السلطات الاسبانية ترفض رسوّ سفينة تحمل أسلحة إلى الكيان الصهيوني    عاجل: لأول مرة: تونس تصل المرتبة الثانية ضمن التصنيف الدولي للبيزبول    الديبلوماسي عبد الله العبيدي يعلق على تحفظ تونس خلال القمة العربية    في ملتقى روسي بصالون الفلاحة بصفاقس ...عرض للقدرات الروسية في مجال الصناعات والمعدات الفلاحية    يوميات المقاومة .. هجمات مكثفة كبّدت الاحتلال خسائر فادحة ...عمليات بطولية للمقاومة    فتحت ضدّه 3 أبحاث تحقيقية .. إيداع المحامي المهدي زقروبة... السجن    المنستير .. المؤبّد لقاتلة صديقها السابق خنقا    ارتفاع عجز الميزان الطاقي    رفض وجود جمعيات مرتهنة لقوى خارجية ...قيس سعيّد : سيادة تونس خط أحمر    دخول مجاني للمتاحف والمواقع الأثرية    دغفوس: متحوّر "فليرت" لا يمثل خطورة    وزارة الفلاحة توجه نداء هام الفلاحين..    العدل الدولية تنظر في إجراءات إضافية ضد إسرائيل بطلب من جنوب أفريقيا    تعزيز نسيج الشركات الصغرى والمتوسطة في مجال الطاقات المتجددة يساهم في تسريع تحقيق أهداف الاستراتيجية الوطنية للانتقال الطاقي قبل موفى 2030    كاس تونس - تعيينات حكام مباريات الدور ثمن النهائي    الترفيع في عدد الجماهير المسموح لها بحضور مباراة الترجي والاهلي الى 34 الف مشجعا    جلسة بين وزير الرياضة ورئيس الهيئة التسييرية للنادي الإفريقي    فيفا يدرس السماح بإقامة مباريات البطولات المحلية في الخارج    إمضاء اتّفاقية تعبئة قرض مجمع بالعملة لدى 16 مؤسسة بنكية محلية    وكالة (وات) في عرض "المتوسط" مع الحرس .. الموج هادر .. المهاجرون بالمئات .. و"الوضع تحت السيطرة" (ريبورتاج)    طقس الليلة    سوسة: الحكم بسجن 50 مهاجرا غير نظامي من افريقيا جنوب الصحراء مدة 8 اشهر نافذة    القيروان: إنقاذ طفل إثر سقوطه في بئر عمقها حوالي 18 مترا    تأمين الامتحانات الوطنية محور جلسة عمل بين وزارتي الداخليّة والتربية    صفاقس: هدوء يسود معتمدية العامرة البارحة بعد إشتباكات بين مهاجرين غير نظاميين من دول جنوب الصحراء    باجة: باحثون في التراث يؤكدون ان التشريعات وحدها لا تكفي للمحافظة علي الموروث الاثري للجهة    توزر: تظاهرة احتفالية تستعرض إبداعات أطفال الكتاتيب في مختتم السنة التربوية للكتاتيب بالجهة    وزارة الثقافة تنعى المطربة سلمى سعادة    صفاقس تستعدّ للدورة 44 لمهرجانها الصيفي    توقيع مذكرة تفاهم بين تونس وسلطنة عمان في مجال التنمية الاجتماعية    جندوبة: وزير الفلاحة يُدشن مشروع تعلية سد بوهرتمة    تونس تسجل رسميا تحفظها على ما ورد في الوثائق الصادرة عن قمة البحرين بخصوص القضية الفلسطينية    "فيفا" يقترح فرض عقوبات إلزامية ضد العنصرية تشمل خسارة مباريات    هل سيقاطعون التونسيون أضحية العيد هذه السنة ؟    عاجل: "قمة البحرين" تُطالب بنشر قوات حفظ السلام في فلسطين..    106 أيام توريد..مخزون تونس من العملة الصعبة    اليوم : انطلاق الاختبارات التطبيقية للدورة الرئيسية لتلاميذ الباكالوريا    ناجي الجويني يكشف عن التركيبة الجديدة للإدارة الوطنية للتحكيم    سوسة: الإطاحة بوفاق إجرامي تعمّد التهجّم على مقهى بغاية السلب باستعمال أسلحة بيضاء    قيس سعيد يُؤكّد القبض على محام بتهمة المشاركة في وفاق إرهابي وتبييض أموال    المعهد الوطني للإحصاء: انخفاض نسبة البطالة إلى حدود 16,2 بالمائة    سيدي بوزيد: انطلاق الدورة 19 من مهرجان السياحة الثقافية والفنون التراثية ببئر الحفي    رئيس الجمهورية يبحث مع رئيس الحكومة سير العمل الحكومي    عاجل: متحوّر كورونا جديد يهدّد العالم وهؤلاء المستهدفون    ظهورالمتحور الجديد لكورونا ''فيلرت '' ما القصة ؟    