلين؛ليصبحوا جزءًا عضويًا ولو كان إفساديًا عدوانيًا في جسد الأمة الرافض له حتى هذه الساعة.
إن من أهم معالم هذه المرحلة من الصراع مع العدو اليهودي الصهيوني وحلفائه تضاؤل حجم وصورة اللاموقفيين في المحيط الذي يدور فيه الصراع بين الأمة وعدوها ونقيضها،
فصل جديد من اللاموقفية :رحلة الساحر
جورج ميتشيل ساحر دبلوماسي معرفي بكل ما تحمله الكلمة من معنى،في كل مرة يعود فيها إلى المنطقة تعود معه محركات لعبة الأتاري بصيغ جديدة تسابق التقدم الهائل في مخترعات ألعاب العالم الافتراضي الذي دخل مرحلة (3 xBox) في آخر صيغة لها،وتمامًا كصاحب (صندوق العجب)التقليدي الذي كان يحمله على كتفه يدور به على القرى والأحياء يعرض مهارته وحيله في تسلية الناس ليكسب من وراء ذلك عيشه ،يتنقل الساحر جورج ميتشيل بين القدس ورام الله وبعض العواصم إن لزم الأمر ليرتب الوقفات والابتسامات أمام الكاميرات ومروجي الأخبار،وخلفه الأعلام الرمزية لتأكيد ثبات الموقف الذي يعمل على غرسه ليصبح واقعًا يرمي وراءه كل ثقافة الوطن الذي باعه محمود عباس وسماسرة أوسلو اللعينة،وفي رام الله تعبث أصابع ميتشيل وضحكاته الماكرة المستهترة بأعصاب محمود عباس وسلام فياض وصائب عريقات،ومجموعات جواسيس وسماسرة أوسلو،وتستهتر بكل منظومات الفعل الانحرافي فيما يعرف بالأجهزة الأمنية من عملاء وصنائع دايتون،وكلما استجمع جورج ميتشيل مكونات موقف هلامي تمييعي زائف تسلل إلى المسرح يلمس بقع الهلام السابح في فضائه ،لشحن الشخصيات الوهمية بشحنة من الاستمرار ،ويوهمها بصناعة فعل تنتشي فيه بفوز وهمي اسمه الدولة الفلسطينية عام 2011م يقومون حاليًا بتسجيل الأرقام القياسية في الإنجاز التعويضي الزائف:المسخن والكنافة والمقلوبة والدبكة وأكبر سندوتش وأكبر قدر مفتول وأطيب صينية بطاطا بالطحينة،وأضخم كعكة عيد ميلاد،وغدًا أو بعد غد أطول طبور دبكة،وأكبر قرص فلافل،وبعد أن ينالوا أكبر عدد من الشهادات لن يجدوا ما ينتظرهم إلا أكبر سجل للعار والخزي الأبدي وأنجس صفقة بيع لأجمل وطن،وأدنس سيرة لجاسوس عمَّر طويلاً أكثر بكثير مما كان ينتظر اليهود الذين زرعوه زورًا في خلايا جسم الشعب وفرضته أمريكا على أمة كاملة غافلة متواكلة ،جاسوس أسس لمدرسة كاملة في العمالة والكيد للشعب الذي عجن تراب وطنه بدماء شهدائه.
وبما أننا نرصد تطور حالة اللاموقفية على الساحة الفلسطينية فجدير بنا أن نذكر مهزلة المفاوضات المباشرة وغير المباشرة،ثم المباشرة،وعملية التلاعب بالألفاظ التي يوجهها جورج ميتشيل (ذلك الشيطان)القادم لكتابة آخر فصل من فصول صفقة بيع وطننا،وعلينا أن نتذكر دائمًا حقيقة لا يقوى هذا الشيطان وكل أعوانه من شياطين الإنس والجن ،وكل المتحمسين لمشروعه،هذه الحقيقة تؤكد أن الصراع مع هؤلاء الغزاة اليهود الصهاينة الأغراب لن يحسمه البشر مهما أوتوا من فنون الكيد،بل إنه صراع محسوم منذ بدء الخليقة في اللوح المحفوظ في العلم اللدني،بأن المسلمين سيقاتلون اليهود،وأن المكر اليهودي،ومظاهر الإفسادي في هذا العنصر سوف تتعاظم بحيث يأمر الله الشجر والحجر (مطلق أفراد هذين النوعين من المخلوقات ما عدا شجر الغرقد فإنه شجر اليهود)بأن ينطقا ويكشفا ستر هؤلاء اليهود الإفساديين المفسدين فيخبرا عن وجود اليهود المحتميين بهما،ويأتي ذلك في سياق أحداث الملحمة الكبرى،وهذا من شأنه أن يزيد المؤمنين المجاهدين الصادقين قوة ويقينًا بحتمية النصر والظهور والقضاء على هؤلاء المفسدين الإفساديين،وسوف تحدد شروط الموقفية واللاموقفية مصير ومآل كل طرف من أطراف المعادلة الوجودية في الصراع النهائي مع هؤلاء اليهود،وسوف تكون للمعرفة قيمة متعالية ودور حيوي في تحديد نتائج هذا الصراع الوجودي.
