قلم النفطي حولة أحد أبناء ثورة الشعب تحولت بالأمس يوم 24 مارس 2011 إلى ساحة القصبة بالعاصمة بعد منتصف النهار على اثر ما بلغي من أن بعض الشباب بدؤوا يعدون لاعتصام القصبة 3. ولما وصلت إلى ساحة القصبة صدمت بعسكرة الساحة من كل الاتجاهات بكل أنواع قوات الأمن البوليسي من قوات التدخل السريع إلى قوات البوب إلى الشرطة إلى البوليس السياسي حيث توجد أكثر من ثلاث حافلات بوب إضافة إلى سيارا ت الشرطة وبعض من سيارات“ الميني بيس ” منها واحدة تشرف على الساحة من فوق والبعض من قوات البوب يحاصرون الميدان المقابل لمعهد العلوية . فاستغربت من ذلك المشهد المخيف والذي يدعو للرعب والفزع ويذكرني بالنظام البائد في عهد الدكتاتور المخلوع بن علي . واقتربت من بعض الضباط محتجا على هذه العسكرة الرهيبة والمفزعة في حين أنني لم أعثر على أي من الشباب . فعلمت في الحين من بعض شهود العيان أنه وقع طردهم بقوة القمع وتعرض البعض منهم للاعتقال . فحاولت أن أجتمع بثلة من الشباب لأندد بهذا الاعتداء على حق المعتصمين في التعبير الحر والسلمي عن رأيهم في ما يتعلق بالموقف من حكومة الباجي قائد السبسي التي اعتبرتها حكومة عميلة للخارج متآمرة على الثورة خائنة لدماء الشهداء . وبررت ذلك بالانقلاب الذي قام به الوزير الأول على المجلس الوطني لحماية الثورة حيث أنه نصب الهيئة العليا والتي دعا فيها شخصيات وطنية لا تمثل من الوطنية والاستقلالية غير الاسم والبعض منهم من ناشد الرئيس المخلوع . ففوجئت بتدخل البعض من البوليس السياسي مدافعين بكل شراسة عن حكومة الباجي . فواجهتهم بالسؤال التالي : هل حكم علينا أن نتأتي بوزير أول تابع للمخلوع بن علي أو بوزير تابع لبورقيبة ؟ وسرعان ما بدؤوا يتطاولون علي قائلين : حتى الزعيم بورقيبة لا يرضيكم ؟ فقلت له ببساطة : هو من كان سببا في هذه التركة الفاسدة والاستبدادية لنظام بنعلي المخلوع . والمطلوب هو توافق بين كل القوى السياسية والمنظمات والجمعيات المستقلة وائتلاف للشباب الذي يمثل عمق الثورة متكون من كل الجهات وخاصة تلك التي قدمت ضريبة الدم . وختمت كلامي متسائلا : ألا يحق لثورة الحرية والكرامة والعدالة أن تفرز بروح توافقية أحد الشباب كوزير أول ؟ فجن جنون البوليس السياسي والحال أنهم يجهلون أن الوزير الأول الحالي كان شابا لما عينه بورقبة في السبعينات . هذا ما شاهدته في القصبة كشاهد عيان .