محمد بوحوش يكتب...أدب الاعتراف؟    الأيام الرومانية بالجم . .ورشات وفنون تشكيلة وندوات فكرية    الخُطوط التُونسية في ليبيا تتكبد خسائر وتوقف رحلاتها.    زلزال بقوة 5.2 درجات يضرب هذه المنطقة..    بطولة اسبانيا : أتليتيكو يهزم خيتافي ويحسم التأهل لرابطة الأبطال الاوروبية    إصدارات.. الإلحاد في الفكر العربي الإسلامي: نبش في تاريخية التكفير    استشهاد 3 فلسطينيين بنيران جيش الاحتلال في الضفة الغربية    أمراض القلب والجلطات الدماغية من ابرز أسباب الوفاة في تونس سنة 2021    أكثر من 3 آلاف رخصة لترويج الأدوية الجنيسة في تونس    مفتي الجمهورية... «الأضحية هي شعيرة يجب احترامها، لكنّها مرتبطة بشرط الاستطاعة»    مفتي الجمهورية : "أضحية العيد سنة مؤكدة لكنها مرتبطة بشرط الاستطاعة"    عاجل: سليم الرياحي على موعد مع التونسيين    لتعديل الأخطاء الشائعة في اللغة العربية على لسان العامة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



أمريكا تريد والله فعّال لما يريد ... الحلقة الخامسة : تأليف: د .عبد الحي زلوم
نشر في الفجر نيوز يوم 12 - 11 - 2010


أمريكا تريد والله فعّال لما يريد… الحلقة الرابعة
أمريكا تريد والله فعّال لما يريد ... الحلقة الثالثة
أمريكا تريد والله فعّال لما يريد ... الحلقة الثانية
أمريكا تريد والله فعّال لما يريد ... الحلقة الأولى
في كتابنا “نذر العولمة” الذي صدر سنة 1998 تساءلنا “هل يستطيع العالم أن يقول لا للرأسمالية المعلومالية” . في هذا الكتاب نبين أن العالم قد قال لا بالقلم العريض . الأزمات الاقتصادية المتعاقبة، والعولمة، وأدواتها المالية كالمشتقات المالية اعتمدت على مبدأ أن هناك أحمق يولد كل دقيقة، أما العولمة فاعتمدت على مبدأ أن العالم قد أصبح مسرحاً للتفتيش عن هؤلاء الحمقى، وقد وجدوهم في كل مكان . قال صمويل هنتغتنون “لم يربح
لغرب العالم بسبب تفوق أفكاره أو قيمه أو ديانته، وإنما ربحه بسبب تفوّقه في استعماله للعنف المنظم، والغربيون غالباً ما ينسون هذه الحقيقة، أما غير الغربيين فلا ينسونها أبداً” . الأزمة الاقتصادية الاخيرة وحروب الإرهاب الغربي في العالم الإسلامي مباشرة أو عن طريق الوكلاء كما في فلسطين والعراق وأفغانستان وباكستان وغيرها، هي مسامير في نعش المشروع الامبراطوري الأمريكي الذي جعل من “العولمة” حصان طروادته .
تحالف بين وول ستريت والبنتاغون لإخضاع المسلمين لنظام العولمة
طبقاً لاثنين على الأقل من استراتيجيي الولايات المتحدة العسكريين النافذين؛ فإن احتلال العراق: “لم يكن من أجل تسوية حسابات قديمة أو من أجل فرض نزع سلاح قررته الأمم المتحدة، بل بدلاً من ذلك، كان أول تطبيق لاستراتيجية إدارة بوش في الحرب الاستباقية الإجهاضية، وكان نقطة فاصلة في التاريخ، وهي اللحظة التي قررت فيها واشنطن الامتلاك الحقيقي لاستراتيجية الأمن في عصر العولمة” .
هكذا كتب ثوماس بي إم بارنت باحث أول سابق في الاستراتيجية، وأستاذ كلية الحرب البحرية للولايات المتحدة، وهنري إتش جافني- قاد فريق بمركز الدراسات الاستراتيجية في هيئة البحوث المستقلة مؤسسة ءخ ، وذلك في مقالة بمجلة المسؤول العسكري في مايو/أيار ،2003 وكان عنوان المقالة “استراتيجية التصرف عالمياً” . ويوصيان بأن على الولايات المتحدة “أن تتوقع الإسهام بحصة الاسد من الجهد الأمني لتطبيق العولمة لأننا سنكون من سيتمتع بفوائدها بصورة تفوق ما قدمنا” .