والساحر ميتشيل موجود حاليًا في بؤرة جواسيس رام الله يحاول تثبيت أدوار اللاموقفين من الجواسيس والسماسرة والعملاء الخونة لكي يستكملوا إجراءات بيع ما تبقى من الوطن تحت غطاء أكذوبة الدولة الفلسطينية المستقلة،فيستمرون في المفاوضات والزحف الصهيوني التوسعي يلتهم الرض ويهدم البيوت ،ويهجر الشعب ،ويجعل حياة الناس مستحيلة،ولكي يواصلوا عمليات الاعتقال والتنسيق الأمني مع اليهود(وآخر ما تفتقت عنه العقلية الإفسادية اليهودية الإجرامية صدور حكم على الطفل كرم خالد دعنا(13سنة)ومنعه من الحياة في ظل أسرته حتى انتهاء الإجراءات ضده في الخليل وطرده ليعيش مع عمه).
الخروج من اللاموقفية
يوجد مستويان من العوامل التي تحدد مصير اللاموقفية:عوامل موضوعية واقعية عملية على مستوى الأداء البنائي الوظيفي للوسط الفيزيائي والإنساني،وعوامل ثقافية تنتمي إلى منظومة السنن الإلهية التي تحكم الظواهر الكونية (الطبيعية والاجتماعية).وعندما تكون اللاموقفية سمة غالبة على السلوك الفردي والجمعي فإن التعامل النموذجي في مواجهتها من الأطراف الأخرى الداخلة في المجال السلوكي هو التشدد في تبني المواقف المعززة للشخصية الفردية والجمعية بإعلاء مستوى الأداء التفاعلي الذي يحيّد اللاموقفيين العابثين،ويعزلهم ويفضحهم،ويمعن في الكيد لهم،وابتكار المزيد من الخيارات العلمية والتطبيقية الواقعية التي تتصف بدرجة عالية من المصداقية مع الذات،ومع المجال الإنساني والفيزيائي،والارتفاع بمستوى القيم والأداء والإنجاز مهما كانت مكونات وغايات الموقف الطبيعي والصناعي التمثيلي،وفي نفس الوقت تعمل الفئات الموقفية على زيادة اغتراب اللاموقفيين وتحييدهم بشكل مقصود،إن اللاموقفية ظاهرة عبثية سطحية الجذور،تفتقر إلى الانتماء الحق في المجال الذي تظهر فيه،وهي كأي ظواهر انتهازية يصيبها حالة من الانطفاء الذاتي والموضوعي نتيجة لافتقارها إلى صفة الثبات والدوام،ولا يبقى في النهاية إلا ما اتفق مع المنهج الإلهي في الكون والحياة،هذا ميزان العدل،وأسباب نجاح البناء في كل تجربة إنسانية،سنن لا تحيد من فعل العلاقات السببية ( أ ينتج ب) أو ( أ1+أ2+أ3+ أ ........... يُنتج ب +ب1+ب2+ ب3..... )
والمطلوب من الصنَّاع الحقيقيين للفعل الفردي والجمعي في أرض الوطن من حركة حماس والمنظمات الجهادية الصادقة الأخرى على الساحة الفلسطينية ،ومن كل الشعب الفلسطيني في الداخل والخارج،الشعب الواعي المتابع لتطورات المرحلة الراهنة التي عاد فيها جورج ميتشل ليحرك البقع الهلامية على شاسة المنطقة العربية،عليهم أن يكونوا في منتهى الحسم والحزم واليقظة،يجب ألا يذهبوا للتوقيع على اتفاقية ما يطلقون عليه التصالح والوفاق الفلسطيني تحت أي ظرف من الظروف مهما كانت النتائج،ومهما كانت الضغوط،فلن يصيبهم من الضرر والآلام أكثر مما أصابهم عندما أغارت ستون طائرة صهيونية ظهيرة يوم السبت 27/12/2008م فقطعت أشلاء 350 من أبطال الوطن،ومزقتهم وحولتهم إلى أشلاء،ولا ما كابدوه طوال معركة العزة في غزة،نحن نذكركم في هذه اللحظة،الوطن يناديكم،مسرى نبيكم يدعوكم،تراب أرضنا وسماؤها وبحرها وبرها والأجنة في بطون الحرائر،والأسود في المعتقلات اليهودية ينادونكم،نحن نعيش معكم بقلوبنا وأرواحنا وعقولنا ندعوكم وننصحكم: لا تتصالحوا مع الخونة والجواسيس والعملاء والسماسرة،أسقطوا الأقنعة عن وجوههم بشجاعة،دوسوا على سلطة أوسلو ومواثيقها بأقدامكم،أسقطوا الشرعية المزيفة بكل صراحة وصرامة ووضوح عن سلطة أوسلو العميلة ورموز الخيانة والتآمر الذين دمروا قضيتنا،وباعوا وطننا،وفتتوا وحدتنا،وفتنوا شعبنا،ولا تأخذكم في الحق لومة لائم،ما الذي تخافون عليه بعد ما فعله أكبر جاسوس لم يبقِ من مفاسد الفعل والقول إلا واقترفه في حق الوطن والشعب والأمة،ولا يغرنكم أن هناك من يدعمه،وأقسم لكم أنهم يسخرون منه ومن أمثاله من الخونة والجواسيس،إنهم يحمون بلادهم ببيع وطنكم لليهود المسيطرين على مقدرات الأمور في أكبر قلعة للظلم والتجبر والاستبداد.
(...كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنْفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الْأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ ) (الرعد 17)
(... والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون .) (يوسف 21)
دكتور أحمد محمد المزعنن


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.