بعد مرور عشر سنوات على تأليفي كتابي عن العولمة، أصوغ الآن تعريفي الخاص لها: “العولمة هي العملية التي تحوّل الإمبراطورية الأمريكية بوساطتها، الدول القومية إلى جمهوريات موز في خدمة الإمبراطورية، مستخدمة بذلك، وحيث يمكن - مؤسسات عالمية (صندوق النقد الدولي، ومنظمة التجارة العالمية، البنك الدولي والأمم المتحدة)، والقوة العسكرية عندما تقرر الإمبراطورية وحدها لزوم ذلك” .
وهكذا، وحيث إن الولايات المتحدة تجد أن العولمة الاقتصادية تعمل لمصلحتها، وحيث إنها، أي الولايات المتحدة، مسؤولة عن نصف الإنفاق العالمي على التسلح، والقواعد العسكرية، والوجود البحري، والحروب، فإن المؤلفين ينوهان بأن الاستراتيجية الأمريكية للقرن الحادي والعشرين يجب أن تكون “استيراد الاستهلاك وتصدير الأمن” أي، تصدير الحروب .
ويقسم بارنت وجافني العالم إلى بلدانٍ ترغب في الاصطفاف إلى جانب قوانين العولمة كما وضعتها البنتاغون ووول ستريت “النواة العاملة”، وأولئك الذين لا يقبلون قوانين العولمة، بسبب من التصلب السياسي أو الثقافي وهم “الفجوة غير القابلة للاندماج”، ويقع العالم المسلم في الصنف الأخير، بينما يسمون الصين والهند وجنوب شرق آسيا “النواة الجديدة”، حيث إن هذه البلدان لديها قابلية التواصل والارتباط مع العولمة، بينما تشكل الولايات المتحدة وأوروبا واليابان “النواة القديمة” . ويجادل المؤلفان بأن على الولايات المتحدة - بصفتها إداري العولمة - أن تؤمّن تحقق “التدفقات” الأربعة التالية بشكلٍ متزامن، حيث إن تعطل أي واحدةٍ منها سيلحق ضرراً بالأخريات، ويؤدي إلى تعطيل العولمة .
التدفق الأمني
وطبقاً لجافني وبارنيت، فإن المناطق الرئيسة لتدخلات الولايات المتحدة العسكرية، في النصف الأول من القرن الحادي والعشرين، ستكون أواسط وجنوب غرب آسيا، ولكل النوايا والمقاصد فإن هذه المناطق هي العالم الإسلامي . إنهم يكتبون أن على الولايات المتحدة أن “تصدر الأمن” إلى هذه البلدان، وبذلك إنما يعنون، قواعد عسكرية، زيادة الوجود البحري، أنشطة الرد على الأزمات، والتدريب العسكري . وفي معادلة العولمة حسب الولايات المتحدة، والتي عرفت بأنها “تصدير الأمن واستيراد الاستهلاك”، فإن السلعة التي ينبغي استيرادها هي النفط، أما تلك الواجبة التصدير فهي الحرب، وبالإضافة إلى ذلك، يقول المؤلفان، وحيث إن النزاع بين البلدان الإسلامية والولايات هو طويل الأمد “فإن من الأجدر بالولايات المتحدة أن تقيم قواعد عسكرية دائمة في العراق” . وكما يقول المؤلفان، فإن بعض قواعد الولايات المتحدة العسكرية في اليابان وألمانيا قد أقيمت قبل 60 عاماً مضت، وما زالت هناك . كتب المؤلفان: “إلى متى ستبقى قوات الولايات المتحدة في العراق وفي بلدان أخرى من بلاد الفجوة؟ إن الجواب الضمني هو، إلى الأبد . وهنا أصل إلى نقطتي النهائية حول هذه الإدارة، وحول كل من يتبعها، للتحدث بصراحة مع الجمهور الأمريكي، لن نغادر الفجوة أبداً، ولن نعيد أبناءنا إلى الوطن” .
إن ما تسميه الولايات المتحدة انسحاباً لسنة 2010 هو انسحاب على الطريقة اليابانية والألمانية، حيث تبقى القواعد العسكرية الضخمة تستعملها كما تشاء وحيث “حلفاء” محليون يتولون تنفيذ سياساتها عوضاً عن العسكر الأمريكان .
إن الكثير من المحافظين الجدد الأمريكان، سعداء بسياسة آرييل شارون المقترحة حول جدار فاصل بين “إسرائيل” وفلسطين من طراز “جدار برلين”، رغماً عن إعلان عدم قانونية الجدار من قبل محكمة العدل الدولية والأمم المتحدة، والكثيرون من مجموعة النخبة هذه يبدون غير مكترثين بعمليات القتل “الإسرائيلية” من دون محاكمة (الاغتيالات المستهدفة)، ويشعرون بأن العالم والولايات المتحدة، كما يبين بارنت وجافني، “عليهما الانتظار محتملين جيلين أو أكثر قليلاً من الغضب الفلسطيني، قبل أن يتم في النهاية شراؤهم بمساعدات اقتصادية “محرزة” من “النواة”، ويخفض الفلسطينيون حجم أسرهم، فيما يحققون شيئاً من قابلية النماء الاقتصادي . “وحيث إن الشيوعية قد ماتت كقوة حقيقية، فيستبعد المؤلفان “حروب قوى عظمى”، ولكنهما يريان ضرورياً في المستقبل المنظور تصدير “الأمن والحروب” إلى المناطق الإسلامية في جنوب غرب آسيا ووسطها، بوصفها أكثر مهام الأمن العالمي (الأمريكية) جدية، ونحن نشهد البداية لمحاولة توحيد طويلة الأمد هناك . محاولة ستنافس في النهاية مجهود “الحرب البارده” في أوروبا، من حيث “مركزيتها الاستراتيجية” .
ولتحقيق هذا العنصر من مستلزمات العولمة فإن الولايات المتحدة اليوم تقيم 900 قاعدة عسكرية حول العالم . كما أن لها تحالفات وحروباً مع 75 دولة حول العالم أيضاً، خصوصاً في البلدان النفطية والمسلمة في أكثرها أو في بلدان خطوط إمدادات النفط . وقد جاء في نبأ للاسوشيتد برس أن البنتاغون تصرف مبلغ 7 .4 مليار دولار لتسويق حملاتها وبرامجها العسكرية داخل الولايات المتحدة، في عملية غسل دماغ مبرمجة موجهة إلى أغلبية الأمريكيين المشغولين بلقمة عيشهم .
تدفق النفط
بما أن مجال الأعمال الأمريكي الرئيس سيكون تصدير الأمن بدلاً من المنتجات الاستهلاكية، فإن الطلب الأمريكي على النفط سيزداد ببطء في العقود القادمة، بينما الصين والهند، واللتان تصنعان الآن “الاستهلاك” الذي تستورده الولايات المتحدة، فسيضاعفان استهلاكهما من النفط؛ وبموجب دورها كإداري العولمة، وقوة العالم الشرطية، فإن على الولايات المتحدة أن تحكم تدفق النفط الشرق أوسطي إلى أصدقائها وأعدائها، وعندما نوقشت مخاطر - تحويل اليابان لبلد صناعي - بعد الحرب العالمية الثانية، جادل جورج كينان، مهندس سياسات الاحتواء للحرب الباردة، بأنه يمكن لليابان أن تصنع نفسها كما تشاء، طالما بقيت صمامات إغلاق النفط عن صناعاتها في أيدٍ أمريكية، وبالمثل، فإن الصين والهند - أسرع اقتصادين ناميين في العالم - يمكنهما التصنيع حسبما ترغبان، طالما تحكم أمريكا تدفق النفط إليهما، وطالما أن الأمريكان يحرسون منافذ وصولهم إلى الصمامات، عبر العديد من القواعد العسكرية والمراكز البحرية الموجودة الآن في البلدان الإسلامية المنتجة للنفط .
وتصدر الصين الآن الكثير من المنتجات إلى الولايات المتحدة، حيث يدفع لها بالدولار . وستتكدس المليارات من الفوائض التجارية السنوية، وطالما أن هذه المليارات تعود إلى الولايات المتحدة بشكلٍ أو آخر (مثل سندات خزينة الولايات المتحدة)، “لا يوجد الكثير مما يوجب علينا التذمر في هذه الصفقة، والتي هي كناية عن مبادلة قطع ورقية ببضائع حقيقية” .
ومع نمو الاستعمال للمنتجات النفطية والبترولية في الصين والهند، فإن مركز الطلب عليها سينتقل خلال السنوات العشرين القادمة من أمريكا الشمالية إلى آسيا، وطبقاً لإدارة الطاقة في الولايات المتحدة، فإنه بحلول العام ،2020 ستشتري آسيا ثلثي نفط الشرق الأوسط من الخليج، وسيكون ذلك معادلاً ل80% من واردات آسيا من النفط .
وأي تعطيل لتدفق النفط من الشرق الأوسط سيلحق الضرر بعمليات ومناهج العولمة السياسية والاقتصادية، والولايات المتحدة بوصفها إداري العولمة، الذي نصب نفسه ذاتياً سيذهب إلى أبعد مدى لضمان استمرارية استغلاله لموارد العالم البشرية والمادية لمصلحته، وبشكل غير عادل ولا يتناسب مع ما يقدم . ولن يتوقف عند احتلاله للعراق، وكما رأينا، فإن الحرب في أفغانستان قد شنت لتأمين نفط بحر قزوين، ومسارات خطوط أنابيب النفط عبر أفغانستان ومختلف جمهوريات الاتحاد السوفييتي السابق، إلى موانئ على المتوسط وبعد 11 أيلول تم إنشاء عدد من القواعد العسكرية في هذه البلدان .
تدفق الاستثمارات
ولأجل أن تكون العولمة فاعلة، فلا بد لتدفق الاستثمارات المباشرة - من متمولي الولايات المتحدة وأوروبا - من أن يكون مضموناً . إذ تحتاج اقتصادات “النواة الآسيوية الجديدة” المتضخمة، إلى قرابة 2 تريليون دولار بحلول عام ،2020 ولذلك فإنها ستعتمد في تنميتها الاقتصادية على التمويل الذي يقدمه بارونات مال أمريكا وأوروبا، كما ستعتمد على النفط المسيطر عليه من الولايات المتحدة، وهذان العاملان يعطيانها ثقلاً وأرجحية كافية، لضمان إعادة تدوير فوائض الدولارات التي اكتسبتها اقتصادات أقطار “النواة الجديدة”، إلى الولايات المتحدة لتمويل ديونها وعجوزاتها السيادية .
تدفق العمال
يحتاج تدفق العمال من “الفجوة” إلى “النواة القديمة” (اقتصادات الولايات المتحدة، وأوروبا، واليابان) إلى أن يصبح سيلاً، إذ تشير تقديرات الأمم المتحدة الحالية إلى أنه في حدود عام ،2050 ستنخفض نسبة العاملين إلى المتقاعدين بشكل ملموس في بلاد “النواة”، مالم يتم استيراد الشبيبة من بلدان “الفجوة”، إذ ستحتاج اليابان إلى أكثر من نصف مليون مهاجر في السنة، للمحافظة على قوتها العاملة الحالية، كما ستحتاج أوروبا إلى زيادة تدفق الهجرة الحالية 500 في المئة . وبينما ستتراجع نسبة العاملين إلى المتقاعدين في الاقتصادات المتقدمة من نسبة 1:5 إلى نسبة 1:،2 فإن هذه النسبة ستكون 1:10 في البلدان الاسلامية . ومن دون تدفق من بلدان “الفجوة إلى بلدان “النواة”، فإن الاكتظاظ السكاني في بلدان “الفجوة” المتدنية الأداء (اقتصادياً)، سيقود إلى أوضاع متفجرة، في حين سيؤدي النقص السكاني في بلدان “النواة” إلى نقص في العمالة، يقود إلى تراجع اقتصادي . ولكن تدفق العمالة يجب أن ينظم كما يقول بارنت وجافني، ويقترحان عدم منح العمالة المؤقتة حقوق المواطنة أو الإقامة الدائمة . ويخلص المؤلفان إلى أنه بينما كانت سياسة الولايات المتحدة أثناء الحرب الباردة هي سياسة الاحتواء، ففي عصر العولمة الأمريكي الجديد لم يعد بكاف احتواء العالم الإسلامي، ولا بدّ له من أن يتقلص . وكان تفكير كيسنجر أن ردّ فعل الولايات المتحدة على 11/،9 يجب أن يشابه الطريقة التي ردت بها على بيرل هاربر . وقال إنه يأمل لرد الولايات المتحدة “أن ينتهي بالطريقة نفسها التي انتهى بها الهجوم على بيرل هاربر بتدمير النظام المسؤول عنه”، كما نوّه الكثيرون من مشاركيه . وهكذا فإن كيسنجر كان يشجع الحرب ضد الإسلام بمصطلحات لا مواربة فيها، وهكذا تم الإعلان عن حرب الحضارات، مع كون الإسلام المستهدف الأول فيها .
ويضع بارنت وجافني سيناريو مستقبلياً مقنعاً بقولهم: “إذا كانت العولمة تؤدي إما إلى التسبب في خسارة بلد ما، أو إلى رفضه الكثير من مكونات التدفقات المرتبطة بتقدمها، فإن هناك احتمالات تكاد تكون مرجحة بأن الأمر سينتهي بالولايات المتحدة- عند نقطة ما- لإرسال قواتها العسكرية” .
وبعيداً عن الأهمية الاستراتيجية، الجغرافية، والجيوبوليتيكية، والجيولوجية (النفط)، فإن سبباً آخر لغزو العراق كان رفضه “الارتباط” بالعولمة، حيث إنه حافظ على اقتصاد مسيطر عليه حكومياً، والذي سرعان ما جرى اقتلاعه وتفكيكه كواحد من أول الإجراءات المتخذة بعد الاحتلال، وكان أن تمت الاستعاضة عنه، تماماً كما حصل في روسيا، بالمافيا الرأسمالية .
خارطة عالمية جديدة؟
في عام 2004 نشر بارنت كتابه “خريطة جديدة: الحرب والسلام في القرن الحادي والعشرين”، والذي أصبح واحداً من أكثر الكتب مبيعاً . وينعكس تقسيم بارنت للعالم إلى بلدان “الفجوة” وبلدان “النواة” في كتابه هذا، وتتضمن بلدان “الفجوة” في هذه الخريطة، وكما رأينا، معظم العالم الإسلامي، بالإضافة إلى قلة من بلدان أمريكا الجنوبية، ذات الأغلبية السكانية الكاثوليكية، والتي تختلف أخلاقياتها عن الإنجيليكانية الموالية ل”إسرائيل”، والتي تسود بين نخبة السلطة الأمريكية .
ويعرف بارنت كيف يمكن له أن يقسم هذين النوعين من الدول: “في عصر العولمة نرسم خطاً فاصلاً بين هذه الأجزاء من العالم والتي تنشط في دمج اقتصاداتها الوطنية في اقتصاد عالمي . وأولئك الذين يخفقون في دمج أنفسهم في مجتمع اقتصادي أكبر، وفي مجموعات الأحكام والقوانين التي تولدها”، وهذا قريب إلى حد يثير الدهشة إلى رأي لورد بالمرستون المأثور في القرن التاسع عشر: “تجارة من دون حكم حيث يمكن، وتجارة مع حكم حيث يكون ضرورياً”، ودلالة هذا أنه على البلدان الأخرى شراء (اعتناق) الرأسمالية الأمريكية وتجارتها (بما في ذلك منظمة التجارة العالمية)، وأخلاقيتها وقوانين وول ستريت بقضها وقضيضها، وبخلاف ذلك يكون ذاك البلد خارجاً عن القانون أو إرهابياً ويستأهل أن يتذوق طعم سياسة الولايات المتحدة الإجهاضية وصواريخها من طراز كروز . ولكن من الذي يضع القوانين؟ ومرةً ثانية يبدو الأمر مشابهاً لمادة نظرية المؤامرة، ولكن أمن الممكن أن تكون البنتاغون ووول ستريت؟ وإذا ما أخذنا بمعطيات كتاب بارنت، فسيتبدى لنا أن هذا فعلاً هو الوضع . سلسلة من الاجتماعات تضم أعضاء ممثلين عن البنتاغون ووول ستريت، انعقدت في عام 2001 بمكاتب الوسيط/المضارب في وول ستريت، شركة كانتور فيتزجيرالد، في الطابق 107 من مبنى مركز التجارة العالمي رقم 01 ويكتب بارنت خريطة البنتاغون الجديدة:
“كان مشروع البحث الذي أجريه بمساعدة كانتور، ينطوي على استكشاف الكيفية التي تعدل بها العولمة، التعريفات الأمريكية لأمنها القومي، وفي المحصلة تعديل حسابات المرء حول إدارة المخاطر . وكانت ورش العمل التي أجريناها معاً قد جمعت أبطال الوزن الثقيل من وول ستريت، وكبار رسميي الأمن القومي، وخبراء بارزين من الأوساط الأكاديمية والخزانات الفكرية . وقد دعي تآلفنا باسم مشروع مجموعات القوانين (الأحكام) الجديدة” .
دكتاتورية اقتصادية وثقافية باسم الديمقراطية
سواء مع أحداث 11 أيلول أو من دونها، فإن مهندسي العولمة كانوا قد قرروا، وقبل 11 أيلول بوقت طويل، أن صداماً حضارياً مع الإسلام والمسلمين هو أمر محتوم، وأن حرباً طويلة الأمد هي أمر واقع، وأنه يترتب على المسلمين ان يغيروا ثقافتهم، والذي بالنسبة لهم، أي المسلمين، يعني تغيير دينهم لتسويغ التعامل مع العولمة، وبغير ذلك سيصبحون خوارج العولمة والنظام العالمي الجديد .
وإذا كان الأمر يقتضي، لتفعيل العولمة، أن تسود مجموعة القيم والأخلاقيات الغربية، فإن هذا القرار الانفرادي لا هو بالديمقراطي ولا هو بالقرار المقبول لدى المسلمين، وإذا كان الأمر على هذا النحو، فإن نهج العولمة الأمريكية ذاته وصراعات حضاراتها مزروعة في هذا النظام العالمي الجديد، ليس بسبب أن “الآخر”، أي المسلمين، قد اختاروا مثل هكذا صراع، وإنما لكون دول النواة الغربية، والولايات المتحدة مسؤولة عن وجود هذا الخلل في النظام، وكثيرون هم الناس حول العالم، ومعظمهم من ضمن المليار ونصف المليار مسلم، الذين سيعارضون المادية عن طريق الاستعباد والإمبريالية والحروب، وكانت هذه هي القيم ذاتها المسؤولة عن شن الأمة الأمريكية الفتية، أكثر من مئتي حرب أو الإسهام فيها في فترة تاريخها القصير، بمعنى أنها عملياً كانت في حالة حرب مستمرة . وأيضاً فإن المجتمع الأمريكي ليس موضع حسد العالم، حيث يلحظ العالم أن المجتمع الأمريكي ومع تلك الوفرة كلها، إلا أن 40 مليوناً من مواطنيه مصنفون رسمياً على أنهم فقراء، ويرى العالم التباين في الثروة، ويلاحظ أن الأمريكيين هم من بين شعوب الأرض الأقل سعادةً، وكان الآخرون راغبين في ترك الغرب وأمريكا وحضارتهم وقيمهم من دون تدخل، إلا أن مبدأ بوش لم يترك مجالاً لذلك، حيث جعل الأمر غاية في الوضوح “إن لم تكن معنا فأنت ضدنا” .
المشكلة إذاً، وكما ورد تأكيدها في مبدأ بوش، هي قناعة أمريكا بتفوق وعالمية قيمها، لا بل والأسوأ من ذلك، هو محاولة فرض هذه القيم من خلال الاستباق، والتفرد، وكما أوضحنا سابقاً، فإن مجموعات قوانين العولمة قد استنبطت من كتاب وول ستريت غير المقدس .
إنه الغرب إذاً، الذي يعرف ان أجندته هي التي ستقود إلى صراع حضارات، وباشر حملته لتصنيع الرضى والقبول بصراع حضارات، وخاصةً مع المسلمين، وذلك في وقت أبكر بكثير من 11 أيلول . . إذ قبل سنوات عدة من 11 ايلول استهدف الإسلام كعدوّ .
وفي 1995 أعلن الأمين العام لحلف الناتو NATO، أن الإسلام السياسي: “هو على الأقل في خطورة الشيوعية بالنسبة للغرب” وطبقاً لهنتنجتون، فإن أحد الأعضاء البارزين في إدارة كلينتون أشار إلى الإسلام باعتباره “المنافس العالمي للغرب . .”، خلال السنوات الخمس عشرة بين 1980-،1995 وطبقاً لإدارة دفاع الولايات المتحدة، فإن الولايات المتحدة قد اشتبكت في سبع عشرة عملية عسكرية في الشرق الأوسط جميعها كانت موجهة ضد مسلمين، ولا يوجد نموذج آخر مشابه لعمليات عسكرية للولايات المتحدة ضد أي شعب ينتمي لأي حضارة أخرى، كما كتب صاموئيل هنتنجتون . ويخلص إلى أنه بالنسبة للغرب، فإن المعضلة ليست الأصولية الإسلامية بل الإسلام، والذي هو طريقة مختلفة في الحياة يؤمن المسلمون بتفوقها .
وقد خطأ هنتنجتون الرئيس كلينتون في مقولته إن لا مشكلة للغرب مع الإسلام، وإنما مع المتطرفين الإسلاميين العنيفين “فمن ناحية، كان التناقض، نتاج اختلاف، وعلى الأخص فهم المسلم للإسلام على أنه طريقة تسمو بالحياة وتوحد العقيدة والسياسة” . وبمدى تعلق الأمر بهنتنجتون، فإن الصدام بين الإسلام والغرب حتمي لا مفر منه، “طالما بقي الإسلام هو الإسلام (وهو ما سيكون)” . كما كتب هنتنجتون، “وطالما بقي الغرب هو الغرب (وهو أمر يحتمل الشك أكثر)، فإن هذا الصراع الأساسي بين حضارتين عظيمتين وطرق الحياة، سيستمر في تحديد علاقاتهما في المستقبل، وحتى كما سبق وحددها عبر القرون الأربعة عشر الماضية” . وأضاف هنتنجتون: “يخشى المسلمون ويغتاظون من القوة الغربية والتهديد الذي تشكله على مجتمعهم ومعتقداتهم، فهم يرون الثقافة الغربية مادية، فاسدة منحطة ولا أخلاقية، كما يرونها أيضاً إغوائية، وبذا تؤكد أكثر فأكثر الحاجة لمقاومة تأثيرها في تغيير طريقتهم في العيش . ويهاجم المسلمون الغرب بشكل متزايد، ليس بسبب التزامه بعقيدة يشوبها نقص، والتي هي مع ذلك “عقيدة كتابية”، وإنما بسبب عدم التزامه أية عقيدة بالمرة” .
ومع أن البعث الإسلامي يعبر عن نفسه في السمات الاجتماعية والثقافية للمجتمعات الإسلامية، وأن تعبيره السياسي عن الذات لم يبدأ سوى منذ فترة وجيزة، إلا أنه كان التطور المنفرد الوحيد الأعظم أهمية في البلدان الإسلامية منذ سبعينيات القرن الماضي، والأسلمة السياسية، إن جاز التعبير، وكما يحلو لهنتنجتون أن يسمي البعث الإسلامي أحياناً، هو نتاج مناهج الحداثة، ويتحدر المسلمون “المولودون ثانية” من “الشباب الجوالين المتأقلمين حداثياً”، والذين تأتي صفوتهم من بين الطلبة وأصحاب الفكر، من الصحيح أن قيم الرأسمالية- في حقيقة الأمر- تختلف عن قيم المسلم الصادق، ويصبح هذا الاختلاف واضحاً إذا تسنى للمرء قراءة كتابات كارين آرمسترونج عن الموضوع، فآرمسترونج، وهي راهبة أصبحت باحثة في العقائد، كتبت أربعة كتب عن الإسلام، وبينت كيف أن الإسلام يختلف عن الديانات الأخرى من حيث أنه دين وطريقة حياة معاً، وفي كتابها “الإسلام” كتبت تقول: “في الغرب الحديث، جعلنا من الفصل بين الدين والسياسة هدفاً”، ولكن في “الإسلام، نظر المسلمون إلى الخالق من منظور تاريخي، فكتابهم المقدس، القرآن، أعطاهم مهمة تاريخية، فواجبهم الرئيس هو خلق مجتمع عادل، يعامل فيه جميع أعضاء المجتمع- حتى أضعفهم وأكثرهم قابلية للاستباحة- باحترام مطلق . وتمنحهم تجربة بناء مثل هذا المجتمع والعيش فيه ألفة وحميمية مع السامي والمقدس، بسبب أنهم إنما يعيشون طبقا لإرادة الله، فعلى المسلم تحرير التاريخ وتخليصه من الخطيئة، ويعني هذا أن شؤون الدولة لم تكن ابتعادا عن الروحانية وإنما كانت مادة الدين في ذاتها” . وأضافت “أما إذا لم ترق مؤسسات الدول إلى المستوى القرآني، وإذا كان قادتهم السياسيون قساةً أو مستغلين، أو إذا أهين مجتمعهم من قبل اعداء من الواضح أنهم غير متدينين، فإن المسلم أو المسلمة قد يشعر أو تشعر بإن إيمانه أو إيمانها، بهدف الحياة النهائي وقيمتها هو محل خطر . ولذا كانت السياسة بالنسبة لهم ما يمكن للمسيحيين أن يسموه بالسر المقدس أو القربان المقدس . . وهي الحلبة التي فيها يستشعر المسلمون الخالق، والتي تمكن السامي والمقدس من الأداء الفاعل في العالم” .
وأشارت بحوث آرمسترونج إلى أن المدركات العامة في الغرب عن المسلمين والإسلام، هي، في أغلب الحالات غير صحيحة، وكثيراً ما تكون مرتكزة على تحيزات تاريخية مجحفة، فالإسلام هو المنافس، وبالنسبة للبعض، كان هو التهديد للغرب على مدى 1400 سنة، بينما لم تشكل الشيوعية تهديداً سوى لفترة 70 سنة ما لبثت بعدها أن انطفأت . ومن بعض النقاط الأخرى التي نوهت بها: بقيت للإسلام صورة سلبية في الغرب، والذي له تاريخ طويل من العداوة ضده، على الرغم من كونه الديانة الإبراهيمية الثالثة: “ولكن الكراهية القديمة تستمر وتزدهر على جانبي الأطلسي، ولدى الناس القليل من التردد في مهاجمة هذه الديانة، حتى ولو لم يكونوا يعرفون سوى القليل عنها .
ولا تشن أمريكا حملاتها الصليبية كي يعتنق المسلمون المسيحية، وإنما كي تفرض عليهم “مجموعات القوانين الجديدة”، حتى يبادلوا نفطهم بالورق، وحتى يستمروا في تمويل عجز أمريكا السيادي، وإنها لإكرامية تأتي فوق ذلك بالطبع- إذا ما قرر المسلمون التوقف عن أن يكونوا مسلمين، أو على الأقل- أن يغيروا الإسلام في الأماكن التي لا توافق فيها بين كتاب وول ستريت المقدس، وبين الإسلام . وكثيرون هم المسلمون الذين أعجبوا وما زالوا يعجبون بالشعب الأمريكي، ولكنهم ليسوا بالضرورة معجبين برأسماليتهم الجامحة . وإنهم ليدركون أن الرأسمالية الأمريكية الأنجلوساكسونية لا نظير لها عندما يتعلق الأمر بخلق الثروة وتكديسها، إلا أنهم يدركون كذلك، أن لا نظير لها عندما يتعلق الأمر بسوء توزيع الثروة والظلم الاجتماعي، ولا يباريهم أحد عندما يتعلق الأمر برأسمالية السوق وتغليف الشر وتعبئته على أنه خير، والخير على أنه شر .
عن المؤلف
* د . عبدالحي يحيى زلوم أنهى دراسته الجامعية الأولى والعليا في الولايات المتحدة في الهندسة والإدارة . أسهم في الأعمال التأسيسية للعديد من شركات أوبك الوطنية . ألّف ثمانية كتب بالعربية وخمسة بالإنجليزية، وترجمت كتبه إلى لغات اخرى ومنها الألمانية وكانت موضوعاتها عن النفط والاقتصاد السياسي .
الخليج:الجمعة ,12/11/2010


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.